الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل السابع بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

شيرين في مرح بذمتك ده اسم ده !.. بس بما أن فيه سبع أوجاع ليه ميبقاش .. سيدة الأوجاع السبعة .. 
ساد الصمت لبرهة لتهتف أمل في فرحة برافو عليك.. هو ده الاسم اللي بدور عليه .. أحيانا بتقدري تكوني مفيدة .. 
امتعضت شيرين متصنعة الضيق هاتفة أحيانا! ..والله ده أنا كلي فوايد .. معلش هم كده العظماء أمثالي محدش بيعرف قيمتهم إلا متأخر .. 
ابتسمت أمل من جديد هاتفة طب ياللاه يا عظيمة هانم نروح لحسن اتأخرنا على بابا وسليم .. 
اندفعتا سويا لخارج المشفى لا علم لهما أن هناك عيون خلف منظار طبي انيق تتبعهما في فضول .. 
 
مدت كفها بهاتفها لولدها وهو بأحدى زيارته المتباعدة لها هاتفة في تردد بقولك يا عامر ..خد وريني ازاي نفتح اللي اسمه ايه ده .. اللي بتقعدوا عليه ع الفون .. اللي اسمه الفيس بوك ده .. 
تطلع إليها عامر لبرهة في تعجب ثم اتسعت ابتسامته متسائلا إيه اللي فكرك بيه دلوقت يا ماما !.. ما أنا ياما كنت بقولك تعالي أعملك حساب عليه وأنت كنت مش مهتمة .. 
هتفت في حسرة الفضا يا عامر .. مبقاش عندي اللي يشغلني زي زمان.. أهو حاجة تسليني وأنا لوحدي .. 
تنهد عامر متفهما ومد كفه متناولا هاتفها وبدأ في توضيح الأمور وشرحها لها في سلاسة حتى استوعبتها تماما في سرعة ادهشته .. 
استأذن مغادرا لتودعه دون أن تستحلفه البقاء كعادتها حتى لا يرفض كعادته متحججا بالعديد من الحجج التي ما عادت تكترث لها فقد اكتفت من الإلحاح في أمر كهذا .. 
تطلعت لهاتفها الذي استشعرت أنه سيفتح لها أفاقا جديدة كانت محجوبة عنها وبدأت في تصفح المواقع ومر الوقت في سرعة عجيبة ادهشتها حتى أنها شعرت بالجوع فجأة لتدرك أنها لم تتناول غذاءها بعد .. 
تركت هاتفها جانبا وتوجهت صوب المطبخ تعد لها طبقا من الطعام الذي أعدته لتناوله مع عامر الذي فاجأها أنه قد تناول غذائه بالفعل لتتركه جانبا .. 
انجزت مهمتها وحملت صحنها لخارج المطبخ وما أن همت بالضغط على زر الإنارة مغلقة إياه حتى وقع ناظرها على جارها المتطفل كما كانت تسميه بينها وبين نفسها وقد امسك عصى المكنسة الخشبية محتضنا اياها في وله وكأنه يعانق محبوبته متمايلا بها في رشاقة راقصا على أنغام الموسيقى التي ارتفعت صادحة منذ لحظات .. 
استشعرت أن ذاك الرجل ليس متطفلا فقط وانما مخبول أيضا بأفعاله تلك التي لا تتناسب مع وقار عمره الذي يسير نحو الستين بخطى ثابتة وبلا أدنى مواربة .. 
انتفضت حتى كادت أن تسقط الصحن من يدها التي ارتجفت ما أن تنبه لنظراتها اليه .. لم يتوقف محرجا كما كانت تتوقع بل ابتسم في أريحية عجيبة وتصالح هائل مع النفس وانحنى بطريقة مسرحية محييا إياها 
وعاد من جديد يحتضن عصاه يدور بها في أرجاء بهو شقته الواسع متجاهلا لها تماما .. 
زاد تعجبها من هكذا رجل ضغطت زر الإضاءة مغلقة إياه واندفعت نحو حجرتها واضعة الطبق على طاولة قريبة وبدأت في التمايل مقلدة جارها فربما ما يفعله هو طقس ما لعلاج مرض تجهله .. تمايلت في خفة بجسد رشيق كان يوما مدعاة لفخرها والذي كانت تداريه خلف أحد اثوابها العتيدة التي لم تبدل طرازها التقليدي منذ زمن .. 
استدارت فجأة لتسقط نظراتها على صورتها بالمرآة لتتوقف فجأة عن طقسها المحموم متذكرة كلمات توفيق الموجعة وملاحظاته المهينة عن عمرها الذي شارف الخمسين فتقدمت نحو المرآة تتحسس بأطراف

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات