رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الحادي عشر بقلم ندى محمود توفيق
من أدوات التجميل فتلونت عيناه بالأحمر القاتم وقال بلهجة تدب الړعب في القلوب
_ وأنتي بتمشي من دماغك.. مين قالك إني كنت هوافق تحطي القرف ده وتنزلي بيه قصاد الكل
صاحت منفعلة بتحدي وتصميم
_ وأنا مش هنزل غير إكده مش هسمح اخليهم كلهم يتفرچوا عليا ويشمتوا فيا أنا عمري ما خليت حد يشوفني ضعيفة ولا مکسورة فمش هتاچي أنت وتچبرني اطلع قصاد ناسك اللي قتلوا أبويا وأبان قصادهم مکسورة
_ كنت ممكن أوافق لو اتكلمتي بأدب وصوتك معليش عليا لكن بعد اللي عملتيه ده غصبن عنك هتخشي تغسلي وشك
هدرت بعناد تتحداه في شجاعة
_ مش هغسله ياعمران
ارتفع حاجبه باستنكار وحدة من عنادها معه فقرر تأديبها بطريقته الخاصة حيث انحنى بجزعة للأمام وحملها فوق ظهره عنوة متجها بها نحو الحمام وسط مقاوماتها وصياحها به وهي تضربه بكفيها على ظهره حتى يتركها لكن دون جدوى ولم ينزلها سوى أسفل صنبور مياه الاستحمام ودون أن يمهلها اللحظة لتحاول الفرار منه فتح المياه الدافئة لتنهمر فوق جسدها كله فشهقت هي بزعر وصابتها نفضة بسيطة من اندفاع المياه عليها وبتلقائية راحت تمسح وجهها حتى تتمكن من التنفس والرؤية وتصرخ به
راحت تصرخ به پهستيريا وهي تضربه فوق صدره تفض كل ما بنفسها من ڠضب وقهر
_ بعد بقولك اوعاك تلمسني تاني
كانت تلهث أسفل المياه وهي تتطلع إليه بشراسة حتى وجدته ينحني عليها ويمد يده خلفها يغلق الصنبور ثم يعتدل ويقول بنبرة عڼيفة
_ دلوك تقدري متنزليش هخليهم يچبولك الأكل إهنه لكن ده كان أدب ليكي عشان تتعلمي تردي عليا زين بعد إكده وتبطلي قولة لا دي.. هتتعلمي غصبن عنك تقولي حاضر يا آسيا ومتحطيش راسك براسي وكلمتي تتنفذ طوالي
_ اطلع برا وهملني عشان اغير هدومي
القى عليها نظرة متفحصة ثم استدار وغادر يتركها بمفردها في الحمام تبكي بصمت ولم تلبث سوى دقائق قصيرة حتى خرجت فلم تجده اتجهت نحو حقيبتها واخرجت ملابس جديدة ثم عادت للحمام لكي تبدل ملابسها المبتلة.
كانت حور تسير خلف صديقتها التي تجرها عنوة وتهتف لها بخنق متأففة
_ يابنتي سبيني هستناكي تحت أنا إيه اللي يخليني احضر معاكي أنتي في رابعة وأنا تالتة
التفتت لها صديقتها وقالت باصرار
_ وتقعدي وحدك ليه تحت في الكافتريا احضري معايا وونسيني بدل ما اقعد وحدي
تنفست حور الصعداء بعدم حيلة وقالت في خوف
قالت نافية في إيجاز
_ لا مش هيزعق ومش هيعرفك أصلا اخلصي بقى ياحور احسن ميدخلناش احنا الاتنين
زفرت بقوة مغلوبة ووقفت خلف صديقتها التي طرقت باب القاعة وفتحته وبمجرد ما أشار لها الأستاذ بالدخول دخلت وكانت هي خلفها مباشرة ولسوء حظهم أنا القاعة كانت ممتئلة كلها ولم يجدوا سوى مقعدين في المنتصف دخلت حور أولا وجلست وبجوارها صديقتها.
طالعها بلال بحيرة ولم يتمكن من حجب ضحكته التي أظهرت أسنانه البيضاء بوضوح يضحك عليها وعلى منظرها حين اسقطت القلم مرة أخرى بينما هي فلم تفق سوى على صوت الأستاذ الذي هتف پغضب
_ اتفضل برا يا أستاذ ياللي بتضحك في النص أنت
أدرك بلال أنه يقصده هو فلم يجادل معه وتوقف بكل هدوء وسار لخارج القاعة وإذا به يسمع الأستاذ يكمل
_ وأنتي معاه مش كنتوا بتتكلموا اتفضلوا كملوا كلامكم برا
تلفتت حور حولها بدهشة وهي تشير إلي نفسها بعدم استيعاب فوجدت الرد مفحم من الأستاذ وهو يصيح
_ أيوة أنتي هو في حد غيرك كان جمبه اتفضلي يلا متعطلوناش
نظرت لصديقتها التي عاتبتها بنظراتها فهزت حور كتفيها بعدم حيلة واستقامت واقفة تسير للخارج تلحق به كان هو يقف خارج القاعة ينتظرها وفور خروجها رمقها رافعا حاجبيه يتصنع الضيق لأنها كانت السبب في طرده من محاضرته حين رأت تلك النظرة في عيناه أطرقت رأسها أرضا بإحراج وتقدمت نحوه بخطا متوترة متمتمة
_ آسفة مكنتش أقصد والله اخليك تتطرد بسببي
بلال بجدية وخنق مزيف
_ أنتي مكملتيش عشر دقايق واتطردتي وطردتيني معاكي
زمت شفتيها بإحراج شديد وهي تجفل نظرها تخجل من النظر إليه حتى سمعته يقول مازحا بضحك
_ أنتي ملكيش ذنب العيب على القلم اللي وقع صح هو السبب!
رفعت نظرها وحين رأته يضحك هدأ توترها وقالت براحة
_ الحمدلله يعني أنت مش مضايق.. لو مضايق ممكن ارجع وأقول للدكتور أنا اللي اتكلمت وأخليه يدخلك.. بجد والله مش بهزر
قهقه بصوت عالي وهتف من بين ضحكه
_ دي چامعة مش فصل خامسة ابتدائي عشان تدخلي تقوليله أنا اللي اتكلمت معلش ډخله تاني
ضحكت لكنها ردت بغيظ بسيط
_أنت بتتريق!!
بلال مبتسما بكل لطف
_ لا طبعا مقصدش أنا بهزر بس
اماءت بتفهم وقالت في رقة جميلة
_ طيب أنا هنزل تحت وآسفة مرة تاني
هز رأسه لها بالموافقة وتحركت خطوة بعيدا عنه ثم توقفت والتفتت له تهتف بخجل وتوتر
_ أنت اسمك محمد صح
ابتسم لها بعدما فهم محاولاتها البريئة لمعرفة اسمه ليقول بلؤم
_ لا بلال!
شعرت أنه كشف خدعتها السخيفة فقالت بتلعثم
_ أه تشرفت يابلال
رد بخفوت ونبرة رجولية قوية
_ أنا اكتر ياحور!
أرسلت بسمة سريعة ثم اندفعت وسارت مبتعدة عنه من فرط خجلها وتوترها.. لكنها توقفت فجأة بعدما اختفت عن أنظاره وأدركت جملته الأخيرة عندما ودعها باسمها اتسعت عيناها بذهول محاولة فهم كيف عرف اسمها فهي لم تخبره! .
صعد بشار الدرج قاصدا الطابق الأخير من المنزل تحديدا بالسطح لكي يأخذ شيء وبيده هاتفه يضعه فوق أذنه يتحدث مع أحد الرجال بأمر يخص العمل وفور وصوله سقطت عيناه على ابنة عمته رحاب التي تجلس فوق الأريكة الخشبية وتبكي بصمت فغضن حاجبيه بتعجب وتمكن منه القلق فانهى اتصاله بسرعة واقترب منها هاتفا
_ رحاب!!
انتفضت بفزع على أثر صوته ومالت برأسها للجانب بعيدا عنه تكفكف دموعا بسرعة في توتر بينما هو فجذب مقعد وجلس أمامها مباشرة يسألها باهتمام
_ پتبكي ليه في حد ضايقك ولا عملك حاچة!
اكتفت بهز رأسها بالنفي دون أن تنظر له بسبب إحراجها من رؤيته لها وهي تبكي أما هو فتابع بجدية بسيطة وقلق
_ طب أمال في إيه قلقتيني!
خرج صوتها ضعيف ومبحوح وهو تقول
_ مفيش حاچة يابشار أنا شديت مع أمي شوية في البيت وچيت إهنه
هدأت حدة أنفاسه وقال لها بخفوت جميل
_ طيب وقاعدة لحالك في السطح وپتبكي إكده ليه!
أجابته برقة وصوت يكاد يسمع بصعوبة
_ كنت قاعدة مع مرات خالي إخلاص تحت بس حسيت نفسي مخڼوقة فطلعت إهنه