رواية صرخات انثى الفصل الواحد والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
ربنا هيجمع بينا في يوم واحد
_أبدا ولا صدقت إن ممكن دماغ فريدة هانم تلين بعد السنين دي كلها والفضل بعد ربنا سبحانه وتعالى ليك يا دوك.
اعتدل بوقفته وترك قميصه الذي يحمله متسائلا بذهول
_عرفت منين
ضحك بتسلية
_هو إنت فاكر إن عمك غبي يالا! أشوفك نازل من جناح فريدة وبعدها بساعة ألقيها نازلة تقولي إنها موفقة أكيد ده مش سحر حلال يعني!
_يا ريت كان ليا في السحر كنت سحرتلها وخلتها توافق من سنين بس للأسف مفعول سحرها هو اللي نافذ عليا وعلى قلبي.
_أمممم أنا بقول تقفل على ما أصلي وأنزلك ننجز لإني حاسس إن عمي اختفى وبقى مكانه السيد روميو اللي راجع لجوليت حافظلها كام بيت من الشعر يعيدوا بيه الامجاد... سلام مؤقت يا باشا.
_حتى عمي!!! الله يحرقك يا عمران هتعدي مين تاني هنامش فاضل حد غيري وأنا للأسف مينفعش أنحرف مينفعش!!
على رنين هاتفه للمرة الثالثة فتأفف پغضب وأغلق مياه الدوش ثم لف المنشفة حول خصره وخرج يجذب الهاتف ليجيبه بعصبية بالغة
_حيلك يا عم الوقح بكبورت واتفتح عليا!! قلقت عليك لما مكلمتنيش إمبارح فقولت أطمن عليك لو محتاج حاجة غلطت!
_واديني رديت أهو أنا تمام وزي الفل ولما هتيجي بليل هتشوف وتعين ها في حاجة تانية
وصل صوت ضحكاته الصاخبة إليه وشاكسه قائلا
_اهدى طيب هي مدام مايسان عاملاها معاك وبتطلعها عليا ولا أيه
أسدل حاجبيه پغضب
_مين دي يا روح أمك اللي تستجرا تعملها معايا ما تصطبح في يومك اللي مش باينله ملامح ده مش كفايا قطعت عليا راحتي في الحمام إلهي ربنا يقل راحتك يا بعيد.
_على سيرة السيدة الوالدة فهي راكبة جانبي أهي لسه واصلة من المطار حالا.
تنحنح بحرج من اندفاعه بالحديث وقال
_سمعت اللي قولته من شوية يالا
ضحك وهو ينفي له
_يا ريتها سمعتك كانت شجعتني على قطع الصحوبية المنيلة بنيلة دي وأترحم من لسانك الوقح ده.
ابتسم بامتنان للحظ الذي جعل جمال يستغني عن فتح سماعة الهاتف على غير عادته وقال
وصل له صوته الهامس من وسط ضحكاته
_أخاف بصراحة أنا طول السنين دي بقنعها إني مصاحب رجالة محترمة هتسوء سمعتنا لو بدايتها كانت مكالمتك إنت هخليها تكلم يوسف الأول وبعدها اصدمها بيك.
كز على أسنانه بغيظ ليصل صوته المكتوم له
_ليه مصاحب بلطجي من نزلة السمان بروح أمك!
ضحك الاخير يستشهد على تلك الذلة
_صدقتني إنت مبتقدرش تتحكم في نفسك!
عبث باصبعيه بين خصلات شعره المبتل وقال
_خلاص بكره إن شاء الله هجي أزورك وأشوف الحاجة وش لوش على رأيك المكالمات مفهاش قبول هي بس تشوفني وهتقع في سحر وسامتي مين في الكون يعني فلت من تحت إيد عمران سالم الغرباوي!!
_مراتك اللي فلتت.
قالها وقد انتابته نوبة عارمة من الضحكات ليتسلل لعمران المحتقن وجهه پغضب قاټل صوت والدته المبتسمة
_بطل تضايق عمران يا جمال أنا كده هزعل منك بجد.
واختطفت الهاتف منه تحدثه بابتسامتها البشوشة
_معلش يا حبيبي جمال كده طور ومبيعرفش ينقي كلامه المهم إنت عامل أيه وفعلا زي ما جمال بيقول اتجوزت
هدأت معالمه رويدا رويدا واحتلته ابتسامة صافية تلك المرأة تظن دائما بأن ابنها هو المنحرف من بينهم ويحاول دائما مضايقته هو ويوسف لا تعلم بأنه الوغد الأكبر هنا وهذا ما يكتسبه من سحر طلته التي توحي برزانته وطيبته الغير موجودة بالمرة فقال بصوت دافئ
_ست الكل اللي نورت إنجلترا كلها شوفتي بعيونك يا أمي جمال مش مبطل يضايقني لا أنا ولا جو ده حتى مقاليش إنك جاية النهاردة علشان مطبش عليه وينوبني من حلل الحنان اللي مترحلة من مصر لانجلترا في أكياس بلاستك!
تعالت ضحكاتها استجابة لحديثه المرح وقالت بحنان
_ودي تفوتني أنا جايبالكم إنت ودكتور يوسف حلة محشي ورق عنب ورقاق ومنبار وعكاوي وكارع وحمام محشي بالفريك إنما أيه يستاهلوا بوقكم عازمكم بكره عند جمال ابني وأمانة عليك تجيب مراتك في ايدك وأنت جايوهخلي جمال يقول لدكتور يوسف الكلام ده بردك عايزة أشوف نقاوة عيالي.
قال متحمسا وضحكته الهادئة تصل إليها
_لو مكنش النهاردة فرح أخويا كنت لقتيني أول واحد يخبط على الباب بس ملحوقة النهاردة من بكره مش هتفرق الخۏف بس الفجعان اللي جنبك ده ينسف الأكل قبل ما نيجي وهنا بقى يجي دورك الشنط اللي فيها الأكل تتحط في تلاجة أوضتك يا ست الكل ويتأمن عليها بأرقام سرية وبصمة ايدك الحلوة دي.
احمر وجهها من فرط الضحك ولجوارها ابنها المبتسم بسعادة وخوف ينهش قلبه من أن يفقدها بالجراحة التي يجهزها لها عمران ويوسف بالاتفاق مع الطبيب المتخصص لجراحه القلب فراقب حديثها المازح برفقة صديقه بأعين تلتمع بالدمع ويجد ذاته ممتنا بتلك اللحظة لوجود عمران بحياته إن كان قادرا على زرع الضحك على وجه والدته بتلك الطريقة لما لا يكون ممتن!
غادر أحمد بسيارة علي للمحامي وانشغل الخدم بتجهيز القصر لاستقبال الحفل واجتمعت الفتيات بالمجلس القريب من الدرج ليتركوا المكان خاليا لعمل الخدم فأزاحت شمس بقايا طلاء الأظافر عن يد فطيمة المستسلمة لها بعد أن حاولت الاعتراض عما تفعله شمس لها منذ الصباح من مسكات وترطبيات وغيرها من نقوش الحنة السوداء على يدها وأخره طلاء الأظافر الغريب هذا ومازالت تؤكد لها بتحذير صارم
_حطي إيدك على رجليكي أوعي المناكير يبوظ هزعل منك يا فاطيما.
ابتسمت وهي تشير لها بطاعة
_متقلقيش أنا رافعه ايدي بحذر أهو.
أشارت لها بعنجهية
_أيوا كده خافي مني عشان انا مبحبش حد يبوظ شغلي.
_الله الله وأنا اللي شايلة العدة وراحة لاوضة فاطمة بستعد طلعت شمس هانم بنفسها مهتمية بالعروسة.
نطقت مايسان التي تراقبهما ببسمة هادئة فوضعت عن يدها حقيبة الميكب الضخمة وجلست جوار فاطمة تتأمل ما فعلته شمس بنظرة أعجاب صرحت بها
_لون المناكير تحفة يا شموسة طول عمرك شيك وعندك ذوق.
غمزت لها بضحكة صاخبة
_ده انا قاعدة من الصبح استناكي عشان نولعها.
ضيقت حاجبيها بعدم فهم
_نولع أيه
هرعت للهاتف تصله بالسماعة الضخمة مشيرة لفاطمة
_احنا لازم نحتفل بالعروسة النهاردة أصلك متعرفيش يا فاطيما إن مايا بنت خالتي عليها هزة وسط يقعد دينا وصافيناز بالبيت.
جحظت عين مايسان صدمة وصاحت وهي تلتفت حولها بحرج
_بتقولي أيه يا شمس بطلي قلة أدب!
غمزت بسخرية
_متقلقيش عمي وعلي خرجوا وفريدة هانم فوق في أوضتها مع الميكب آرتست بتعمل بدكير ومنكير مش فاضيلنا وطبعا عمران أخويا مستحيل يقوم دلوقتي بيصحى على العصر.
همس عمران بتسلية وهو يراقبهن من أعلى الدرج
_طلعت ابن محظوظة إني قومت النهاردة بدري يا رب بس تقنعيها تقوم ترقص يا حبيبة قلب أخوك!
بالأسفل عادت شمس لمحاولاتها المتكررة لاقناع مايسان وكذلك طالبتها فطيمة بالنهوض فنهضت حينما