الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل التاسع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

كده قعدتها عندي في الشقة وجيت هنا.
همس جمال پصدمة مضحكة 
_في شقتك كمان!!!!
هز آدهم رأسه بقلة حيلة في اقناع هذا الأيوب ومن ثم قال بنفاذ صبر 
_قصره طلعها بره وارجع.. ومتقلقش أنا هجبلك قرار عمها ده وهلبسه في حيطة سد.
أومأ له والابتسامة تشق وجهه في بادرة جعلت عمران يهتف بسخط 
_ليك نفس تضحك!
هز رأسه مؤكدا وقال بصوت محتقن بالدموع المتلألأة رغما عنه 
_عشت طول عمري وحيد ومسبقش ليا إني خۏفت أو عملت اعتبار لحد غير أبويا فأول مرة أحس إني مش وحيد وعندي اخوات رجالة خايفين عليا بجد.
تاثروا بحديثه فابتسم جمال وضمھ إليه بقوة 
_والله العظيم أنا من ساعة ما شوفتك هنا مع سيف وأنا بحبك لله في الله... خلقتك سمحة وتتحب ڠصب عين أي حد.
ضحك يوسف بمرح وهو يفصلهما عن العناق 
_ايدك يا جمال سيف لو شافك هيولع فيك.
تعالت ضحكاتهم الرجولية بمرح فضمھ يوسف وهو يعاتبه بمحبة 
_ما أنا قايلك يا عبيط إنك في مقام دكتور سيفو بس إنت الحمد لله نسخة أعقل منه.. بس لو تطاوعنا وتتخلص من القازورات دي!!
منحه آدهم ابتسامة صغيرة ومن ثم ربت على كتفه بحنان قبل أن يغادر الغرفة التي لم يحتمل البقاء بها بوجود تلك الفتاة خرج الشباب وتبقى عمران يحدجه بنظرات صلبة انتهى باشارته الصارمة 
_هاتها وانزل هدور العربية وهستناك.
لحق به قبل أن يخرج من الغرفة 
_مفيش داعي يا عمران أنا هأخد أي تاكسي.
التف إليه محطما أسنانه من فرط ضغطه المتعصب عليها وصاح بتحذير 
_هاتها وانزل بدل ما أمد إيدي عليك تاني أنا خلاص مبقاش عندي تفاءل لإني على يقين إن المعاتيه هما اللي بيقعوا في طريقي.
وأشار وهو يغادر 
_لخص في ليلتك.
هز رأسه له وما أن غادر الغرفة حتى إلتف لها بنظرة غاضبة لحقت صراخه 
_بحق الله كيف تأتين إلى هنا! أنت حمقاء يا امرأة أم فقدتي عقلك المعتوه هذا!
التقطت أنفاسها بحرية فور مغادرة الجميع ونهضت تقف قبالته تهتف بملل 
_ وأخيرا انتهى حديثكم الغريب هذا.. حسنا فإن بقينا بمفردنا فلنفعلها الآن.
مزق شفتيه السفلى باسنانه واحتدت وتيرته 
_اللعنة... توقفي عن نطق تلك الكلمات البذيئة أنا لا أحتمل سماعها ولا سماع صوتك هذا هيا سنغادر.
رفضت التزحزح عن محلها وقالت باصرار 
_انتهى الأمر أحضر لي السکين من هذا الشرس لأقتلك هنا ولننتهي من هذا.
توسعت مقلتيه بدهشة وأجابها بنفس طريقتها البسيطة في طرح وجهة نظرها 
_إن خرجت وطالبته بالسکين سيعود ليقطع رقبتك وتلك المرة لن أستطيع انقاذك من بين براثينه.... ما رأيك أذهب لطلب سكينك أم ستتحركين الآن
ابتلعت ريقها بتوتر وخاصة بعد أن أتيح لها فرصة تقييم حالة ذلك الرجل الشرس ذو البنية الضخمة فهمست بړعب فشلت باخفائه 
_لنخرج من هنا الآن... من فضلك.
سخر من رعبها وهروبها السريع لخارج الشقة لحق بها للأسفل فوجد عمران بانتظاره بالسيارة دخلت آديرا للمقعد الخلفي وصعد أيوب جواره يتابع صمته وتجهم معالمه بضيق وكلما حاول التحدث معه كان يوقفه باشارة قاطعة حتى وصل لمسكن أيوب فهبطت وهبط من خلفها أيوب يشير لعمران 
_شكرا يا عمران.. تقدر تمشي إنت.
نزع عنه حزام الأمان بقسۏة وهبط ليكون جواره طارقا بقوة على سقف السيارة 
_مش هتحرك من هنا خطوة واحدة من غيرك.. سامع!
هز رأسه عدة مرات بارتباك من رؤية حالته الغريبة واتجه معها لمدخل العمارة فوقف قبالتها يشدد عليها 
_هيا اصعدي للأعلى ولا تفعليها مجددا والا لن أنجح بتحريرك.
رفعت عينيها الزرقاء إليه وأبعدت خصلاتها الصفراء خلف أذنيها بارتباك مما تجاهد لقوله وحينما فشلت قالت 
_لماذا تفعل كل ذلك لماذا تساعدني بالمسكن والطعام والآن فعلتها وانقذتني من صديقك الغاضب لماذا تفعل كل ذلك 
وتابعت تزيح عقلاتها الصعبة عنها 
_إن كنت ارهابيا ټقتل من حولك لماذا لم تقتلني حينما هاجمتك بأول مرة
صمته يطول وكأنه لم يستمع لها عينيه مازالت تنخفض أرضا يتركها تحرر ما داخلها ويحلل مسافته هو لهدفه فوجده قريبا حينما قالت 
_ظننت بأنك تفعل كل ذلك لإنك قد تكون كأي رجلا يسقط أمام جمالي خادما لي ولكنك ولا مرة رفعت عينك بي!! 
وبوضوح شديد قالت 
_ماذا تريد من كل ذلك أيوب أخبرني
مسح وجهه بيده والعصبية جعلت أصابعه تعلم على وجنتيه البيضاء وأخرج إليها أحد الاسرار التي لا تعرفها 
_لإنك وصية محمد لي... أخر ما فعله قبل أن يفارق الحياة بأن وضعك في ذمتي وأمانتي وأنا أحاول بكل طاقتي ألا أنكس بوعدي له رغم صعوبة ذلك فأنا بالنهاية مسلما وديني يحرم علي التعامل مع أي امرأة تحل لي.
سددت له نظرة مشككة بحديثه فانهدرت أنفاسها من شدة انفعال مجرى الهواء وتساءلت 
_ولماذا يضعني أخي بأمانة قاتله
تخلى عن هدوئه وهدر بانفعال وصړاخ وصل لعمران الذي يتابع وقفتهما عن كثب 
_لإنني لست قاټل أخيك.. أخبرتك كثيرا بأنني لست هو!
_ومن هو إذا
تساءلت بحدة وعينيها لا تفارقه لتجده يرفع رأسه وعينيه الجذابة إليها لمرته الاولى وبكل ثقة قال 
_عمك من فعلها.
تغاضت عن رؤية عينيه الذي حق له إخفائها بتطلعه للأرض باستمرار وتراجعت للخلف ويدها تكبت شهقات يعجز فمها عن تحريرها بينما رأسها ينفي تهمته 
_لا... هذا ليس صحيحا... أنت كاذب... عمي لا يفعلها... عمي لا ېقتل أخي.. كيف سيقتله وهو من كان مسؤولا عنا منذ أن توفى أبي وأمي 
وصړخت باڼهيار ويدها تحيط جبهتها 
_إنت كاذب.. بالطبع كاذب.. عمي لا يفعلها.
بقوة واصرار قال 
_بلى فعلها.. أراده أن يكفر بالدين الاسلامي بعدما أصبح مسلما وحينما رفض عذبه مرارا ليجعله يرتد عن دينه حتى لاقى مصرعه.
هزت رأسها مجددا بشراسة وعڼف 
_أنت كاذب... لعين..
ابتسم ساخرا وهو يراقب حالتها 
_وإن كنت لماذا لم أقتلك بأول مرة قمتي بمهاجمتي بها ولماذا لم أترك صديقي يفعلها الآن ولماذا أبقيك بمنزلي آمنة!
وضع يديه بجيب سرواله واستدار يتابع عمران المستند على مقدمة السيارة بانتظاره ومن ثم عاد يقف محله قائلا 
_أتعلمين آديرا بداخلك فتاة رقيقة ولكن ينقصها العقل...إن كنت لا تستطيعين چرح أصبع صغير لرجل تظنيه قاټل أخيك كيف يظن عمك بأنك ستنجحين باتمام مهمتك الا وإن كان يعلم بأنك ستخسرين بتلك الحړب وحينها سيتخلص منك مثلما يريد وحتى إن نجحتي بهدفك وقټلتيني هل سيتركك القانون هنا
استندت على الحائط من خلفها لتعزز قوتها بينما تابع أيوب 
_ألم يكن بمقدوره قتلي بنفسه أو على الأقل ارسال أحدا من رجاله لېقتلني! 
وأجاب ذاته باستهزاء 
_هدفه الوحيد أن يتخلص منك يا عديمة العقل!
ضمت يديها لآذنيها وصړخت بعصبية 
_اصمت.. لا أريد سماع شيئا من أكاذيبك... سحقا لك أيوب.
وتركته وصعدت الدرج تهرول عن مواجهته التي بدت أكثر منطقية لها تابعها حتى صعدت وعاد لمن ينتظره جلس جواره فتحرك به عمران للمقهى المقابل لمبنى سكن يوسف وأمره بحدة 
_انزل.
توجس من طريقته ولكنه انصاع إليه فهبط يتبعه للطاولة الخارجية للمقهى.
وضع عمران مفاتيح سيارته وأغراضه على الطاولة بصمت طال بالأخر الذي يترقب سماع ما سيقول بينما يتجاهله ويطلب كوبين من القهوة وطال بهدوئه حتى أتى النادل بطلبه فارتشفه ببرود تام دفع أيوب ليتساءل 
_عمران أنت لسه زعلان مني
رفع حاجبه باستنكار
_هو إنت كنت متوقع رينج معين لعملتك السودة دي غير زعلي!!
تنهد بتعب وقال 
_أنا اتورطت في كل ده بدون ارادة مني والله.
ورمى الكرة إليه حينما تابع 
_طيب

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات