رواية صرخات انثى الفصل الثاني والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
الورقة اللي شايلها كنت فاكر إني هنساك وهكمل بس الأيام يا حبببتي كانت بتعدي عليا ولا چرحي بيتداوى ولا أنا قادر أنسى! أنا مبعدتش عن الستات ولا إرتبط بسبب وعدي ليكي لأ مش دي الحقيقة الحقيقة إن قلبي مقدرش يحس بحد غيرك يا فريدة والنهاردة المعاناة دي انتهت ومش هترجع تاني.
انهمرت دمعاتها دون توقف وهي تستمع إلى صوته المهزوز من تحمله لكمية تلك الآلآم العاصفة لجوارحه فلعقت شفتيها الجافة ورددت بخفوت
أغلق عينيه بقوة رافضا العودة للحديث بالماض فقال ورماديته لا تتحرك عينيها الفاتنة
_بلاش نتكلم في اللي فات على الأقل النهاردة.
وكسر جفاء تلك السنوات القاحلة بمطرة من مشاعره تعوضه عن امتناعه عنها حتى حينما كان مراهقا كم تمنى أن يحظى بها منذ ذاك الحين ولكنه كان يحفظها من نفسه ولم يعلم بأنه سيفقدها بزواجها هذا ومن بعده فترة البعد الاجباري وها هو الآن يقتبس أول قطفة من عشقهما فتمادى برفقتها وللعجب أنه شعر بأن استجابتها الفطرية انقلبت لاعتراض جعلها متيبسة بين ذراعيه فهمست له وهي تعافر اقحام أنفاسها المتسارعة
هالة حبه الغريبة جعلته كالأصم لا يستمع لحديثها وكأنها تتحدث بشفرة غريبة فقال بتريث
_مش فاهمك!
أبعدت يديه المحاطة لجسدها وصاحت بارتباك
_مش هقدر أعمل كده.
تجعد جبينه وتلامس حاجبيه من فرط انقباضهما
_تقصدي أيه
تخلت عن مواجهته وولاته ظهرها وهي تستطرد بصوت محتقن بالبكاء
رمش بعدم استيعاب وكأنه لا يرى الا مجموعة من الألغاز يحاول جاهدا فكها ليصل له مضمون ما تود قوله له من خلال كلماتها المستترة فردد بوجوم شديد
_تخوني مين سالم خلاص ماټ من سنين يا فريدة ومبقاش في غيري جوزك وحبيبك وهكون أب لأولادك زي ما إنت عايزة!
_إنتي آآ....آنتي حبيتيه يا فريدة
لم تحتمل إلقائه لتلك التهمة القاټلة لها فالتفتت إليه بعينين شاخصتين تهز رأسها نافية بتعصب وصړخت بوجهه
_محبتش في حياتي راجل غيرك إنت.
_أمال أسمي ده أيه رافضاني ومش قابلاني أقربلك ليه!!
أخفضت عينيها أرضا غير قابلة لمواجهة رماديته وهمست پانكسار
_في حاجات إنت متعرفهاش يا أحمد.
ربع يديه أمام صدره وبقوة وصلابة قال
_جاهز أسمع اتكلمي.
ولاته ظهرها من جديد قائلة
تنهد بۏجع خنق أضلعه ومزق قلبه المتهاري دون شفقة فالټفت ليغادر غرفتها ولكنه توقف وأسرع يجذب ذراعها لتقف قبالته اقترب إليها واسند جبينه لجبينها يلتقط أنفاسه المتصاعدة تاركها تلفح وجهها لتتنفس من ذفيره الخارج عنه پعنف
_أحمد حبيبك تعب أوي عشان يوصل للحظة دي فبلاش تقسي عليه أكتر من كده يا فريدة عاقبيني على التخلي والبعد بأي شيء تاني غير بعدك عني أنا موجوع ومش حمل ۏجع جديد أقسملك إني جاهز لأي عقاپ وهتقبله منك بس الا ده يا حبيبتي مش هقدر ليه!
اڼهارت بالبكاء وبتوسل شديد وضعف يجده عليها لأول مرة
_أنا محتاجة بس شوية وقت مش عايزاك تبعد عني والله بس أنا حاسة دلوقتي احساس مش هقدر أوصلهولك سبني يا أحمد بالله عليك سبني.
تراجع خطوتان للخلف وعينيه لا تفارقها بعتاب ولوم واستدار كليا ليغادرها وأخر ما تلتقفه حدقتيه صور أخيه القريبة من مجال خروجه وكأنه يعلن له انتصاره في جولته الثانية!
أحاطه ڠضبا حارقا فعاد لغرفته مهموما حزينا وأخر ما يشغل باله ما الذي تخفيه عنه فريدة
أحاط عمران كتف يوسف وقرب منه طبق الطعام الفخم الذي وضعه الخادم مشددا عليه
_مش هتنتقل غير لما تخلص طبقك يا دكتور إحنا أهل كرم..
إلتفت إليه باسما ثم قال
_مش محتاجين عزومة في بيت أخويا.
جذب عمران المقعد المجاور إليه ليجيبه باحترام تلثم به لوجود ليلى
_بيت أخوك منور بيك إنت وجمال يا دكتور بس فين سيف مجاش ليه
ردت عليه ليلى
_سيف واخد دور برد ورافض يأخد المحلول الادوية مش جايبة نتيجة مع حالته دي بس أنا قررت بعد الحفلة هنروحله أنا ويوسف وهنعلقله ڠصب عنه.
قهقه يوسف ضاحكا وحذرها
_سيف بيكره الحقن والمحاليل يا ليلى وكده ممكن يأخد منك موقف أنا نبهتك أهو.
ضحك عمران وردد باستهزاء
_ولما الدكاترة تخاف من الحقن الإنسان العادي يعمل أيه!
أجابه جمال الذي ترك طاولة زوجته ولحق بهم
_ياخد دوا شرب.
لف عمران ذراعه الأخر تلقائيا ليضم من اقترب إليهما فسأله باهتمام
_أكلت ولا جاي عامل دايت هنا إنت كمان
نفى ببسمة واسعة
_نسفت طبقي يا باشا من غير أي عزومة وكنت في طريقي للمرواح بس جبت أكد عليكم إن الحاجة مستنياكم بكره محدش يتأخر..
أجابه يوسف بحماس
_من الفجر هنكون عندك أنا وليلى.
عاد بنظراته لعمران ليعلم بها اجابته فقال ساخرا
_أنا بايت عندك من دلوقتي دي الحاجة عليها شوية محشي هما السبب في نزولي مصر طول السنين اللي فاتت.
واستطرد بمرح
_صحيح أنا محروج منها لإنها كانت بتبعتلي مع جمال حلة محشي كل ما بينزل فالمرادي جايبها وجاية أكيد مفكرة إني طفس بس ولا يهمني.
تعالت ضحكاتهم جميعا فصاح يوسف بمكر
_وأيه الجديد ما انت طول عمرك طفس يالا!
وزع جمال نظراته بين صبا وليلى وصاح بحزم
_متعصبش عمران يا يوسف البنات واقفة!
أشار له بعنجهية
_شوفت الناس اللي بتفهم!!
انضم لهم علي ببسمته البشوشة
_ها يا شباب ناقصكم حاجة
أجابه يوسف بلباقة
_ناقصنا وجودك معانا يا دكتور.
أضافت ليلى
_ألف مبروك يا دكتور علي.
منحها ابتسامة هادئة
_الله يبارك فيك يا دكتورة وعقبال كده ما نفرح بدكتور سيف قريب.
تخلى عمران عن رزانته التي ينجح بتلبسها أينما شاء
_أكيد سيف هيقع في دكتورة بردو ما العيلة دي تحسها قالبة على ادارة مستشفى عام حتى والد يوسف دكتور ووالدته دكتورة جامعية!
مازحه جمال هو الآخر
_هاتله واحدة من كلية محاسبة تدير المواعيد وكشوفات المرضى!
اڼفجر الجميع ضاحكا فقال عمران لاخيه وعينيه لا تفارق زوجته المنزوية بين فاطمة وشقيقتها
_مش هنقفل الليلة ولا أيه يا علي ما خلاص على كده!
رفع ساعة يده يتفحص الوقت وقال
_عندك حق الوقت إتاخر.
صاح يوسف بحماس
_عمران قفلنا إنت الليلة دي بأغنية رومانسية ندندن عليها أنا والدكتورة ليلى.
كاد بالاعتراض فلحق به جمال مؤكدا
_صوتك جميل ودافي يا عمران عندي فضول أشوفك بتغني أغنية هادية.. ولا أيه يا دكتور علي
خشى عمران أن يعود علي لتعصبه من جديد سابقا منعه من الغناء حينما كان يهتم بمسرح الجامعة لابراز موهبته والآن استغل موهبته ليعبر عن مشاعره لزوجته ولكنه وجده يمنحه ابتسامة هادئة وأشار له للمنصة انخفقت الاضوء وبات الجميع على استعداد لمشاركة الازواج بالرقص الهادئ.
صعد يوسف مع زوجته على المنصة وحاوط خصرها بينما تعتلي هي كتفيه وبدأت الموسيقى الهادئة تجتاز المكان من حولهم.
تفاجآت صبا بجمال يدعوها للرقص ولأول مرة تشعر بأنه رغم أنه شخصا عاديا لا يحب المبالغة بالامور الا أنه يحاول بشتى الطرق لاسعادها فصعدت برفقته وتمايلت ببطء بين يده.
أما علي فاكتفى بالوقوف جوار فطيمة وعينيه لا تفارقها كأنها هي من تراقصها الآن.
قدم عمران