رواية صرخات انثى الفصل الثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
وإن كان أيوب ميسور الحال ولكنه لا يحتمل فكرة إلقاء كل احتياجاته لأبيه لذا ود الاعتماد على نفسه حتى وإن لم يكن بحاجة للمال فالمال الذي يرسله أبيه كل شهر يكفيه ويفيض عن حاجته.
لعڼ عمران نفسه وما تفوه به حينما وجد أيوب يلتزم بالصمت فصف سيارته أمام احدى شركاته بعدما وصل لمدخلها واستدار يقابله بندم
_أيوب أنا آسف مقصدتش بس أنا لما شوفتك وإنت بتشتغل كده اتنرفزت ومقدرتش أمسك نفسي.
_أنا كده لما بتعصب ببقى دبش ووقح.
رفع عينيه إليه بهدوء يعاكس ظنونه
_مزعلتش يا عمران بس إنت اللي مش قادر تفهم إن الشغل عمره ما كان عيب حتى لو كنت دكتور أو عالم ذرة حتى العيبة أنك تحتاج لحد وتمد ايدك وتقوله اديني احنا الحمد لله مبسوطين ووالدي عنده أراضي وورث يعيشنا ملوك بس أنا مش حابب أعتمد عليه على طول عايز اتعود اتحمل مسؤوليتي من دلوقتي وأشتغل في أي حاجة وكل حاجة لاني ببساطة مش منتظر اني اخلص جامعتي وألقى الشركات فاتحلي دراعتها لازم أكون جاهز لأي وضع.
_أنا اللي هخدك في دراعاتي وبدايتك من هنا.
تعلقت نظراته لخارج النافذة فانفتح فمه بانبهار لرؤيته تلك المباني العتيقة التي تحتل منتصفها مبنى ضخما يحمل اسم الغرباوي فتح أيوب باب السيارة ولحق بعمران الذي يحاوط كتفه ويخبره بنفس ابتسامته الصافية
_مكانك هنا يا بشمهندس.
_مش هقدر يا عمران انا لسه بدرس مش جاهز!
منحه بسمة ساخرة قبل أن يتمتم
_أنا استلمت ادارة شركة أبويا وأنا في أول سنة بالجامعة يا أيوب وفي السنة الرابعة كنت بفتتح فرعين جداد للشركة.
وتابع ويده تضغط على كتفه
لم يفهم كلماته جيدا وكأنه يحدثه بالألغاز فصعد خلفه حتى ولج للداخل.
انبهر أيوب من تصميم المبنى الداخل وحينما تود العمل مع شركة ضخمة بحجمها سيغلبك فضول رؤية ما يفعلوه بتصميم مداخل ومخارجها لذا اتقن عمران وفريقه كل شبر بشركاته وبراعة تنسيق المساحات وغيرها من المكاتب والأرائك الباهظة.
_إنت عارف إني بحبك وبعزك صح
هبوطه لمكان أسفل الارض وعلى ما بدى من عدم وجود أحدا بالرغم من أن الطوابق الاخرى كانت تعج بخلية نحل من العمال فمضمون المكان بأنه سري للغاية والآن يخبره بتلك الكلمات اللعېنة التي جعلته يبتلع بتوتر
_في أيه يا عمران
سيطر على ضحكاته وهو يتابع
_في إني عايزك تتقن الشغلانه من قبل ما تبدأها عشان كده جبتك المكان اللي اتعلمت فيه أينعم كانت فترة صعبة ليا بس علمت معايا وفرقت وهتفرق معاك جدا بدراستك وباللي جاي.
خطڤ نظرة متفحصة للارشيف وعاد له
_اتعلمت هنا!
نفى ذلك وأشار بعينيه على احد الابواب الجانبية وقبل أن يحرر بابه عاد يضمه بقوة وهو يخبره
_خليك عارف إني بحبك وبعمل كده عشانك.
اړتعب أيوب ودفعه عنه وهو