رواية صرخات انثى الفصل التاسع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
شعورا لم يسبق لها خوضه من قبل بالرغم من أنها لم تكن ضمته الأولى.
خطفت فاطمة نظرة إليه فوجدته يضع ذراعه على عينيه وعلى ما يبدو من انتظام أنفاسه بأنه قد غفى سريعا.
تسللت إليه حتى أصبحت ملتصقة به ووضعت رأسها على صدره مجددا تختبر ذاك الشعور مجددا تقسم أنها بتلك اللحظة لن يزورها أي كابوس مجددا.
ارتسمت ابتسامة على شفتيه وأخفض ذراعيه معا يحاوطها بحب وتملك وعادت همساته تختلج آذنها
تشبثت يدها بقميصه وضمت نفسها لكتفه فأحاطها بشوق ولهفة تجوب لمساته هامسا بنعومة رقيقة
_تصبحي على خير يا أغلى من روحي!
النغمات الهادئة تنطلق من المذياع الصغير ومن أمامه تتحرك بخفة بين ذراعيه وعينيها لا تفارق رماديته ويتحرك ببطء معها ابتسمت برقة وهمست له
اندهش أحمد من كلماتها العفوية وسألها باستفسار
_ليه
ضحكت وأجابته وهي تميل لكتفه
_لإني كنت بحس دايما إنك خاېف تقرب مني لتضعف كنت پتخاف تكون آثم ومخطئ وبتحاول تحافظ عليا وتصوني لنفسك.
وأطلت بزرقة عينيها إليه تسأله بكل جدية
_لو كنت تعرف إني هكون لغيرك كنت هتفضل محافظ عليا كده يا أحمد
_أنا وقعت في عشقك من وإنت طفلة بضفرتين وعمري ما سمحت لمشاعري تنجرف لطريق يأذيك يا فريدة حاربت نزواتي كلها ومسمعتش غير لقلبي اللي بيرتاح لما يشوف ابتسامتك الجميلة والأكتر من كده نظرة الثقة اللي كانت جوه عيونك ليا الثقة اللي خالتني أول شخص تلجئ له وانتي مش خاېفة اني أستغل ضعفك ووجودك معايا.
_فريدة أنا استكفيت بيك عن ستات الدنيا كلها حتى الحاجة الوحيدة اللي كانت ممكن تخضعني للجواز كرهتها کرهت إني يكونلي ابن من ست غيرك ولو مكنتيش وافقتي على جوازنا كنت هكمل كده لأخر حياتي.
تدفق الدمع من عينيها هامسة پبكاء
_حقك عليا يا حبيبي أنا كنت قاسېة وظلمتك يا ريتك صارحتيني بكل ده من زمان يا ريتك فوقتني ومسبتنيش أعيش كل ده وأنا مخدوعة سامحني أرجوك.
_هو أنا كنت زعلت منك عشان أسامحك أنا اللي اتظلمت وظلمتك معايا يا فريدة.. بس خلاص اللي فات انتهى واترمى بره حياتنا.. اللي جاي هو اللي ملكنا.. هو اللي أنا قادر بيه أعوضك عن كل العڈاب والبعد.
وحملها بين ذراعيه وإتجه بها لفراشه وهو يهمس بشغف
_بعشقك يا فريدة.. وعشقي ليك مستحيل ينتهي الا بمۏتي!
صعد لجناحه بارهاق يجتابه فوضع متعلقاته جانبا واستكمل خطاه للداخل فتفاجئ بها تجلس أمام السراحة واضعة من أمامها الكثير من علب مستحقات التجميل.
رفع عمران ساعته إليه وتفاجئ بتأخر الوقت للغاية وعاد بنظراته لها متسائلا بحيرة
_بتعملي أيه في الوقت ده يا مايا
تفاجئت بعودته المبكرة عن المعتاد فارتبكت للغاية وأخبرته
_مفيش كنت زهقانه شوية فقولت أسلي نفسي وأعمل ميكب كامل وبعد كده همسحه وأنام.
كبت ضحكة فالته منه واقتراب يجلس على جزء من السراحة قبالتها ورفع يديه معا يشدد على وجنتها مرددا بدلال
_حبيب قلبه يا ناس زهقان وملان وجوزه موجود طيب تيجي ازاي دي!!
نزع عنه جاكيته واسقطه جانبا ثم انحنى ليختار أحد الفراشات التجميلية من أمامه خطفت مايا نظرة سريعة إليه وتساءلت بذهول
_بتعمل أيه يا عمران
قال وهو يحاول جاهدا العثور على غايته
_هنتسلى سوى يا بيبي مينفعش مشاركيش في شيء بيساليكي حتى لو عملنا من وشك خريطة أو وش بلياتشو.
وصاح بحماس
_لقيتها.
بتوتر وهو يقرب منها ما يحمله فصاحت به
_عمران إنت أساسا بتعرف تحط ميكيب
تجاهل سؤالها وبدأ بفرد طبقة من الكريم المرطب على وجهها قائلا ورماديته لا تحيل عن فرك يده للكريم
_مش يمكن لو جربت أطلع بعرف! أكيد يعني حاجة سهلة مش كميا هي.
وتابع وهو يعود بنظره للأغراض من أمامه
_بصي توكلي على الله ثم علي وسبيلي نفسك.. أنا هروشنك وإن لقدر الله البوهية باظت فأنت كده كده كان عندك نية تمسحيها يعني مفيش أي خساير في الموضوع... ممكن تسكتي بقى وتسبيني أركز.. عايز أخد فرصتي لو سمحتي!
ضحكت بصوتها كله وهي تراه ينصدم من كمية الادوات من أمامه ويتمعن بالألوان باهتمام بالغ فيعود لخطڤ نظرة سريعة لها ويعود ليتحقق من الألوان بيده راق لها قربه واهتمامه بتفاهتها فراقبته بصمت وهي تعلم أن فور انتهائه ستكون شبيهة بلوحة الألوان الفجة ولكن ما عليها سوى الاستمتاع بوقتهما معا.
سمعته يهمس بحيرة وهو يبدي كل اهتمامه لعمله وكأنه سيقوم بانشاء احد مشاريعه
_اللون ده حلو بس حاسس إني لو دمجت عليه لون تاني هيدي لون تالت مميز... طيب هجرب ده.
وجدته يدمجهما على يده قبل أن يتجه لعينيها بدأ بوضع ما اختاره بعناية وتركيزه بأكمله منصوب على ما يفعله فقالت بسخرية
_ها يا بشمهندس ألوان النقاشة عجبتك ولا أستلف لونين من شمس.
انحنى بعينيه لعينيها التي تتابع ما يفعل فاقترب بمنديل ورقي وأزاح الزائد عن باطن عينيها قائلا
_هششش سبيني أركز قولت... كل ما تديني شوية هدوء كل ما خرجتلك شغل نضيف اسمعي مني بس.
انطلقت صوت ضحكاتها بقوة وهو يشاركها الابتسامة فانتهى من رسم عينيها وكأنه يرسم لوحة فنية تذيبه داخلها حتى جذي فرشاة أخرى يضع بها حمرة طفيفة على وجنتها وانتهى باختيار طلاء الشفاة وضعها بتمهل وبحرص حتى لا ينتزع ما فعله وألقى ما بيده ليستند على المرآة بظهره وهو يقييمها بنظرة عاشقة تتفننن بحفظ معالمها فقالت بقلق
_ها طمني الشكل بشع لأي درجة
ابتسم وهو ينهض عن السراحة
_شوفي بنفسك.
تماسكت وهي تسحب نظراتها للمرآة فبرقت بعينيها صدمة جعلتها تنهض عن المقعد وتسرع للمرآة حتى كادت بالولوج داخلها.
وجذب بيجامته وعينيه مازالت تتابعها بابتسامة صغيرة استدارت إليه بتلعثم
_ازاي!!!!!
بفزع
_أيه يا عسلية مالك
أشارت بيدها على المرآة
_أيه ده
تطلع للمرآة ثم عاد يتطلع لها باستغراب
_أيه! مايا خشي في المضمون أنا معنديش دماغ تفكر عقد وألغاز الستات دي!
ركضت تجاهه فتراجع للخلف پخوف مصطنع
_صلى على النبي واللي انكسر يتصلح.
أمسكت يديه وبحماس وفرحة تساءلت
_عملت الميكب التحفة ده ازاي!!! انطق يا عمران إنت واخد كورس
زوى حاجبيه بسخرية من طريقتها وكأنه صعد للسماء وعاد بالقمر للتو فانخفض يجذب الملابس وانتصب ينزع قميصه ليلقفها بكلمات مغرورة
_أنا محدش يتوقعني ثم إني كبشمهندس أد الدنيا مفيش شيء صعب يقف قدامي.
ابتسمت بفرحة أضاءت عينيها
_مش مصدقة بجد الميكب سمبل وألوانه رقيقة اوي يا عمران!
راقب فرحتها بابتسامة جذابة وانحنى يضع قبلة على خدها قائلا
_مبسوط إنه عجبك يا حبيب قلبه.
تركته وهرولت للسراحة تجذب أحد الزجاجات وترش بها على وجهها بأكمله فتابعها وهو يضع رقبته بطوق التيشرت المنزلي
_بتعملي أيه
أجابته ببسمة واسعة
_بثبته علشان أروح الشركة بيه بكره.
احتل الڠضب معالمه وصاح إليها
_مش هيحصل إنت بطبيعتك أحلى يا مايا.. وبعدين أنا اجتهدت في الالوان والروج عشاني أنا مش عشان تمشي تتمختري قدام الموظفين كلهم عايزة تفتني حد في جمالك افتنيني أنا معنديش مانع غيري No يا بيبي.
أدلت شفتيها