الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الحادي عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

اقعد لحالي شوية 
حدقها مطولا بعدم اقتناع وعيناه كانت ثابتة عليها يتمعنها بتدقيق وهي تتهرب بنظراتها منه ليقول لها بتشكيك 
_ يعني اتخانقتي مع أمك بس مفيش حاچة تاني
أماءت لها بالإيجاب في صمت فطالت نظرته الدافئة لها لكن سرعان ما تحولت للامتعاض حين سقطت عيناه على يدها اليمنى ورأى خاتم الخطبة علقت عيناه المستاءة التي تحمل المرارة على أصبعها ولم يشيح بنظره إلا عندما سمع صوت رنين هاتفها.. وجدها تلتقط الهاتف وفورا انهت الاتصال دون تجيب پغضب لم يقرأ اسم المتصل ولكنه لمح صورته وكان خطيبها فلوى فمه بحنق واستقام واقفا فورا يهتف بهدوء على عكس الثوران الداخلي له 
_ أنا هسيبك تقعدي لحالك شوية وتهدي عاوزة حاچة
هزت رأسها بالنفي وهي تبتسم بلطف ثم تابعته وهو يستدير ويسير بعيدا عنها ويتركها بمفردها تماما فور رحيله عاد صوت رنين هاتفها يصدح بالرنين من جديد فتنهدت وردت على خطيبها! .
نزل الدرج وهو يمسح على وجهه ويتأفف بصوت عالي من فرط الخنق والڠضب إلى متى ستستمر مشاعره المؤلمة تلك لا يدري.. لم تعد له ومازال قلبه يرفض التخلي وأن أتبعه في هواه لن يرتاح وربما سيقوده للهاوية وينهيه بالكامل.
اصطدم بزوجة عمه التي كانت تصعد للسطح ونظرت له متعجبة تهتف 
_ بشار كنت بتعمل إيه فوق دلوك!
هتف بثبات متصنع وصوت خشن 
_ ولا حاچة يامرت عمي طلعت أچيب حاچة ولقيت رحاب فنزلت 
هزت إخلاص رأسها بتفهم وسألته باهتمام
_ كانت زينة طيب لما شوفتها!
رد بخنق وعدم اكتراث مزيف 
_ معرفش اطلعي شوفيها
ولم يلبث للحظة أخرى حيث اندفع من أمام إخلاص يقود خطواته تجاه غرفته بينما هي فالتفتت برأسها للخلف وتابعته مطولا بحزن ويأس! . 

بتمام الساعة التاسعة مساءا كانت فريال بطريق عودتها للمنزل بعدما انتهت من شراء بعض مستلزماتها الشخصية وكانت تسير نحو الطريق العام لتستقل بسيارة أجرة تعيدها للمنزل لكنها مرت من أمام معرض الأجهزة الكهربائية الخاص بزوجها وعائلة خليل صفوان.. تسمرت قدمها بأرضها ووقفت أمامه ترسل نظراتها للداخل بحثا عنه حاولت الرحيل لكنها فشلت أمام صړاخ قلبها المشتاق لروحه البعيدة عنه كانت تقف فقط تأمل أن تلمحه حتى من بعيد فمنذ أن تركته لم تسمع صوته ولم تراه تطمئن على أحواله فقط من أولادهم عندما يأتون لزيارتها كل يوم.
تراقص قلبها فرحا حين لمحته يقف مع أحد الرجال ويتبادل معه أطراف الحديث بجدية لمعت عيناها بوميض العشق وارتفعت بسمتها الناعمة فوق ثغرها دون أن تشعر بقت مكانها تتأمله بشوق وشرود لدرجة أنها لم تنتبه له عندما رآها ونظر لها بدهشة لم تفق سوى على صوت خطواته المتجهة نحوها فحبست أنفاسها للحظة وأخرجتها زفيرا متهملا وهي تستعد لمواجهته بعد مرور أيام على فراقهم وجدته وقف أمامها وهتف بحزم 
_ بتعملي إيه إهنه!
اندهشت من رده الجاف فانعقد لسانها ولم تجد ما تجيبه به حتى وجدته يمسك بيدها ويجذبها معه للداخل لم تفهم إلى أين يأخذها أو حتى لماذا يتصرف معها بهذه القسۏة كانت تتوقع أن تتعرض للتوبيخ وتقابل غضبه الشديد منها لكن قسوته كانت أصعب لم ټقاومه بل سارت معه بكل طواعية واستسلام إلى حيث ياخذها فانتهى بها المطاف داخل غرفة مكتبه الخاصة بالمعرض ورأته يغلق الباب ويقترب هاتفا پغضب
_ كنتي وين وإيه اللي چابك إهنه
اتسعت عيني فريال ثم قالت پخوف شديد وحزن وهي ترفع الأكياس التي بيدها لمستوى نظره 
_روحت اشتري كام حاچة محتچاها من السوق وأنا وراجعة عديت من قصاد المعرض بالصدفة فشفتك
صاح جلال منفعلا وكأنه وجد حجة ليفرغ شحنة غيظه امنها 
_ وطالعة وحدك دلوك الساعة تسعة كنتي ناوية تفضلي برا لغاية أمتى تاني ياست هانم 
انكمشت ليس خوفا بقدر مهو مرارة من معاملته لها فقالت بخفوت
_ أنا كنت راچعة أساسا البيت ياچلال وبعدين مفيش حد يطلع معايا 
رفع سبابته في وجهها يهتف بصوت رجولي مخيف يلقي عليها تعليماته 
_مش معنى أنك قاعدة في بيت ناسك يبقى تطلعي وتدخلي على هواكي لساتك مرتي.. على الله تكرريها تاني يافريال وتطلعي في الوقت ده فاهمة 
تلألأت العبرات في عيناها ثم ردت عليه پألم 
_ أنت بتكلمني إكده ليه ياچلال!
اخفض من نبرة صوته وقال في شدة
_ المفروض اكلمك كيف يافريال هانم
انهمرت دموعها وقالت بأسى وصوت موجوع
_ للدرچة دي متعصب مني ومش طايقني 
رغم أن قلبه تمزق لدموع بندقيتها التي يعشقها وكان للحظة سيقلي بكل شيء بعرض الحائط ويجذبها إليه يروى روحه المتعطشة لها ويسرق معها بعض لحظاتهم الغرامية كما كانوا يفعلون لكنه سيطر على مشاعره وتصرف ببرود وهو يجيبها پغضب 
_ أنتي اللي تخيلتي وسبتيني يافريال يبقى تستحملي صدقتي نفسك ومسمعتيش لحد حتى ليا رغم أنك عارفة زين أنا كنت مستعد اچبلك نچوم السما لو طلبتي وكنت هتنازل عن كل حاچة عشانك كيف ما تنازلت من قبل بس أنتي اثبتيلي أنك مكنتيش تستاهلي اللي ضحيت بيه عشانك
سالت دموعها بغزارة فوق وجنتيها وراحت تهتف وسط بكائها برجاء وألم 
_ بزيادة متكملش ابوس يدك.. كلامك ده تقيل قوي ياچلال 
انحنى عليها فأصبح وجهه أمام وجهها مباشرة وأنفاسه الساخنة كانت تلفح صفحة وجه پعنف وهو يتمتم بصوت نابع من صميمه
_ واللي عملتيه فيا كان واعر قوي واكتر كمان لما موافقتش اخليكي تطلعي من البيت چبتي أبوكي عشان ياخدك مني ويقف قصادي ويقولي بتي معدش ليها قعاد معاك وهي معاوزاكش صغرتيني ودوستي على رچولتي قصاد ناسي كلهم اللي هما كانوا عاوزني اطلقك من وقت ما أبوكي قتل أبويا وأنا اللي رفضت وخرصت لسان الكل ومعدش حد يتچرأ يفتح الموضوع ده تاني في البيت عملت إكده عشان بحبك ومقدرش على بعدك ومهمنيش اللي عمله أبوكي ولا مشاكلنا مع ناسك وأنتي چيتي قصاد الكل تقوليلي معاوزاكش وتسبيني.. هاا لسا عاوزاني اكملك ولا بزيادة إكده!
أجفلت رأسها أرضا وهي تبكي بنشيج مسموع وكان ذلك الصوت ېقتله ويأكل في صدره من الألم لكنه اخرص صوت قلبه وتعامل بجفاء لا يليق به أبدا وبالأخص مع زوجته وحبيبته بعد لحظات معدودة رفعت وجهها الغارق بالدموع ورمقته بعيناها المريرة تسأله بصوت معذب
_يعني أنت معدتش عاوزني خلاص!!
لم يجيب واكتفى بصمته القاټل يتطلعها بثبات مزيف رغم صراعاته الداخلية أمام منظرها المزري ودموعها التي تقتله بينما هي فكانت تتطلعه پانكسار تنتظر إجابته التي ربما ستعيد لجسدها الروح مرة أخرى بعد معاملته وكلامه القاسې.. لكنها حصلت على الإجابة منه بالصمت وفسرتها بتأكيد على سؤالها فاڼهارت جميع حصونها واندفعت من أمامه تنوي الرحيل بعد الألم الذي اجتاح قلبها جراء صمته لكن قبض على ذراعها يوقفها هاتفا بغلظة
_ رايحة وين!
قالت پغضب وصوت مټألم
_ راچعة بيت أبويا عندك اعتراض في دي كمان ما أنت خلاص معدتش عاوزني عاد 
هتف بصوت رجولي صارم 
_أنا هوديكي اقعدي إهنه استنيني لغاية ما أخلص شغلي وهاخدك معايا مش هترچعي وحدك دلوك 
فريال بصوت مبحوح من فرط البكاء
_ مش عايزة اروح معاك ياچلال هملني لحالي 
جلال بعصبية 
_ قولتلك اقعدي واستنيني اسمعي الكلام من غير عند يافريال 
استسملت مجبرة أمام انفعاله وصيحته بها فأبعدت

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات