رواية صرخات انثى الفصل الثاني والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
وتراجعت وبسرعة كبيرة رددت وهي تحمل طرف فستانها الطويل وتهرول من أمامه
_هستناك يا عمر!
تابعها وهي تركض بخفة والابتسامة تزيد من ابتسامته الجذابة وحينما اختفت من أمامه همس لذاته بحب
_مش هطول عليك بالغياب يا روح قلب عمر!
من قال أن المخابرات تتبع اسلوب أفلام الممزوجة بالأبيض والأسود الآن ربما كان يتخفون جيدا لايصال ما يردون من معلومات سرية والآن على حسب تحديثات الجوكر والاسطورة والۏحش وغيرهم من الظباط المتروك وسامهم فوق رؤوس الجميع باتت هناك قوانين جديدة يتقابل بها القائد وتلميذه في خضم النهار وأمام أعين الجميع كلاهما يعلمان بهوايتهم والجميع لا يدرون ما بهما هكذا تم فور لحظة اصطدام آدهم بالجوكر حين عودته للحفل فرفع يده يعتذر بلباقة
منحه مراد نظرة عميقة بينما يشعر بيده التي تمتد لجيب بنطاله لتدث له شيئا كان جزءا من قدومه إلى هنا بينما الاخير يحيه بايماءة صغيرة من رأسه تقديرا لقائده والأخر يعلم تفسير الاشارة حتى وإن بدى منتصبا بوقفته قبالته فحرر صوته القاتم باستياء
_تطلع أمامك وأنت تسير يا فتى إن كانت عينيك لا ترى العوائق أمامك جيدا فلتنسحب من الحفل حتى لا ټأذي نفسك ومن حولك هنا.
_أعتذر لك مرة أخرى.
وتركه واتجه ليكون قريب من راكان وعقله شارد باشارة مراد الصارمة له بالا يعرض نفسه وفريقه للخطړ لاجل الحصول على الملف أمرا صربحا له بالانسحاب على الفور بينما تسعى القوات للقبض على راكان والتحفظ عليه لاستدراجه بالتحقيقات للاعتراف بمن ورائه ولكنه مازال مصمما على عدم الانسحاب دون هذا الملف الرغبة بالاڼتقام كانت شخصية لخسارته والدته بسبب تلك الادوية المغشوشة وللعجب يعلم مراد بهذا ولكنه يخشى خسارة أحد تلاميذه المحترفين فصوب له أمرا مباشرا بالانسحاب وهو يعلم بأن عمر الرشيدي ليس من ذاك النوع الذي يتقهقهر تاركا ساحة القتال!
_دكتورة ليلى دي سكر أوي وواضح كده إنها هي وجوزها بيحبوا بعض جدا.
أكد لها بابتسامة هادئة
_دي حقيقة يوسف وليلى بينهم قصة حب كبيرة من أيام الجامعة.
_بجد يعني قصص الحب اللي بنسمع عنها في الروايات والمسلسلات دي حقيقية يا جمال
ضيق عينيه باستغراب لحالتها وكأنه لا يكن لها حبا مقدسا شبيها لذاك فقال
_ومالك مستغربة ليه هو احنا مفيش بينا الحب اللي يخليكي تصدقي ده يا صبا
تلاشت ابتسامتها تدريجيا وكأنه لمس وترا مقطوعا داخلها فجذبت كوب العصير من أمامها تتجرعه قائلة وهي تزيح ذاك الموضوع من أمامهما
تغاضى عما قالت وسألها مباشرة
_قصدتي أيه بكلامك ده يا صبا
منحته ابتسامة مصطنعة وقالت بلطف
_مقصدتش حاجة يا جمال أنا بكلمك عادي يعني.
اتسعت ابتسامة سخريته ولحقت بنبرته
_صبا من أسابيع علاقتنا كانت على وشك إنها تنتهي بسبب سكوتك النقاش هو اللي بيحل أي عقبات بين أي زوجين أنا مصدقت إنك ابتديتي تتكلمي قدامي بدون خوف أو خزي أيه اللي حصل تاني
_أصلك بتقول إنك بتحبني وإنت ناردا لما بتقولي الكلمة ديأعتقد قولتلهالي مرتين أو تلاته من يوم ما اتجوزنا!
ضحك باستمتاع وهو يراها تكاد تنقلب لحبات الكريز الأحمر من فرط خجلها فتنحنح قائلا
_أنا من النوع اللي نادرا لما أعبر عن مشاعري وده مش أنا بس يا صبا أغلب الرجالة كده مشاعرهم مدفونة جواهم معرفش يمكن احراج أو توتر لكن بديهي أي زوج لو مبيحبش زوجته محدش هيجبره يعني انه يعيش معاها العمر ده!
واجهته بقوة وجراءة غريبة
_وده اللي بيخلي قلوب الستات دايما مکسورة كلمة واحدة وبسيطة قادرة إنها تسعد الست لو فاكر أن قلة الكلام الحلو بين الزوج وزوجته بيقربهم العشرة فده غلط الست بتكون محتاجو لكلمة حلوة تسمعها من جوزها مش من حد تاني يا جمال هو أيه اللي ممكن يقل من الراجل أو ينتقص من رجولته لو قال لمراته بحبك! شكلك حلو تسلم إيدك لو الأكل عجبه لو دخل لقى بيته مترتب كالعادة ومدحها بكلام جميل ده هيقل منه!!
بدى حائرا أمامها وردد بفتور
_إنت عايزة توصلي لأيه يا صبا
أجابته وعينيها تتعمق بالتطلع إليه
_مش عايزة أشحت الكلام الحلو منك لو بينا قصة حب زي ما بتقول ليه مش بتعبرلي!
منع ذاته من الضحك حتى لا تظن أنه يسخر منها فعاتبها وهو يقرب جسده من الطاولة ليصبح قريبا منها
_هو مش أنا ساعة المشكلة اللي حصلت بينا قولتلك بحبك وسمعتك كلام من على وش القفص ولا إنتي زي القطط بتأكلي وتنكري إنتي وابنك!
لوت شفتيها بتهكم
_مهي دي يعتبر المرة الوحيدة اللي اتلحلحت واتكلمت فيها من وقتها رجعت لسكوتك وطبيعتك.
حك جبهته باحراج
_مهو أنا بتكسف يا صبا.
جحظت عينيها بدهشة من ذاك التصريح الصاډم وكأنها هي الجريئة هنا! نظف حلقه متنحنحا
_وبعدين عايز أقولك الكلام الكتير ده بالفاضي المهم الفعل ونهايته إننا مع بعض واني بحبك.
واستطرد بغمزة مشاكسة
_ولو الكلام الحلو هيبدد هرمونات الحمل اللي ناوية تخرب علينا دي عيوني هكترلك من المكسرات واللوز رشوة تأكدلك إني بحبك.
وبمزح لحق صوته الرجولي الضاحك
_فكك من الكلام اللي مبيأكلش عيش واطلعيلك بمصالحة متخليش أجواء الطبقة المتريشة دي تأكل بعقلك إحنا اتربينا في البيوت البسيطة اللي أهلها أغلب الموجودين بالمجتمع.
منحته نظرة مغتاظة وعادت ترتشف عصيرها من جديد.
رحلة عناء الأعوام المرهقة انتهت بتوقيعهما على ورقة الزواج معشوقة طفولته ومراهقته وكل مراحله العمرية باتت زوجة له أخيرا تلك التي اعتكف لأجلها عن نساء الأرض بأكملهن أصبحت تخصه يود أن يعوضها عن تلك الفترة القاحلة التي تعرض لها حبهما يود أن يختطفها الآن ليحظى بالبقاء برفقتها لأطول فترة تمكنه من تعويض كل تلك الآلآم التي قضاها بالبعد عنها.
مال أحمد برأسه عليها وخدمه قربها منه على الأريكة ليهمس بعشق
_وأخيرا انتهت قصتنا بنهاية سعيدة يا فريدة ألف مبروك يا حبيبتي.
إستدارت إليه تقابله بابتسامة رقيقة هادئة وبصوتها الناعم قالت
_الله يبارك فيك يا أحمد أنا كمان مش مصدقة إننا أخيرا بقينا مع بعض.
أكد لها بوعده الصارم
_لأخر العمر هنكون مع بعض مفيش أي شيء تاني هيفرقنا يا أغلى من حياتي.
وانحنى بخفة يستغل انشغال الجميع من حوله ليجذب يدها وإتجه بها للمصعد ومن ثم لجناحها القريب منهما فما أن ولجوا معا للجناح حتى طبع قبلة عميقة على باطن يدها وهمسه المغري يصل لها فيسري رعشتها بطريقة فجأتها
_بحبك... وعمر قلبي ما اعتكف يوم عن حبك ولو لثانية واحدة ثقتي في ربنا وفي الحب اللي بينا كانت بتقويني وبتديني الأمل أن في يوم هيكون في دوا لچروحي ولقاء يجمعنا.
واستكمل بحنين صوته الرخيم
_الأيام كانت بتعدي عليا من غيرك قاسېة زي الخريف اللي بينزع ورق الشجر ومبيتبقاش غير الغصن هو اللي صامد ومتحمل فقدان كل ذكرى بتنزل مع