الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

وإن كان أيوب ميسور الحال ولكنه لا يحتمل فكرة إلقاء كل احتياجاته لأبيه لذا ود الاعتماد على نفسه حتى وإن لم يكن بحاجة للمال فالمال الذي يرسله أبيه كل شهر يكفيه ويفيض عن حاجته.
لعڼ عمران نفسه وما تفوه به حينما وجد أيوب يلتزم بالصمت فصف سيارته أمام احدى شركاته بعدما وصل لمدخلها واستدار يقابله بندم 
_أيوب أنا آسف مقصدتش بس أنا لما شوفتك وإنت بتشتغل كده اتنرفزت ومقدرتش أمسك نفسي.
وتابع بضيق 
_أنا كده لما بتعصب ببقى دبش ووقح.
رفع عينيه إليه بهدوء يعاكس ظنونه 
_مزعلتش يا عمران بس إنت اللي مش قادر تفهم إن الشغل عمره ما كان عيب حتى لو كنت دكتور أو عالم ذرة حتى العيبة أنك تحتاج لحد وتمد ايدك وتقوله اديني احنا الحمد لله مبسوطين ووالدي عنده أراضي وورث يعيشنا ملوك بس أنا مش حابب أعتمد عليه على طول عايز اتعود اتحمل مسؤوليتي من دلوقتي وأشتغل في أي حاجة وكل حاجة لاني ببساطة مش منتظر اني اخلص جامعتي وألقى الشركات فاتحلي دراعتها لازم أكون جاهز لأي وضع.
منحه ابتسامة هادئة ورفع يده يضم كتفه مشيرا برماديته 
_أنا اللي هخدك في دراعاتي وبدايتك من هنا.
تعلقت نظراته لخارج النافذة فانفتح فمه بانبهار لرؤيته تلك المباني العتيقة التي تحتل منتصفها مبنى ضخما يحمل اسم الغرباوي فتح أيوب باب السيارة ولحق بعمران الذي يحاوط كتفه ويخبره بنفس ابتسامته الصافية 
_مكانك هنا يا بشمهندس.
تبلدت قدميه على أول درجات رخام البورسلين الأبيض فسحبها للخلف رافضا تتبعه فعاد إليه عمران ليجده يردد 
_مش هقدر يا عمران انا لسه بدرس مش جاهز!
منحه بسمة ساخرة قبل أن يتمتم 
_أنا استلمت ادارة شركة أبويا وأنا في أول سنة بالجامعة يا أيوب وفي السنة الرابعة كنت بفتتح فرعين جداد للشركة.
وتابع ويده تضغط على كتفه 
_متقلقش أنا جنبك... واللي علمني وخلاني عمران الغرباوي هو نفسه اللي هيعلمك.
لم يفهم كلماته جيدا وكأنه يحدثه بالألغاز فصعد خلفه حتى ولج للداخل.
انبهر أيوب من تصميم المبنى الداخل وحينما تود العمل مع شركة ضخمة بحجمها سيغلبك فضول رؤية ما يفعلوه بتصميم مداخل ومخارجها لذا اتقن عمران وفريقه كل شبر بشركاته وبراعة تنسيق المساحات وغيرها من المكاتب والأرائك الباهظة.
شعر أيوب بأنه يقابل شخصا أخرا لا يعرفه منذ ان طوق قدم عمران الشركة حتى تحول لشخص جادي للغاية الصرامة والجمود طريق لقاءاته مع الموظفين حتى ولج به للمصعد ليجده يهبط به لطابق منخفض عن مستوى الطابق الارضي فلحق به بممر طويل للغاية حتى انتهى بباب حديدي دفعه ليجد عدد هائل من المجلدات المصفوفة بأرفف عديدة وكأنه بمكان أشبه بالمكتبة.
استدار عمران له يضغط من ضمھ يده على كتف أيوب المندهش وخاصة حينما قال له بحزن غريب 
_إنت عارف إني بحبك وبعزك صح
هبوطه لمكان أسفل الارض وعلى ما بدى من عدم وجود أحدا بالرغم من أن الطوابق الاخرى كانت تعج بخلية نحل من العمال فمضمون المكان بأنه سري للغاية والآن يخبره بتلك الكلمات اللعېنة التي جعلته يبتلع بتوتر 
_في أيه يا عمران 
سيطر على ضحكاته وهو يتابع 
_في إني عايزك تتقن الشغلانه من قبل ما تبدأها عشان كده جبتك المكان اللي اتعلمت فيه أينعم كانت فترة صعبة ليا بس علمت معايا وفرقت وهتفرق معاك جدا بدراستك وباللي جاي.
خطڤ نظرة متفحصة للارشيف وعاد له 
_اتعلمت هنا!
نفى ذلك وأشار بعينيه على احد الابواب الجانبية وقبل أن يحرر بابه عاد يضمه بقوة وهو يخبره 
_خليك عارف إني بحبك وبعمل كده عشانك.
اړتعب أيوب ودفعه عنه وهو

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات