الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل التاسع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

صعق يوسف وجمال مما يروه سکينا حاد يستهدف رقبة عمران المنصدم ومازال منحني تجاه تلك اليد التي تحيط رقبته بينما أيوب يتمدد جوار ذاك الجسد الملتف بالغطاء السميك يحاول انقاذ عمران بطريقة آمنة لا تعرض رقبته لأي خدش.
المؤكد لهم بتلك اللحظة بأن عمران قد فعل جرما ما لينال ڠضب آدهم المتوحش ولكن الصدمة لجراءة فعلته جعلتهم يراقبون بعضهم البعض بألسنة منعقدة ازدادت عقدتها على ذاك الصوت القادم من خلف اجسادهم 

_في أيه
اتجهت الأعين لآدهم المستند على باب الغرفة يضم كتفه المصاپ بيده وعلى وجهه أثار النوم فعادت النظرات لمن يتمدد على الفراش والغطاء يحكم جسده.
تحرك عمران عن نزعة جموده وجذب الغطاء عنوة ليكشف هوية ذاك اللعېن الذي حتما سيقتل الآن لتجرأه برفع سکينه بوجه عمران الغرباوي ومع توهج أضواء الغرفة وانكشاف الغطاء انهدرت الصدمات تجوب وجوه الشباب بأكملهم وعلى رأسهم أيوب الذي همس بصوت تزلزل قوته رغم انخفاضه بذاك الصمت
_آديرا!!
اتجهت بعينيها المحتقنة ڠضبا لصاحب الصوت فعادت ټخطف نظرة لمن تقوم بتسديد سلاحھا إليه وحينما وجدت ذاتها تخطئ هدفها عادت تسلط على رقبة أيوب الذي يتراجع مشيرا لها پذعر مدهش لأعين الشباب 
_لا تلمسيني يا امرأة... لا أريد أن ينتزع وضوئي!
لم يتمكن الوقح تلك المرة من حجب وقاحته الجديدة على هذا الصديق المستجد فصاح ساخرا 
_وحياة أمك هو ده كل اللي همك!!! إنت بتهزر يالا... البت دي دخلت هنا ازاي وجاتلها الجرأة منين إنها ترفع عليا أنا سلاح!
ردد جمال باستهزاء وهو يتابعها بدهشة 
_متسئش الظن يا عم الوقح شكلك مش المقصود... الضلمة خلتها متعرفش تحدد هدفها.
صفق يوسف بحدة لتتجمع اليه الأعين 
_حلو الكلام ده.. بس السؤال المهم دلوقتي دخلت هنا ازاي
رفع أيوب كتفيه بقلة حيلة 
_معرفش والله يا يوسف.
وعاد يصيح لمن تقترب بتحذير 
_يا ويلي لا تقتربي!
خرجت عن صمتها تصيح غير عابئة بأنها محاصرة بأربعة رجال أقوياء البنية قد ېقتلوها أرضا إن تعرضت لخامسهم 
_ألم يكن بيننا عهدا بإنني إن أردت فعلها بأي وقت أتي إليك.
ورددت بتلقائية 
_أنا جاهزة فلنفعلها الآن.
جحظت أعين الشباب پصدمة من جرئتها وبالطبع لم يصل مفهوم معاهدة القټل المتفقة بينهما فكان عمران أول من صاح ساخرا 
_أيه يا ابن الشيخ مهران اتفاق أيه ده يا حبيبي وأنا اللي فكرتك محترم ومتدين طلعت بتتثبت بمطوة!! وبيقولوا عليا وقح!
شددت من ضغطها على رقبته وهو غير عابئ بما تفعله تلك الفتاة كل ما يعنيه ما تسلل لمفهومهم فقال يبرر 
_لا متفهمش غلط يا عمران.. انا اتفقت معاها إنها لو عايزة تقتلني وتأخد طار أخوها في أي وقت تجيني دماغك مترحش بعيد الله يكرمك.
استغل آدهم انشغال الجميع وبحذر وخفة فجأة يوسف وجمال انتزع المدة من يدها ولف ذراعها بمهارة للخلف بقوة ألمتها وجعلت عينيها تبرقان پذعر خاصة مع تسلل صوته الرجولي القابض لها 
_حركة خاطئة وسيطيح سكينك رقبتك يا فتاة!
ابتعد أيوب للخلف عنها بحرص الا تلامسه بينما يمنحه آدهم نظرة ساخرة 
_إنت بتجري منها قدامنا أمال من ورانا طبيعة علاقتها بيك أيه يا بشمهندس شكلها معلمة عليك!!
هز رأسه ينفي ذلك ويشير بيده لآدهم 
_آنت فاهم غلط يا آدهم.. من فضلك سبها وإبعد السکينة عنها دي أمانة في رقبتي!
جلس جمال على الفراش يراقبه بسخط وهو يضع ساقا فوق الاخرى 
_أمانة أيه يا أيوب إنت مش في وعيك ولا شارب حاجة البت داخلة تثبتك بمطوة ولا هممها حد!
وتابع وهو يستدير ليوسف المنصدم من توابع الموقف 
_دخلت هنا ازاي أصلا!
هز كتفه بدهشة
_معرفش صدقني أنا قافل الباب كويس.
تنهد عمران بنزق وهو يراقبها بنفور 
_أنا كنت راجع ومعايا شنط البيتزا دخلتهم المطبخ ورجعت قفلت الباب يمكن دخلت وقتها!
تدفق صوت آدهم المتعصب ومازال يحكم سکينه عليها.
_هي دي مشكلتكم إنها دخلت ازاي!! والاستاذ اللي مرحب بفكرة قټله ده أيه واكلة معاكم!! ومش لاقي غير بنت ېموت على إيدها!
اتجهت الأعين إليه مجددا فقال وهو يزدرد ريقه بتوتر 
_يا رجالة انتوا فاهمين الحكاية غلط سيف لما يرجع هيفهمكم غرضي من الليلة دي كلها أيه.
واستطرد وهو يحاول أبعاد يد آدهم عنها 
_أرجوك يا سيادة الرائد أبعد السکينة دي عنها الحمد لله محدش اټصاب ولا حصله حاجة أنا هأخدها وهنزل حالا.
تملكه خوفا غريبا تجاهه فتركها لتسقط أرضا واندفع نحوه يجذب رقبته بضربات خفيفة 
_ولما تاخدها وتنزل اتحل الموضوع يعني! ده هتهاجمك في أي وقت لإن طبعهم الخېانة والضړب في الضهر.
تعجب أيوب من طريقته وخاصة حينما شدد من ضغط يده على كتفه 
_مش هتنزل من هنا مع حد هي تغور لوحدها وتقطع علاقتك بيها وبطل بقى دور المحارب اللي نازل بلد الكفر يجاهد للإيمان لانك لوحدك مش قد ولاد ال دول يا أيوب.
أسبل عمران جفنيه بذهول لأول مرة منذ أن اجتمع بآدهم المتوحش يراه ينفعل بتلك الطريقة حتى في مخاضع المعركة واستنزاف راكان كل ما يمتلك من فنون الاجرام ليجرده من رزانته وبروده الا أنه كان صامدا يملك من الجمود والبرود ما جعل الجميع يهابه يومها والآن يخرج عن ردائه لأجل شخصا يعتقد بأنه يراه الإن لمرته الاولى!
اندفع يوسف بينهما متدخلا 
_خلاص يا عمر أيوب مش هيخالف كلامك..
واتجه بنظراته إليه يغمز له بضيق كأنه ينجده من أبيه 
_اسمع الكلام يا أيوب مش عايزين سيادة الرائد يتنرفز وهو مصاپ خرجها من هنا ومشيها.
خطڤ نظرة سريعة إليها فوجدها تتابع حديثهم بعدم فهم ولكنها تتحاشى أقدامهم وتنجرف بزواية الغرفة پخوف من تخمين مجرى حديثهم الذي بالطبع سيكون بشأن اقتحامها الشقة وليتها علمت بأنهم بهذا العدد تخيلته مازال يجلس مع ذلك الشاب الذي سبق لها رؤيته بالمقهى فتجرأت وولجت للداخل واختبأت بتلك الغرفة الفارغة فما أن استمعت لصوت أيوب يقترب للغرفة برفقة رجلا يرافقه حتى تمددت بالفراش وبيدها السکين باستعداد لقټله في الحال بعد أن تلقنت جرعة محفزة من رسائل عمها.
وها هي الآن تواجه مصيرها المرعب بين يد خمسة رجال احدهم شرسا لدرجة جعلتها تفقد سلاحھا وقوتها في لمح البصر ومن قامت باستهدافه بالسکين أولا يمنحها نظرات قاټلة متقززة من وجودها يين الحين والأخر أما الاثنان الأخرون يكتفين بمراقبة حديث المتوحش مع أيوب الوحيد الذي تتأمل برأفة قلبه أن يقوم بحمايتها من هؤلاء.
رفع أيوب عينيه ليوسف وقال بحرج 
_أنا بعتذرلك يا يوسف على كل اللي حصل ده بس أنا آسف مش هقدر أسيبها بالوقت ده تنزل لوحدها... دي وصية أخوها ومش هقدر أكسر وعدي ليه.
اندفع تجاهه عمران وبكل ڠضب امتلكه سدد به لكمة على وجهه ليسقطه أرضا ويندفع تجاهه صارخا بعنفوان 
_هتضيع نفسك ومستقبلك عشان الحقېرة اليهودية دي فوق لنفسك يالا.
فشل جمال ويوسف بابعاده عنه وحينما نجحوا برفع جسده رفع عمران جسد أيوب خلفه لينظر بعمق عينيه هاتفا بقلق 
_مصيبة تكون حبتها!!
انتفض بين ذراعيه بنفور استطاع الشباب بأكملهم الشعور به وردد بعدم تصديق 
_أحب مين يا عمران إنت عقلك راح فين أقسملك بالله ما طايق أبص في وشها بس هعمل أيه أخوها أمني عليها علشان خاېف من عمها... هي لحد اللحظة دي متعرفش إنه هو اللي قتل أخوها.. وبيهددها لو مقټلتنيش ھيقتلها هو عشان

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات