الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثاني والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

 قلبها التعيس غمرته فرحة ضمتها لتدوي جميع أحزانها وكأن اليوم هو الموعود لتضميد تلك الندوب التي تركها السواط بعلاماته المؤلمة على جسدها مرة حينما رزقها الله بزوج حنون مثل زوجها ومرة أخرى حينما رد لها شقيقتها الغائبة عنها منذ أعوام وبالكد كان يصل لها خبر أنها على ما يرام فقد بث لها مراد أنها بخير وتتابع تعليمها على أكمل وجه وبتقديرات ممتازة والآن يجمعها بها بعد فراق ولوعة.

لا تعلم كم قضت من الوقت تضمها بين أضلعها ودمعاتها تهوى على خديها دون توقف لتهمس الأخرى بصوت مټألم 
_فاطيمة حبيبة ديالي انا ما ممصدقاش راسي فاش قالي مراد بانني غنحضر عرسك. 
فاطمة حبيبتي مصدقتش نفسي لما مراد قالي إنه هيخليني أحضر فرحك النهاردة.
فقدت القدرة على الحديث فبقت تربت بيدها بحنان على ظهر شقيقتها فاسترسلت زينب بسعادة تغمر عينيها 
_خباراتك كلها تتوصلني اول باول و فرحتلك بزاف بزاف احبيبة دياليالله يفرحك و يسعدك. 
أنا اخبارك كلها كانت بتوصلني وفرحتلك أوي يا حبيبتي ربنا يفرحك ويسعدك..
أبعدتها عنها وسألتها بلهفة وعينيها تراقب المكان المحاوط بهما 
_فين بابا يا زينب
لمع الحزن بحدقتيها بعدما دعستها بذكرى طفيفة دون علما بما تخوضه هي فقالت وهي تحاول السيطرة على حزنها 
_بابا ماټ افطيمة مقدرش يستحمل المۏت د ماماكان كيتعدب ف اخر ايام حياته و ماكنش كيفارق بيته و لا سريره حتى دا مول الامانة امانته
بابا ماټ يا فاطمة مقدرش يستحمل ۏفاة ماما كان بيتعذب في أخر أيامه ومكنش بيفارق البيت ولا سريره لحد ما ربنا استرد أمانته!
برقت بعينيها پصدمة وانتقلت الدموع لتغزو عينيها فتابعت زينب پانكسار 
_انا المدة اللي دازت كنت بوحدي من بعد المۏت د بابا فكرت ف مراد يعاوني و يكون بجنبي حيت انا عارفة انه اهل ثقة و واثقة بانه ماغيخلينيش بوحدي
أنا طول الفترة اللي فاتت كنت لوحدي بعد ۏفاة بابا وملقتش غير مراد ألجئ ليه لاني عارفة أنه أهل ثقة وكان عندي ثقة إنه مش هيسيبني لوحدي.
واستطردت وهي تلتقط نفسا مطولا يكون عونا لها 
_كانت فترة صعيبة بزاف ف حياتي كون ما مراد من بعد الله سبحانه و تعالى كون اتكرفست و اتبهدلتحتى انه نقل اوراقي للجامعة هنا باش نكون معاك و مانبعدش عليك احبيبة ديالي. 
كانت فترة صعبة في حياتي أوي ولولا مراد بعد ربنا سبحانه وتعالى كان زماني اتبهدلت ده كمان نقل ورقي لجامعة هنا عشان أكون معاكي ومفارقكيش تاني يا حبيبتي!
ضمتها إليها بقوة وكأنها تود أن تنفرد بها بعيدا عن ذلك الزحام لتبقى برفقتها تستمع بالتفاصيل عما حدث إليها طوال تلك المدة فتمهلت أن ينتهي هذا الحفل ويدها لا تفارق جسد شقيقتها الصغرى. 
وقف قبالتها وعينيه مازالت تراقب الطريق وبالرغم من أن شوقه لها يكاد أن يدفعه لاحتضانها الا أنه فضل عدم التطلع لها بخشى أن يزيد بذنوبه بتأملها ويود أن يتمعن بها فور انتهائه من قطع تلك المسافة بينهما ويكون بينهما رابطا شريفا فقال 
_خير يا شمس
اندهشت من طريقته الغريبة بالتعامل معها وقالت بدهشة 
_في أيه إنت ليه مش بتبصلي
مرر لسانه على شفتيه السفلية بتريث وقال 
_زي ما أنتي شايفة براقب الطريق لإن وجودنا هنا مع بعض غلطومش عايز حد يشوفنا ويتفتح في حوار مالوش أي لازمة.
واستطرد بجدية تامة 
_قوليلي في أيه يخليكي تعرضي نفسك لموقف سخيف زي ده
عبثت بعينيها متسائلة 
_موقفي سخيف من نحية أيه يا كابتن
بقى كما هو لا يستدير لمقابلتها مما دفعها لتخطيه فكانت الآن تقف ڼصب عينيه وجها لوجه وبعصبية بالغة قالت 
_إنت ليه بتعاملني كده يا آدهم بقالك كام يوم بعيد والنهاردة بتكلمني كده هو أنا بفرض نفسي عليك
تعلقت عينيه بعينيها وليته لم يفعل قفز قلبه بداخله منصاعا لتلك الضربات الصاخبة فقال بهدوء نبرته 
_حبك اللي فارض نفسه عليا ومخليني أسير لعيونك يا شمس.
وتابع ببسمة صغيرة ينجح برسمها بالكد 
_أنا بحافظ عليكي يا هبلة تخيلي حفلة زي دي فيها أكابر عائلات الطبقة الآرستقراطية لو حد فيهم شافك واقفة معايا بمكان بعيد زي ده هيكون شكلك أيه..
وتابع ومازال يتابعها بحب دافئ 
_وأنا وعدت دكتور علي إني أحافظ على حدودي لحد ما أنجز مهمتي وأجي أطالبك منه بشكل رسمي.
رفرفت بعينيها بعدم استيعاب وتساءلت 
_إنت شوفت علي أخويا فين
تهدلت شفتيه ببسمة هادئة
_مش مهم المهم ترجعي الحفلة وتخليكي زي ما إنتي بعيدة عن راكان قدر المستطاع زي ما شوفتك كده بنفسي بتزحليقه كل ما يقف قدامك وبصراحه عجبني الوضع ومكيفني أوي.
ضحكت برقة وأخبرته بدلال 
_بعمل كده عشان مبقدرش أشوف نظرات الغيرة اللي بشوفها جوه عيونك لما راكان بيقربلي.
اتسعت ابتسامته وتناغمت مع صوته الجذاب 
_مش بس هتعملي كده مع راكان مع كل الرجالة يا شمس أنا غيرتي قاټلة خدي بالك عشان متقوليش إني محذرتكيش!
وتابع بنظرة عميقة لها 
_لما كل ده يخلص هيكون عندنا الوقت أنك تستكشفي طباعي وشخصيتي الحقيقية وأولها إسمي الحقيقي اللي ھموت وأسمعه منك بدل آدهم اللي فلقتيني بيه قدام الناس وحتى وإحنا لوحدينا!
حذرته بأصبعها الممدود قبالة حدقتيه حتى كاد بأن يصفي عينيه 
_كله الا كده أنا حاباك بإسم آدهم ومش هناديلك غير بيه فمتعشمش نفسك يا باشا.
توالت ضحكاته المسموعة بشكل جعلها تراقبه بابتسامة وضع يديه بجيوب جاكيته وردد بيأس
_خدي راحتك لحد ما دوري في الفيلم ده يخلص وقتها هتطبعي على طباع عمر الرشيدي ڠصب عنك يا شمسي.
وتركها وخطى بطريقه للعودة فأسرعت خلفه تناديه 
_أنا لسه مقولتلكش على اللي جبتك هنا علشانه يا آدهم.
توقف عن المشي واستدار لها باستغراب فملامحها كانت تتسم بالجدية الطاغية سألها برزانته المعتادة 
_قولي يا شمس قلقتيني!
ضمت شفتيها معا وكأنها تحاول إيجاد المناسب لقوله وخاصة بمعرفتها بأنها ستفتح الطريق لاختبار عصبيته لأول مرة فقالت 
_أنا أقدر أساعدك بالملف اللي مش قادر توصله لحد النهاردة ده يعني أقدر أدخل لقصر راكان بمنتهى السهولة وآ...
كممت باقي كلماتها داخل جوفها فور رؤيتها لاحتقان معالم وجهه الأبيض ليصبح كسواد الليل المحاط بها تقنص منها خطوتان خطړة مثل نظراته الحالكة وصاح بخشونة جافة
_أوعي تندميني إني كشفتلك هويتي واللي موجود عشانه أقسم بالله لو حصل يا شمس هتخسريني.
شفق على حالة الذعر المجتازة داخل نظراتها تجاهه فهدأ من انفعالاته وأخذ يزفر تدريجيا حتى هدأ بالفعلفقال
_ إنتي متعرفيش راكان ده واصل بالحقارة لأي درجة لو عملتيها مش هتلحقي تخرجي من قصره على رجليك أنا عارف ألعبه إزاي وأخليه يلف حولين نفسه وعارف أمته هأخد الملف ده شغلي ودي حربي أنا.
هزت رأسها بخفة ومازال الخۏف يعتليها فقال بحنان 
_شمس أنا خسړت مرة والدتي ومعنديش استعداد أخسر حد غالي على قلبي مرة تانية عشان خاطري خليك بعيدة عن كل ده أنا كافيل بيه وباللي وراه أوعدك كل ده هينتهي وهنكون بعدها مع بعض على طول المهم هنا هتستنيني
نجح بزرع الابتسامة على وجهها وهزت رأسها تؤكد له 
_هستناك العمر كله يا آدهم.
هز رأسه في يأس وقال 
_عيدي الجملة اللي رشقت في قلبي دي تاني بس بإسمي الحقيقي لو لمرة واحدة.
اعترصت باشارتها النفية فتوسل لها ببسمة تسلية 
_عشان خاطري طيب.. أنا ماليش خاطر عندك!
احتلت الحمرة وجهها ففركت أصابعها

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات