الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل التاسع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

السفلية بحزن واتجهت للفراش فقالت بعد تفكير
_طيب لو روحنا مناسبة مهمة هتحطلي زيه بالظبط
اتجه ليجاورها وقال ساخرا 
_خايف أوعدك بصراحة هي طلعت مني كده صدفة الله أعلم هتتكرر معايا تاني ولا أيه! بس أوعدك اني هحاول يا حبيب قلبه!
اقتربت بجلستها منه وواجهت جلسته وحركت كتفها بدلال 
_جوزي حبيبي هينجح تاني وتالت وعاشر عشان حبيب قلبه ميزعلش.
حدجها بنظرة مشاغبة وبمكر قال
_مقدرش على زعل حبيب قلبه أبدا وهبدأ بالمصالحة من دلوقتي.
لم تفهم مقصده الا حينما هاجمها بدغدغة تستهدف بطنها وأسفل إبطيها اڼفجرت بنوبة من الضحك وهي تترجاه أن يكف قائلة 
_بس يا عمران... عمران لأ.. 
ضحك هو الأخر على صوت ضحكاتها وصاح بدلاله الطفولي 
_حبيب قلب جوزه هيزعل منه ومش هيصالحه ازاي ده بس أنا هدلعك النهاردة لبكره على الأقل يكون عندك جرعة سعادة ټنفجر وقت ما نشوف نعمان الملزق إلهي ما يلحق يوصل على رجليه ويجعل زيارته من المستشفى للطيارة مرة تانية على مصر للقبر عدل مهو مش هيجي هنا يقرفنا بجثته!
لم تكف عن الضحك وهو يستشعر صوت قهقهاتها فضحك برفقتها وضمھا إليه متسائلا بخبث 
_مش نعيما الميكب
حركت رأسها بعدم فهم لكلماته فتابع
_ فين حق تعب الميكب آرتست المحترف اللي ظبطك الظبطة دي!
زحفت للخلف بنظرات تحذيرية إليه حينما وجدته يدنو منها بغمزة تعلم نهايتها كيف ستكون وقبل أن تعترض وجدت ذاتها تستجيب لنوبة عشقه فلم تستطع مواجهته بالنفي وانساقت خلفه لبوابة الغرام. 

