رواية صرخات انثى الفصل الثاني والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
يده لمايسان فمنحته اياها على استحياء سحبها للمنصة وتمايل برفقته بعدما ثبت سماعة الرأس حول أذنيه وشفتيه استعدادا لاغنيته التالية فطال صمته مما دفع يوسف لإن ينجرف برقصه برفقة زوجته حتى بات يقف جواره متسائلا بدهشة
_هنقضيها على الموسيقى كده ما تغني يا ابني!
منحه نظرة مغتاظة وقال بسخط
_قولتلكم ادوني وقتي بختار في دماغي المناسب ليا وللحالة الشاعرية اللي بعيشها مع مراتي مش زرار هو هدوس عليه وأنطلق ارجع مكانك بقى خليني أركز.
أيوه بسببك قادر أكمل
وقت ما بتعب ليكي بروح
لما ببان الدنيا تقفل
حضنك آخر باب مفتوح
بالنسبالي دي مركب نوح!
ورفع يدها المنخفضة باستسلام عنه ليضعها على صدره متعمدا أن يحاوط بها موضع قلبه بالتحديد ورماديته تتحداها بجراءة الا تحيل عينيها عن خاصته لتتمكن من فهم مغزى كلمات الأغنية وكأنه يناشدها بكل حرف
إنتي الحته الحلوة في قلبي
ببقى ف قربك مش قلقان
إنتي حبيبتي وأمي وبنتي
حببتيني ف أيام عمري
رجعتيني لنفسي زمان.
طفولتهما المتشاركة تندمج بتلك المقطوعة مازال يتذكر صداقتهم القوية وكيف غاب عنها خلال ثلاث سنوات التي احتلتهما ألكس فاستكمل بعشق
إحساسي بيكي
لو قلت ليكي مابيتحكيش
جيتي وبقيتي
أهلي وبيتي
لو يوم مشيتي
إزاي هعيش!!!
أتى لخلده ما فعله بها بعد زواجهما وتحملها العتي لاهاناته رغم إنه أكثر شخصا يعلم كم أنها عزيزة غالية تأبى الخضوع لأي شخص ولكنها كانت تنساق خلف قلبها العاشق له انتابه ذكريات كانت هي لجواره على الدوام كلما احتاج لها وبالأخص اليوم الذي تخلت عن خطة هروبها وهرولت إليه حينما أخبرها بأنه يعجز عن القيادة مساندتها له وقت تناوله للسم حتى تلك اللحظة الذي بدى لها عاجزا لم تتخلى عنه أدمعت عينيه وإحتقن صوته وهو يغني بباقي الكلمات التي لامستها فنقلت الدمع لعينيها هي الاخرى
لأ بالعكس أنا بيكي عليت
ولا بعتيني ولا خذلتيني
وبتديني أكتر ما إديت
قبل ما بندهلك بتجيني
ضهري وسندي لو إتهزيت!!
نصي التاني إللي بيفهمني
قبلك عمري ماهوش محسوب
حبك هو إللي مكملني
من نقصي ومن أي عيوب
وسط حياه مليانه حروب!
رفع إبهامه يزيح دمعتها المنسدلة على خدها وبيده الاخرى ضمھا لصدره ومال برأسه فوق رأسها مسترسلا بحزن
إحساسي بيكي
لو قلت ليكي آه مابينتهيش
جيتي وبقيتي أهلي وبيتي
لو يوم مشيتي إزاي هعيش!!.
تعالت الصفقات الحارة بين الجميع وكان حسن ختام الحفل فاستغل علي هدوء الاجواء وأصر على مراد البقاء بضيافتهم للصباح وحينها يتمكن من المغادرة للمطار مثلما أراد فصعد برفقته للطابق الأول الخاص باستقبال الضيوف وحينما تأكد بأنه لا ينقصه أي شيء غادر لغرفته.
_حنين إنت ازاي تخرجي في وقت متأخر زي ده!!
نطقها الجوكر پغضب حينما حرر زر مكالمة الفيديو فرفعت كوب الحمص إليه وهي تبرر له ببراءة خبيثة
_نفسي راحتله وإنت عارف لما بحب أكل حاجة مش بيهمني وقت ولا قوانين!
احتقنت زرقة عينيه وبات أكثر خطړا فأزاح سماعته عن أذنه وصاح بها
_اقفلي خليني أكلم حد من الحرس يجيلك حسابك معايا تقل أوي يا حنين.
أشارت له سريعا وهي تبتلع ما بجوفها
_يا حبيبي إنت قلقان عشان فاكرني لوحدي
ضيق عينيه بعدم فهم لما تحاول صغيرته ذات اللسان السليط كما يسجل إسمها بهاتفه فعله فرفعت هاتفها عن الحجر تراقب بعينيها نقطة معينة قبالتها ثم همست له بصوت منخفض
_ده أنا معايا الحكومة كلها هنا حتى شوف عشان تعرف إن مراتك مش أي حد وتقدر تعمل أي حاجة في أي وقت!
عبث بحدقتيه في محاولة لفهم تلك الحمقاء فوجدها تستدير بجانب الكاميرا فاندهش بشدة حينما وجد رحيم يجلس على بعد مسافة منها يتحدث بهاتفه ويبدو على وجهه الامتعاض الشديد وكأنه على وشك ارتكاب چريمة مرعبة وبالطبع ستكون بمقټل قصيرته المختلة وعادت بالكاميرا إليها تخفض من صوتها بغرور
_الاسطورة بنفسه جبته معايا قفشنس على البوابة وأنا خارجة فجبته معايا آآ... أقصد لقيته راجع بعربيته وباين عليه إنه مهموم كده باينه متأثر ببعدك زيي كده يا حبيبي فقولتله بينا نأكل حمص فقالي وماله.
منحها نظرة ساحرة وكأنه يحاول ابتلاع حديثها الأحمق فقال بخشونة
_وبعدين معاكي يا حنين خفي شوية رحيم معندوش صبر ولا طولة بال هتجيبي لنفسك الأڈى!
أتاه صوت أخيه الساخر
_الأذى دخل حياتي من وقت ما جمعتنا مهمة واحدة يا حضرة الجوكر المزعوم وحاليا بعاني من توابع الأڈى ده وحقيقي زي ما قولت أنا معنديش طولة بال لجنانها فعقل مراتك بدل ما ترجع تلاقيني حابسها في زنزانة!
توالت ضحكات مراد الرجولية وهو يتأمل وجه حنين المړتعب وكأنها على وشك البكاء من فرط الهلع التي خلفته كلمات رحيم المتعصبة فهمست بخفوت
_مراد إرجع إبليس ده قلبه جاحد ويعملها!
دث هاتفه بجيب جاكيته الفحمي وأشار بزيتونية عينيه لباب السيارة بحزم مما دفعها لاستكمال طلبها للنجدة
_ده باينه هيوديني الحبس فعلا يا مراد إلحقني الله يكرمك ده أنا حتى أم بناتك!!!
قهقه ضاحكا ولم يتمكن السيطرة على ضحكاته وكأن الأمر يروق له فقال بصعوبة بالحديث
_على وضعك يا اسطورة إتعامل أنا مديك الأذن!
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة ورددت
_مراد بتتخلى عني يا مراد!!!
احتضن رحيم كفه جبينه يفركه بۏجع لحق نبرته
_حنين أنا لو كنت بتعاقب على ذنب أسود في حياتي مكنش ربنا بعتك في طريقي أنا كنت مستغرب إن في رأفة غريبة بيا لإني شخص لا يمت للضوضاء بصلة والحمد لله شجن قدرت تندمج معايا في المحيط أنتي بقى بتكفري ذنوب مين فيا!! يعني أخويا مش متعاقب بيك لوحده أنا كمان واخداني في الرجلين معاه!!
تلبست رداء الحزن بانعكاس ملامحها بشكل جعل مراد يكتم ضحكاته وأسرع بتحذير أخيه
_وش البراءة بيترسم يا رحيم خد بالك!
سلط الكاميرا عليه ليمنحه بسمة مغتاظة
_الوش ده بيأكل عليك إنت يا حبيبي أنا محدش بيقدر يخدعني وإنت عارف.
وتابع بغيظ من بين اصطكاك أسنانه
_إسمع أنا تعبان ومرهق وفيا اللي يخليني أعتزل المخابرات على الجواز على الحياة الآسرية اللعېنة دي فبهدوء كده يا مراد لو مكنتش في القصر الصبح قدامي متلومش الا نفسك.
واسترسل ببسمة خبيثة
_وأبقى فكرني أبعتلك چثة الطيار اللي كل شوية يهج بيك ده في تابوت من توابيتي عشان بعد كده متفجئش إنك غطست في أي مكان بدون إذني.
وهمس بسخط
_مهو إنت متغطتسش وأنا ألبس في أم لسان طويل دي هنا!!
منع ضحكاته من الانفلات وقال ساخرا
_شكلي وحشتك ومش قادر على غيابي فعلا عموما أنا طيارتي الساعة ٦ الصبح متقلقش.
وتابع بجدية
_رحيم خلي بالك من حنين ومرين ومارال أنا مبثقش في حد غيرك!
ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهه وبسخرية قال
_بتوصيني على أختي وبناتي!
واسترسل قائلا
_ارتاح ولما توصل مطار القاهرة هكون بانتظارك.
بشقة سيف.
انتفض بفراشه حينما وجد ليلى تثبت