رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل السابع بقلم رضوي جاويش
شيرين في مرح بذمتك ده اسم ده !.. بس بما أن فيه سبع أوجاع ليه ميبقاش .. سيدة الأوجاع السبعة ..
ساد الصمت لبرهة لتهتف أمل في فرحة برافو عليك.. هو ده الاسم اللي بدور عليه .. أحيانا بتقدري تكوني مفيدة ..
امتعضت شيرين متصنعة الضيق هاتفة أحيانا! ..والله ده أنا كلي فوايد .. معلش هم كده العظماء أمثالي محدش بيعرف قيمتهم إلا متأخر ..
اندفعتا سويا لخارج المشفى لا علم لهما أن هناك عيون خلف منظار طبي انيق تتبعهما في فضول ..
مدت كفها بهاتفها لولدها وهو بأحدى زيارته المتباعدة لها هاتفة في تردد بقولك يا عامر ..خد وريني ازاي نفتح اللي اسمه ايه ده .. اللي بتقعدوا عليه ع الفون .. اللي اسمه الفيس بوك ده ..
هتفت في حسرة الفضا يا عامر .. مبقاش عندي اللي يشغلني زي زمان.. أهو حاجة تسليني وأنا لوحدي ..
تنهد عامر متفهما ومد كفه متناولا هاتفها وبدأ في توضيح الأمور وشرحها لها في سلاسة حتى استوعبتها تماما في سرعة ادهشته ..
تطلعت لهاتفها الذي استشعرت أنه سيفتح لها أفاقا جديدة كانت محجوبة عنها وبدأت في تصفح المواقع ومر الوقت في سرعة عجيبة ادهشتها حتى أنها شعرت بالجوع فجأة لتدرك أنها لم تتناول غذاءها بعد ..
انجزت مهمتها وحملت صحنها لخارج المطبخ وما أن همت بالضغط على زر الإنارة مغلقة إياه حتى وقع ناظرها على جارها المتطفل كما كانت تسميه بينها وبين نفسها وقد امسك عصى المكنسة الخشبية محتضنا اياها في وله وكأنه يعانق محبوبته متمايلا بها في رشاقة راقصا على أنغام الموسيقى التي ارتفعت صادحة منذ لحظات ..
انتفضت حتى كادت أن تسقط الصحن من يدها التي ارتجفت ما أن تنبه لنظراتها اليه .. لم يتوقف محرجا كما كانت تتوقع بل ابتسم في أريحية عجيبة وتصالح هائل مع النفس وانحنى بطريقة مسرحية محييا إياها
زاد تعجبها من هكذا رجل ضغطت زر الإضاءة مغلقة إياه واندفعت نحو حجرتها واضعة الطبق على طاولة قريبة وبدأت في التمايل مقلدة جارها فربما ما يفعله هو طقس ما لعلاج مرض تجهله .. تمايلت في خفة بجسد رشيق كان يوما مدعاة لفخرها والذي كانت تداريه خلف أحد اثوابها العتيدة التي لم تبدل طرازها التقليدي منذ زمن ..
استدارت فجأة لتسقط نظراتها على صورتها بالمرآة لتتوقف فجأة عن طقسها المحموم متذكرة كلمات توفيق الموجعة وملاحظاته المهينة عن عمرها الذي شارف الخمسين فتقدمت نحو المرآة تتحسس بأطراف