انساق الليل بغيمته السوداء وسطعت شمس يوم جديد اجتمع فيه أحمد وفريدة بالأسفل على طاولة الطعام برفقة شمس وزينب وعلي حتى مايا نهضت وهبطت للأسفل تتساءل بدهشة 
_صباح الخير... فاطيما فين
أجابها علي وهو يتابع تناول الجبن بالخبز 
_صباح النور يا مايا... شوية ونازلة.
منحته ابتسامة صغيرة واتجهت لتحتل مقعدها انتبهوا جميعا لصوت عمران الذي يصفر بالأعلى رافعا من صوته 
_فطار الهنا.. بس مش هيكون فيه سرور من غيري على فكرة.
قالها وهو يهم بهبوط الدرج فانتبه لخروج فاطمة من غرفتها استدار لها يبتسم كعادته 
_صباح الخير يا فاطمة.
اكتفت بهزة رأسها وحملت طرف فستانها الطويل واتجهت للهبوط للأسفل وهي تحمل بين يدها كتب زينب التي طالبتها بحملها لها.
هبطت فاطمة الدرج فأعاق لها حمل الكتب رؤية طرف فستانها الطويل فتعلق كعب حذائها بطرفه فسقطت عنها الكتب وكادت بأن تلحق بهم لتجد يد عمران تمتد لتمنع سقوطها جذبها بقوة لدرجة آمنة في لحظة وقوف الجميع بفزع عليها فوجدته يسألها ومازالت يده محاصرة لمعصمها 
_إنتي كويسة
انتفضت تدفعه بكل قوتها للخلف ونظراتها المحتقنة لا تحيد عنه ارتجاف جسدها وتراجعه للدربزاين جعل الاخير يتابعها بدهشة متسائلا عما فعله ليجد كل ذاك العداء منها!
أسرع علي إليها يجذبها إليه بلهفة 
_حصلك حاجة يا فطيمة
هزت رأسها بالنفي وعينيها تختطف النظرات لعمران باحراج لما فعلته فحملت طرف فستانها وصعدت للأعلى هاربة بينما انحنت شمس ومايا تجمعان الكتب فاستغل علي ابتعادهما عن مكان عمران واتجه إليه يربت على كتفه بهمس منخفض 
_متزعلش يا عمران منها فاطيما لسه متخطتش الحالة النفسية اللي بتمر بيها.
هز رأسه بتفهم وعقد زر بذلته قائلا 
_عارف يا علي ومش متضايق المهم إنها موقعتش واټجرحت.
منحه ابتسامة يجاهد باخفاء حزنه بها فدنى الاخير منه يتفرسه بنظراته فقرأ ما يحاول اخفائه 
_مالك يا علي
احتل الألم نبرة صوته لتجردها من ثباته الزائف 
_بقالي فترة بخلص ورق فاطيما انا ومراد علشان تكمل تعليمها وتدخل الجامعة من جديد بس اللي شوفته بعيني دلوقتي يخليني متسرعش في الخطوة دي فاطيما مش جاهزة لسه تواجه العالم اللي برة حساباتها مبقتش قادرة تتعامل مع حد.
أصاب الحزن قلبه فهو يعلم ماذا تعني لأخيه وكيف احتمل لأجلها الا يكفيه بأنه لا يحاول أن يكون زوجا طبيعيا معها ربما امتلك هو الخبرة وسابق التجربة مع ألكس وكان يوما ما ملقبا بزير النساء ومع ذلك ضعفت مقاومته أمام من أحبها وودها بكل ما فيه وبتلك اللحظة يشهد بأن علي رجلا بكل ما تحمله معنى الكلمة يتساءل أحيانا أين يذهب باحتياجاته إن لم تكن يوما بحياته تجربة سابقة أو صلة تربطه بالنساء كيف يحتمل بقائه جوارها هكذا
تنحنح بخشونة وقال بعد فترة صمته 
_إنت محتاج لتجربة صغيرة تجبر فاطيما انها تختلط بالناس يا علي ولو تسمحلي أنا اللي هجر رجليها لكده.
سأله باهتمام 
_ازاي
ارتدى نظارته بعنجهية 
_بعدين هتعرف سبني دلوقتي أغطس على شركة الغرباوي قبل ما خالك الملزق يوصل.
انقبضت معالمه بتقزز صريح ومن خلفه صدمة سؤاله 
_خالك جاي
طرق بقوة على كتفه وهو يشير له 
_استعد للاختناق أخي الطبيب.
وتركه واتجه ليغادر فانحنى علي بجسده للدرابزين يذكره 
_متنساش تبعت الفريق على المركز عايزين نبتدي الشغل بدري.
أشار له وهو يتجه للطاولة 
_الفريق بالمركز من ساعتين يا دكتور ومتقلقش أنا هشرف عليهم بنفسي وبكره تشوف هتستلم المركز ازاي خلاص بقى في قبضتي والمداخل من تصميمي شخصيا بص هبهرك!!
ردد وهو يستكمل طريقه لغرفة فاطمة 
_ربنا يستر!
تابعت فريدة عمران بقلق من أن يكون منزعجا من تصرف فاطمة فوجدته يقترب منها بابتسامة واسعة عذباء مردفا 
_صباح الجمال والدلال على أجمل فيري في عيلة الغرباوي كلها.
قالها وهو ينحني يقبل وجنتها ورأسها ويدها بطريقة جعلت أحمد يتابعه بنظرات متفرسة بينما يتعالى ضحكات فريدة قائلة 
_صباح الورد يا حبيبي.. أيه الجمال والشياكة دي كلها.
ألقى على نفسه نظرة خاطفة وغمز لها مشاكسا 
_لازم أكون شيك وآنيق مش ابن فريدة هانم الغرباوي!!
بحنان
_انت بكاش بس بمۏت فيك.
تنحنح أحمد ليلفت انتباههما لما يزيد عن تحمله فخطڤ إليه عمران نظرة خاطفة ومرر لسانه على شفتيه باستمتاع لرؤيته هكذا فأراد أن يحجم يومه مثلما يشعر هو بتلك اللحظة فانتقل من مقعد والدته لمقعده.
مال عمران لعمه الذي بدى مستنكرا لفعلته وخاصة حينما وجده ينحني تجاهه فتراجع بوجهه باستغراب من فعلته فقال عمران ضاحكا 
_أنا هقولك كلمة سر متفهمنيش غلط يابو حميد.
حدجه بعمق خطړ وصاح بتذمر وهو يرتشف من كوب عصيره
_انجز.
اتشح بابتسامة خبيثة وهمس له 
_الملزق جاي.
سكب ما تجرعه واستدار يقابله بعينين متوسعتين من شدة صډمته فضحك وهو ينحني يمنحه محرمة ويربت على كتفه كأنه يواسيه وقبل أن تنتبه لهم فريدة الغارقة بحديثها مع زينب قال 
_امسك نفسك عشان لو فريدة هانم لمحت الكره اللي جواك ليه هترجع حظر العزوبية من تاني ومش بعيد تفضل هناك لأخر عمرك.
وتابع مستهدفا جولته 
_خد بالك مجاش فرحكم لإنه مكنش موافق على الجوازة يعني الجاية المرادي هتكون زي قشرة الموزة مزحلقة يا عمي!
وانتصب بوقفته يودعه
_عن إذنك هروح أحضر نعش جنازته لأجل ما استقبله.
والټفت ينادي زوجته
_يلا يا بيبي
خطفت حقيبة يدها ولوحت للفتيات تودعهما بينما اشارت فريدة لشمس 
_اطلعي يالا غيري هدومك عما نجهز أنا وأنكل أحمد... هنتحرك اول ما علي ينزل هو كمان.
هزت رأسها بحماس وهرعت بلهفة للأعلى لتبدل ملابسها. 

طرق علي على باب جناحه ليجعلها تنتبه لدخوله ومن ثم ولج للداخل فوجدها تجلس على الأريكة ويدها تزيح دموعها فور أن اقترب منها جلس علي قبالتها وسحب نفسا مطولا يغلب به حزنه وضيقه فتمسكت يده بيدها يفركها بحنان ودفء يجتاحها 
_الجميل زعلان ليه
أتاها مهدئها ودوائها لتسرع بأخراج علتها عنها فزحفت بجسدها تقابله وقالت پبكاء 
_مقصدتش والله أحرج عمران بالشكل ده

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات