رواية صرخات انثى الفصل التاسع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
كنت بايخة جدا بدل ما أشكره على مساعدته ليا زقيته وجريت زي الهبلة أكيد بيقول عليا مچنونة أو قليلة الذوق!
وتابعت پقهر جعل ريقها كالعلقم
_غصب عني والله يا علي أول ما مسك ايدي حسيت اني دوخت ومبقتش شايفة غير تفاصيل الأيام القاسېة اللي عشتها دي.. أنا مكسوفة من نفسي أوي وحابة أعتذرله أنا مشوفتش منه شيء وحش بالعكس من يوم ما جيت هنا وهو محترم وذوق معايا جدا وفي المقابل عاملته بطريقة بشعة.
_عمران مبيعرفش يزعل من حد وبالعكس هو متفهم جدا الحالة اللي بتمري بيها يا فاطمة.. ولو اعتذارك هيفرق معاكي فأول ما هيرجع بليل هخدك وتروحي تعتذري مع أني شايف أنه مالوش لزمة لإنه متقبل الموضوع ومنتهي بالنسباله.
نجح بأن يبدد حرجها وزرع الابتسامة الرقيقة على شفتيها فابتسم هو الاخر وردد بهيام
واستطرد وهو ينحني مقبلا يديها معا
_أنا صاحي فرحان إنك ولأول مرة ميجلكيش نوبات ولا كوابيس الظاهر كده حضڼي له تأثير عليك يا جميل!
سحبت كفها منه بخجل
_علي!!
تمردت ضحكاته بصوت مرتفع ونهض يتمم على ملابسه وشعره
تساءلت باهتمام
_ نازل المستشفى.
هز رأسه نافيا وقال وهو يعيد تصفيف شعره
_أنا إستقلت يا فاطيما.
نهضت واسرعت إليه تمنحه سؤالا أخر
_ليه
رد عليها بحلم يتشاركه برفقتها
_ما أنا قولتلك قبل كده يا حبيبتي إني حولت المستشفى بتاعتي لمركز كبير واليومين دول فريق عمران بيجهز المركز وأنا معاهم بساعد باختيار المفروشات وغيرها مع إني معنديش شك في عمران بس أنا عندي خبرة بردو في الألوان والتنسيق المريح للمريض.
_ربنا معاك يا دكتور... متأكدة إنك هتنجح لإنك دكتور شاطر وتستاهل ده.
وتابعت وهي تشير على ذاتها بعنجهية
_والدليل قدامك.
انحنى تجاهها يقبل جبينها وودعها بايجاز
_أشوفك بليل يا قمري... سلام مؤقت.
همست وهي تتابع خروجه بهيام
_مع السلامة.
استيقظ آدهم على يد تهز جسده برفق ففتح عينيه يجاهد مهاجمة نومه فوجد سيف يقابله بابتسامة عذباء
قاطعه بضحكة صاخبة
_هينفخك
ضحك وهو يؤكد له
_بالظبط بس عرفت منين
اعتدل بجلسته وسحب الوسادة من خلف ظهره
_عشان أيوب قالي نفس الكلام امبارح واضح ان يوسف شخصية بيتخاف منها بس مش باين عليه!
_يوسف ده مفيش في طيبة قلبه أينعم هو مصحيني النهاردة من النجمة عشان أروحله أساعده في تزين عيادة دكتورة ليلى عشان الافتتاح النهاردة ومخلعني من الجامعة اليوم بطوله بس عشان عيونه أنا جاهز لأي حاجة.
تابعه باهتمام وخاصة حينما لاح الحزن على معالم وجه ذاك الذي ظنه فتى صغيرا مرحا
_يوسف مش أخويا الكبير يوسف ده أبويا وأهلي وناسي وكل ما أملك بالرغم من اني مش يتيم عندي أب وأم بس الاتنين مش شايفين غير شغلهم مكنش حد مهتم بيا غير يوسف أكلي.. لبسي.. دراستي.. كل عقبة قضتها في حياتي كان جنبي فيها كتف لكتف تخيل يا سيادة الرائد أنا برجع من جامعتي ألقيه سايب عيادته وبيته ومراته وعاملي الأكل ومنضف الشقة حتى هدومي بيغسلهالي!
واستكمل بۏجع انغمس بنبرته المبحوحة من شدة اضرام مشاعره
_لما سابنا في مصر واستقر هنا كنت حاسس إني يتيم من غيره مكالمته كل يوم هي اللي كانت بتصبرني وعدني إني لما أخلص الثانوي هيبعتلي وأسافرله كنت بذاكر ليل نهار وبدعي أخر سنة ليا تخلص عشان أشوفه وأول ما نتجتي ظاهرت كان أول واحد أبلغه بمجموعي وأفكره بوعده... وجيت هنا وناوي استقر زيه مش راجع مصر تاني مكان ما يكون يوسف هتلاقيني موجود.
ختم باقي حديثه مازحا ليخفف من حدة الاجواء التي اصطنعها حديثه فوجد آدهم يتابعه بنظرة حنونة مهتمة لسماع ما سيقول حتى ولو ظل يتحدث للأبد فنهض عن الفراش يضع طبق صغير به الأدوية ثم قال
_أنا دوشتك على الصبح المهم افطر وخد أدويتك لاني لازم أنزل ليوسف قبل ما يتعصب عليا وبليل لو قدرت تيجي هستناك هناك في العيادة أنا قايل لأيوب يجيبك معاه.
تفحص الطرقة المطلة من باب غرفته متسائلا
_هو فين أيوب
رد عليه وهو يسكب له كوب المياه
_أيوب بينزل من بدري لانه بيشتغل في مطعم قبل الجامعة.
اتسعت ابتسامة آدهم فأعاد خصلات شعره الطويل للخلف بحركة خاطفة وتطلع لسيف يخبره
_انت وأيوب ويوسف وعلي وعمران وجمال شاملين جملة شباب مجدع وزي الورد اللي بنقولها في مصر.. بحس بالفخر كل ما بكتشف عنكم حاجه.
مد يده يربت على كتفه في حالة مفاجئة لآدهم وقال
_وإنت بانقاذك لأيوب ينطبق عليك نفس المقولة يا سيادة الرائد عشان كده حضرتلك الفطار على مزاج بعد اللي يوسف قالهولي عن اللي حصل هنا امبارح.
قهقه عاليا وردد بمشاكسة
_كل ده عشان أخدت السکينة من البنت دي بصراحة أيوب يتحسد على حبك ليه يا دكتور سيفو.. ومتقلقش أنا بعيد ولا كأني أعرفه.
حك لحيته المنمقة وقال بحرج
_هو أنا بعز أيوب وبحبه جدا بس مش بالطريقة اللي داخله دماغكم أنا بس كنت خاېف عليه من صداقة عمران وجمال لإن أيوب خام مالوش في أي حاجة وعمران ما شاء الله عليه وقح درجة أولى وجمال درجة تانية كنت قلقان ميظبطوش مع بعض بس شكلي كنت غلط لانه اندمج وسطيهم بسرعة متخيلتهاش!
تلقفت يده الخبز ليضعه بالبيض وتناوله وهو يراقب من أمامه بهدوء ومن ثم جذب المياه يرتشفها تابعه سيف باستغراب من طريقته بتناول الطعام فتمتم آدهم
_كمل سامعك.
وجده يراقب طريقة تناول طعامه وسأله
_إنت بتشرب بعد كل لقمة!!
هز رأسه يؤكد له
_معرفش هي عادة عندي كده بحس الأكل مبيتهضمش من غير المية وده تعبني جدا بس اتعودت.
بدت الحيرة جلية على معالم سيف فقال مبتسما
_أيوب كده وبهريه تريقة طول ما بيأكل.
إلتقط الجبن يتناوله بتمهل لحديثه
_لأ ما أنا مش هديك الفرصة لإنك ماشي حالا هتتأخر كده على دكتور سيف وهينفخك المرادي بجد.. روح علق البلالين مع أخوك أفضل من التريقى على خلق الله.
تعالت ضحكاته وأشار له بمرح
_حاضر يا سيادة الرائد إنت تؤمر.... سلام.
غادر تاركا الابتسامة تغزو وجه الأخر الذي يتابع تناول طعامه باستمتاع
أوقف سيارته أسفل الشركة فهبطت مايا وغادر بعد أن أخبرها بأنه سيذهب لمشوار هام استكمل بسيارته الطريق متبعا هاتفه بعدما بحث عن إسم المطعم وأخرج موقعه والآن أصبح يقابل وجهته.
صف عمران سيارته وولج للداخل يبحث عن غايته فوجده يرتدي مريال يحمل لوجو المطعم وينتقل بين الطاولات وضع العصائر على احدى الطاولة وما كاد بحمل بالعودة للمطبخ حاملا الصينية الفارغة حتى تفاجئ به يقف قبالته فتفوه باسترابة
_عمران!