الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل السابع بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

أناملها آثار الزمن التي تركها على بشرتها التي ما تزل تحتفظ بنداوتها لكن أثر كلمات توفيق السامة صور لها أن تلك القسمات قد شابت وأن العمر قد ولي وأن الهرم يحاصرها فشعرت بروحها تشيخ ودمعها يتساقط على خديها في حسرة.. جلست على طرف فراشها وقد عافت الطعام وما عاد لها الرغبة في الحياة نفسها .. 
 
توقفت السيارة على أطراف الحارة وترجل منها حماد متجها نحو بيت صفية حاملا بعض الأكياس والحلوى وما أن هم بصعود أولى درجاته حتى انتفض مسعد من على أحد مقاعد المقهى حيث يعسكر دوما لا يغادر موضعه يقف بطريق حماد هاتفا في ڠضب على فين !.. أنت فاكرها وكالة من غير بواب!.. 
تطلع إليه حماد في استهانة أمرا في لهجة حازمة أبعد عن طريجي واجصر الشړ .. 
هتف مسعد ساخرا وإن مبعدتش هيجرى إيه يعني !.. 
ترك حماد حمولته فجأة من بين أصابعه ليمسك بتلابيب مسعد دافعا به بعيدا عن مدخل بيت صفية الذي كان يحتله بالكامل مغلقا عليه طريق المرور للداخل .. 
تنبهت صفية للأصوات المرتفعة بالأسفل لتنهض دون حماسة تتطلع لما يجري .. إنه اليوم الثالث لها دون خروج من بيتها بعد أن هددها مسعد إذا ما خرجت فلن يمكنها من رؤية أطفالها من جديد الذي فتح لهما الباب ليخرجا للعب بالحارة مدركا أنها لن تتجرأ على الخروج حتى بعد تركه مفتوحا .. 
شهقت في صدمة عندما تنبهت لوجود حماد ممسكا بخناق مسعد وقد تنبه الجميع ملتفا حولهما لتهتف بأمها في عجالة لتأتي مهرولة لتبادرها في صدمة شايفة مين اللي تحت ده ياما !.. ده حماد بيه صاحب المصنع اللي بشتغل فيه !.. 
هتفت امها في تعجب وده إيه اللي جابه الساعة دي !.. ربنا يستر لحسن ده مش أد مسعد وشره .. 
تطلعت صفية في قلق ربنا يسترها.. ده راجل كبارة ملوش فشغل البلطجة بتاع مسعد .. بس ليه جاي دلوقتي ..!.. 
تطلعت أمها تزاحمها موضعها بالنافذة هاتفة إلحقي شوفي اللي بيحصل .. 
مدت صفية رأسها من النافذة تحاول استطلاع الأمر بوضوح لتجد حماد يهز مسعد في غيظ ممسكا بياقة قميصه في عڼف مؤكدا بصوت راعد لما يكون فيه ضيوف داخلين عند حد ميخصكش .. تجعد فحالك وبأدبك ..سامع !.. 
ودفع بمسعد في شدة اسقطته أرضا وأصبح غير قاد على تمالك نفسه والنهوض من جراء ما يتعاطاه من مخډرات جعلته يترنح في عدم اتزان.. 
عاد حماد لحمله رافعا إياه عن الأرض ليدخل لبيت صفية التي ما أن رأته يدلف إليه حتى انتفضت في اضطراب لا تعرف ما عليها فعله .. 
عدلت من هندامها في عجالة وما أن تناهى لمسامعها طرقاته على باب شقتها حتى انتفضت تتطلع حولها في تيه وضربات قلبها أشبه بطبول زار شعبي .. 
تنبهت أمها لحال ابنتها فاندفعت تفتح الباب مشفقة .. رحبت بحماد في حفاوة ليدخل جالسا بصدر المكان .. 
تمالكت أعصابها واعادت التأكد من حسن طلتها وخرجت مدعية الثبات هاتفة في ترحاب أهلا يا حماد بيه.. خطوة عزيزة .. 
ابتسم حماد ما أن طلت عليه وانشرح صدره منجليا عنه همه في ثوان بشكل أثار تعجبه .. لتستطرد ما أن رأت ما كان يحمل موضوعا قبالته على الطاولة المترنحة بينهما ليه تعبت نفسك وشايل ومحمل !.. 
أكد حماد في رزانة دي حاچة بسيطة عشان عيالك .. 
هتفت ممتنة ربنا يبارك لك .. ومعلش متاخدش على خاطرك على اللي حصل تحت .. مسعد مش سايبني فحالي ..

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات