الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل التاسع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

لو انت مكاني هتعمل أيه هتتخلى عنها وهي وصية صاحبك
أجابه بخشونة تتبع عرف رجولته المتشدد 
_مش هتخلى عنها بس الأكيد مش هقدملها نفسي وأقولها اقتليني براحتك!
جذب كوب قهوته يرتشف منه ليبتعد عن اجابة قد تشعل الأخير فتابع عمران بنفس العصبية 
_أيوب أخرة اللي بتعمله ده هيحرقك... البنت دي مش هتسيبك في حالك لا هي ولا عمها إنت لازم تبعد عنها وتغير مكانك خالص لحد ما تخلص السنة الاخيرة اللي لسالك وترجع مصر على طول.
حرك رأسه هامسا بخفوت 
_أوعدك إني هبعد عن المشاكل.. وكلها كام شهر وهنزل مصر نهائي معدليش رجوع هنا.
امتعضت معالمه بشدة فقال بمرح 
_قول إنك جبان وبتهرب من أولها.. بس أنا واثق إنك هترجع محدش صاحب عمران الغرباوي وقدر على بعده.
ضحك أيوب بشدة وطرق كف بكفه فغمز له وهو يسحب يده سريعا 
_مراتك جت.
زوى حاجبيه بذهول واستدار خلفه تجاه ما يتأمله فوجد سيف يهرول إليهما بعدما رأهما من الشرفة وما أن وصل إليهما حتى احتوى أيوب بين أحضانه مرددا بقلق 
_اترعبت لما يوسف حكالي اللي حصل قولتلك يا أيوب البت دي مش هتسيبك في حالك.
ربت على ظهره بحنان وأخبره ببسمة ممتنة لحبه الصادق 
_أنا كويس يا سيف متقلقش.
ابتعد عنه وهو يبادله الابتسامة ثم جذب المقعد المجاور لعمران الذي يرتشف قهوته ويتابعه بطرف عينيه وحينما وجده يتأمله قال بنزق 
_صاحبك عندك أهو يا عم محدش جيه جنبه هو اللي لازق فيا ومرضاش يطلع.
ابتسم سيف وقد أتقن مقصده فقال بامتنان 
_شكرا إنك مسبتهوش يا عمران... وجودك معاه طمني إنه هيكون بخير.
رمش بعدم استيعاب وأشارب لايوب 
_مين ده هو القهوة اللي بيقدموها هنا فيها كحول ولا أيه
تعالت ضحكاتهما الرجولية فشاركهما عمران استند سيف بذراعيه على الطاولة الصغيرة الفاصلة بينهم وقال 
_لا ده أنا متقلقش ولو كنت جيت الصبح الجامعة عندي كنت هتشوف أد أيه دروسك جابت نتيجة معايا حتى اسال زينب.
ضيق رماديته بتشوش فحاول تذكر ذاك الإسم وتساءل بعدم فهم 
_زينب مين 
وتابع بعد ارشاد عقله 
_آه... تقصد أخت مرات أخويا
أكد له 
_أيوه أخت مرات دكتور علي.
تابعه أيوب باهتمام فاستدار يخبره بمشاكسة 
_هي نفسها البنت اللي وقعتلها الأيس كريم وروقتك.
طرق الطاولة بحماس 
_كنت حاسس لإن وقفتك معاها يومها مكنتش طبيعية.
راقبهما عمران بشك مما يدور بنيتهم فأسرع سيف بتفادي غضبه قائلا 
_حيلك يا أيوب دماغك راحت فين يالا اللي حصل مالوش علاقة بالارتباط ولا غيره أنا بس ساعدتها كان في شاب بيضيقها وأنا ربيته.
تحفز بجلسته وهو يسأله 
_بيضايقها ازاي
رد عليه بإيجاز 
_بيضايقها يا عمران وأنا اتدخلت واتحلت.
منحه نظرة محتقنة لاختصاره الاحداث فزفر بضيق 
_أعتقد انها دخلت الفصل وشافت اتنين في وضع مخل فاتعرض ليها.
أسبل بدهشة وهتف 
_في الفصل!! الكلام ده ممنوع جوه الجامعات إزاي مأخدتهاش وقدمت شكوى باللي حصل ازاي تعمل كده يا سيف الولد ده أكيد هيتعرضك إنت وهي تاني لكن لو كنت لجئت للمدير أو حد من الادارة كان أقل حاجة أخد فصل الكلام ده ممنوع وفي تشديد بكده.
أجابه باستهزاء 
_مين اللي هياخد فصل يا عمران معتقدش إنه هيتأذى في حاجة الأڈى كله ممكن يطولها لإن ده يومها الأول بالجامعة وعملت المشاكل دي عموما متقلقش أنا فهمتها على شوية قواعد لو مشت عليها هتتجنب المشاكل.
تحاشى عنه جموده وابتسم ابتسامة واسعة جعلت سيف مرتبكا مما يجوب بخاطره فأتاه يكشف له نيته 
_غريبة يعني يا سيف انك تخرج عن هدوئك وطبيعتك علشان واحدة أول مرة تشوفها! 
ابتلع ريقه بارتباك 
_مهو أنا مكنتش هقف أتفرج عليها ومساعدهاش.. دي حتى لو مش متدينة كنت هساعدها بردو صح يا أيوب
قالها وهو يلكز ذاك الذي يتابعه بخبث فكبت ضحكاته وراح يوافقه بالحديث باشارة رأسه فتجرع عمران أخر ما تبقى بقهوته قائلا باستهزاء 
_لو يوسف عرف انك ضړبت حد عشان بنت هيجوزهالك النهاردة.
ضحك وهو يؤمي له مؤكدا 
_هو نفسه يجوزني بأي شكل مش مستني حتى اما اتخرج... ده فرحان إنه بكره افتتاح عيادة دكتورة ليلى علشان يبدأ يشطب الشقة اللي اشترهالي فوق شقته بحيث يجوزني فيها أول ما العمال يخلصوا!!
نهض وهو يجذب مفاتيحه ومتعلقاته غامزا بمكر 
_هساعده المرادي بنفسي لإني حاسس أن الحوار جاي على هواك!
وأشار لأيوب قبل أن يغادر 
_شكل في ضرة داخلة عليك قريب يابن الشيخ مهران!
وتركهما يضحكان بشدة وغادر على الفور بينما طعنه أيوب بنظرة محتقنة تليها قوله المازح 
_أهون عليك تجبلي ضرة يا سيفو... بس وماله ده يوم الهنى على الأقل تتجهالها شوية وتفكك مني.
لكزه پغضب رغم انطلاق ضحكاتهما ليوقفه أيوب متسائلا بجدية 
_لا لخص واحكيلي حوارك معاها على أيه!
ضم شفتيه معا وسرح بتفكيره عنها ومن ثم أجابه بحيرة
_مش عارف والله يا أيوب بس أنا حابب أتعرف عليها عن قرب أوي وإنت عارف إن حاجة زي دي مينفعش تحصل من غير رابط راسمي فلو عملنا خطوبة اتعرف عليها كويس هيكون أفضل.
رد عليه باستنكار لما يظنه متاح 
_وتفتكر دكتور يوسف هيقبل بده! مش هيرضى غير بكتب كتاب وأنا معاه في الحتة دي فألحق قرر قبل ما يعرف وتلاقيه داخل عليك بالمأذون! 

ادعت نومها بينما تراقبه وهو ينتهي من غلق الحاسوب بعدما اختار أغلب التصميمات المؤكدة للمركز ونهض يتجه لمكان نومه حيث سيتوسط الأريكة اليوم تاركا لها الفراش.
وضعت فاطمة الوسادة من أسفل رأسها وأخذت تراقبه بارتباك تجاهد رغبتها بالبقاء جواره وحينما ظن أنها غافلة نهضت هي تناديه 
_علي.
فتح عينيه واستدار لها بابتسامة واسعة 
_إنت صاحية
هزت رأسها بخفة وحاربت بشدة احتقان وجهها لنطق 
_ممكن تخليك جنبي عايزة أتعود على وجودك.
رمش بعدم استيعاب لدرجة جعلته يظن بأنه أخطأ ما استمع له للتو فاستقام بجلسته وتساءل بتوتر 
_أنام جنبك تقصدي
هزت رأسها تؤكد له وكأنما حصل الآن على أذن صريح منها فاستقام بوقفته واتجه ليتمدد جوارها وعينيه لا تفارق عينيها كلاهما يتمددان باتجاه بعضهما البعض باستكانة عجيبة أعينهما لا تفارق الأخرى.
تردد علي كثيرا بفعلته ولكنه جازف حينما فرق ذراعيه وجذبها إليه لتغفو داخل أضلعه فابتسم براحة حينما رأها تتمسك به وتستريح برأسها فوق صدره ملامسة موضع قلبه.
مال علي على رأسها يطبع قبلات متفرقة على جبينها بابتسامة جذابة وصوتا محشرج يصل لأذنيها 
_مش مصدق إنك نايمة أخيرا... كنت حاسس إن اللحظة دي مستحيل هتيجي في يوم من الأيام يا فطيمة.
شعر بارتباك حركتها حتى أنفاسها التي تلفح رقبته كانت مضطربة بشكل جعله ينهض بها فأبعدها عنه تقابل وجهه.
أبعد علي شعرها خلف أذنيها مبددا اختفاء معالمها الرقيقة وهمس بعاطفته 
_حبيبتي بصيلي.
رفعت عينيها إليه وهي تجاهد لاخفاء ربكتها فوجدته يقييم حالتها بنظرة متفحصة وفجأة انفصل عنها متراجعا لأخر نقطة بالفراش 
_أنا آسف إني أخدت خطوة إنتي مش جاهزة ليها لو حابة ممكن أرجع مكاني!
ما فعله لم يكن جرما كل ما أراده أن تغفو بين ذراعيه ولكنها على ما بدى له ارتبكت والبداية ستوشك على اختبار أشد حدة منها هزت فاطمة رأسها نافية عودته للأريكة فتمدد بعيدا عنها قائلا 
_نامي وارتاحي أنا كل اللي يهمني انك تكوني مطمنه.
تمددت محلها والتوتر يزيد من حدته كيف تخبره بأنها لم تخاف قربه بل ازدادت نبضاتها لقربه بشكل تختبره لأول مرة الثواني التي قضتها بين ذراعيه منحتها

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات