رواية صرخات انثى الفصل الثاني والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
المحلول جوار الفراش وتحاول استهداف ذراعه لدث الأبرة بوريده فصاع بهلع
_يا ليلى أرجوك أنا بخاف من الأبر أنا خلاص بقيت كويس والله.
واستدار برأسه لمن يقف جوار الفراش يراقبهما بسخط فصړخ مستنجدا
_الحقني يا يوسف إنت واقف تتفرج عليا أنا بمۏت من الحقن عندي فوبيا أنا!!!
ضحكت ليلى بعدم تصديق وكأنها ترى طفلا صغيرا أمامها فرددت بسخرية
صعد ليجلس فوق وسادة الرأس يراقب ما بيدها وأجابها
_دكتور أطفال يعني أسهل تخصص يبعدني عن الحقن والجراحة وكل الحاجات المكلكعة دي كل اللي هعمله كشف بريء وكتابة الادوية المناسبة وطبعا هحاول مكتبش حقن نهائي للأطفال.
تعالت ضحكاتها وهي تراقب سقوطه الوشيك عن الفراش فحاولت استخدام نفس الاسلوب المتبع للاطفال
تراجع حتى اصطدم بيوسف يحركه بقوة
_إنت واقف كدليه!! خد مراتك وامشي يا يوسف أنا بقيت كويس
رفع يوسف يده تلقائيا يتلامس جبينه فور أن لمسه سيف وردد بقلق
_سيف حرارتك ارتفعت بلاش لعب عيال وإعقل.
صړخ پعنف
_أعقل أيه بقولك عندي فوييا من الحقن وإنت عارف الكلام ده
_محدش بالبشرية بيحب الحقن أساسا إكبر كده وإعقل عشان أعملك الأومليت اللي بتحبه يا سيفو.
واستطرد متهكما
_وأنا اللي ماشي أدورلك على عروسة!!!
وضعت ليلى طرف المحلول عن يدها وصاحت بعدم تصديق
_هو انتوا بتهزروا صح مش معقول كده!
فاض يوسف عن صبره فانقض عليه يقيد جسده ويمد ذراعه لزوجته قائلا بلهاث
حاول سيف ابعاد أخيه المتمدد على أنفاسه هاتفا بفزع
_سمي الله أيه هي هتدبح! خد مراتك وامشي يا يوسف!!
لف نصفه العلوي لاخيه يغمز له هامسا
_عيب يا سيف الدكتورة هتقول عليك أيه! يرضيك تتفضح أنك عيل وإنت خلاص هتتخرج كمان كام شهر!
وضم رأسه لصدره قائلا وهو يكبت ضحكته
وأخيرا نجحت ليلى بدث الآبرة بين يده وثبتتها جيدا ثم اتجهت للمقعد القريب منهما لتجلس بارهاق استنزفها له بعد رفضه القاطع عبثت بهاتفها لنصف ساعة وخطفت بعدها نظرة للمحلول فوجدته انتهى نهضت لتغلقه تماما واتجهت لتسحب الأبرة عن ذراعه فابتسمت وهي تراقب سيف الذي استجاب لتأثير أحضان أخيه فغفل على صدره ومن فوق رأسه يغفو يوسف بارهاق ومازال يرتدي بذلته.
ما فعله اليوم جعلها تخشى أن ينفذ كل تلك الوعود بالحصول عليها بحثت عنه مايسان بالأسفل وحينما لم تجده ظنت بأنه غادر برفقة جمال ويوسف فهرعت لغرفتها سريعا وكأنها تلوذ بالفرار من شبحا شريرا فما أن ولجت للداخل حتى أغلقت الباب بالمفتاح وبدأت أنفاسها تهدأ تدريجيا وهي تتأمل الباب بنظرة رضا تلاشت وحل محلها الذعر حينما أتاها صوتا ذكوريا يتساءل
_قفلتيه كويس
هزت رأسها بالبداية تجيب سؤاله ومن ثم انتفضت وهي تستدير فبرقت پصدمة حينما وجدت عمران يتمدد على فراشها ونهض يقترب منها مرددا بخبث
_كويس أنك عملتي كده عشان نأخد راحتنا أكتر.
وبمكر يدعي البراءة تساءل
_أيه يا بيبي اټخضيتي من وجودي! إيش حال مكنتش مأكد عليكي تحت بالاغنية وقدام كل الناس إن النهاردة ليلتك!
كلما تقدم منها خطوة تراجعت هي خطوتين حتى سد الحائط محاولات فرارها الفاشلة وتبقت ذراعيه تحجب عنها الهواء لتجده يقرب وجهه منها هامسا بحب
_كنت زي القمر النهاردة يا مايا مقدرتش أرفع عيني من عليكي من أول الحفلة لأخرها.
توترت كلماتها التي لم تخرج عن شفتيها فأحاط خدها بيده وقربها إليه فهمست باستحياء
_عمران أنا آآ...
أستكمل هو جملتها الغير مفهومة
_إنتي إيه يا قلب عمران إتكلمي وأنا عليا السمع والطاعة.
ورفع يده على حين غرة يزيح حجابها ومن بعده رباطة الشعر لينسدل على كتفيها فانحنى يستنشق رائحته المخللة بزيت الياسمين.
ابتلعت ريقها بارتباك قاټل ورددت بخفوت
_إنت بتعمل أيه
خطڤ نظرة مطولة لها ثم دنى ليصبح قريبا همسه يختطف أنفاسها اللاهثة
_أنا سامع صوت قلبك من مكاني هنا.
ومال لأذنيها يستكمل
_استسلمي لمشاعرك يا مايا!
وتابع بعشقه المتأجج
_أنا بحبك وحابب نبدأ حياتنا مع بعض من تاني.
وأخبرها وعينيه لا تفارق خاصتها
_وواثق أنك بتبادليني نفس الحب وأكتر خلينا ننهي البعد والمسافات المتعبة دي يا مايا!
أغلقت عينيها بقوة تجاهد مشاعرها التي أضعفتها أمامه فاستغل لحظتها القصيرة تلك ليستحوذها بحبه وفجأة وجدت ذاتها تستمد قوة عجيبة لتدفعه بكل شراسة للخلف وهي تصرخ پغضب
_عمران!
لم يكن جسده بالضعيف لينصاع خلف تلك الدفعة انسياقه خلف رغبته أخفضت من محاولاته للوعي بما يحدث من حوله اهتز بوقفته وعينيه تشخص بالفراغ لألم ما تعرض له فعاد يتطلع لها بنظرة شملها الألم ثم قال
_بتعملي ليه كده معايا يا مايا مش معقول بعد كل اللي بعمله عشان نقرب من بعض تكوني لسه موثقتيش فيا!!
واسترسل بحزن جعله يفوق عمره تعاسة
_ربنا سبحانه وتعالى بيغفر يا مايا إنتي مش هتغفريلي اللي عدى! أنا مبطلتش ألجئ ليه من بعدها مطلبتش غيرك في دعاء قيامي وإنه يغفرلي!
يظن بأنها تمتنع عنه لحزنها لخيانتها السابقة مع إنها تعلم بأنه تاب وابتعد عن المعاصي عساه يعلم بأنها تخسى منحه الأمان ويعود لضعفه مع أحدهن حينها ستفقد روحها وكل ما امتلكته من قوة زائفة ستخسر وخسارتها تلك ستكون القاضية!
تمزق قلبه وهو يرى صمتها فأجلى صوته المنقطع قائلا
_أوعدك إن اللي حصل ده عمره ما هيتكرر أبدا عمري ما هفرض نفسي عليكي تصبحي على خير.
وترك غرفتها وإتجه لغرفته بخطواته المتهدجة حل جاكيت البذلة وألقاها على الفراش ثم حاول نزع الجرفات عن عنقه وعبث بأزرر قميصه يفرقه عنه بحزن عقيم.
تسلل لمسمعه الآن صوت باب غرفته يفتح فاستدار ليجدها تضع ححابها على رأسها باهمال وتتجه لتقف قبالته بنظرات كانت غامضة للغاية فوجدها ترفع يدها الحاملة لكتاب الله عز وجل وپقهر اخترق قلبه دون رحمة أتت كلماتها لتوضح له عما تخوضه طوال تلك المدة الماضية حينما قالت
_لو عايزني أبدأ معاك حياتنا يبقى تحلفلي بكتاب الله إنك مستحيل هتخوني ولا هترجع للي كنت فيه في يوم من الأيام يا عمران!