الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الواحد والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

عاد لغرفته يعتلي الشرفة التي تعلو شرفتها مازال الضوء يغمر الغرفة بأكملها اندهش أحمد من استيقاظها حتى ذلك الوقت المتأخر يعلم جيدا بأنها تغفو بمواعيد ثابتة يبدو أن هناك قلقا يساورها فأزاح غيمة النوم عنها.
جذب قميصه يرتديه وإتجه للأسفل بخطوات حذرة خشية من أن يراه أحد مبتسما لنفسه بسخط 
_رجعت لأيام المراهقة تاني! 

تسلل للأسفل حتى وصل لجناحها طرق بخفة وكأنه يخشى أن تلامس يده الباب وترقب قليلا يناديها بصوت هامس 
_فريدة!
فتحت الباب وتطلعت له باستغراب متسائلة 
_أحمد! لسه صاحي
مال بوقفته يستند على الحائط المجاور له وقال بنظرة هائمة بها 
_يعني بذمتك هيجيني نوم ونصي التاني سهران محتار!
ارتبكت في حضرته وعادت تلك الفتاة ذات الثمانية عشر عاما تستحوذ عليها أفتقدت خبرة التعامل وكأنها لم يسبق لها التعامل مع رجل قط بحياتها فقالت بتلعثم 
_وإنت عرفت منين إني لسه صاحية
ابتسامته الهادئة لحقت اجابته 
_نور أوضتك بيرشدني وصوت نبض قلبك المرتبك واصلي لفوق.
شددت على مئزرها بارتباك وهي تحاول الفرار من حصار رماديته الهادرة فاستقوت بحديثها المتعصب 
_وبعدين معاك يا أحمد مينفعش اللي بتعمله ده إرجع أوضتك من فضلك أنا مش مستعدة أواجه حد من الأولاد لو شافوك وافف على باب أوضتي السعادي.
ضحك بصوت مسموع لجوارحها المهتمة لرؤية ابتساماته الجذابة وقال مشيرا على ساعته الفخمة 
_حبيبتي إنتي مش مستوعبة إن كلها كام ساعة بس وهتكوني على ذمتي!
بتوتر لم يرأف بتصاعد خفقات قلبها العذري فهدرت إليه بضيق مصطنع 
_إرجع أوضتك يا أحمد ولما أبقى مراتك وقتها نبقى نتكلم إنشالله خمسة الفجر لكن قبلها بدقيقة أنا أرملة أخوك.
تلاشته ابتسامته ودنى تلك الخطوة الفاصلة يخبرها پغضب تلمسته بنبرته الغريبة 
_إنت تخصيني من لما كانوا بيعلموني إزاي أشيلك وإنت حتة لحمة حمرا تخصيني وعمرك ما خصيتي غيري حتى لو كنت زوجة ليه.
وطعنها بنظرة قاسېة اتبعها جراءة غير مسبقة 
_محدش قدر يملك قلبك لحد اللحظة دي غيري يا فريدة. 
وتركها تحاول السيطرة على مشاعرها قبالة كلماته التي ضړبت عاطفتها في مقټل ثم غادر لغرفته بهدوء جعلها تتوارى خلف بابها وابتسامتها لا تفارقها ليته كان بذاك العناد والتحدي بتلك اللحظة التي جلست بها أمام المأذون تحاول الاستنجاد به بأن ينهي ذلك الزواج ليته تمسك بها مثلما يفعل الآن.
رفضت الانصياع خلف كوابيسها تلك المرة يكفيها ما حدث بالأمس أمام الجميع انتفضت فاطمة بجلستها ويدها تزيح قطرات العرق المبتل عن جبينها انحنت للكومود تجذب زجاجة المياه ترتشفها بأكملها عسى حلقها الجاف يرويه تلك الكمية المفرطة سيطرت على انفعال أنفاسها المتشنجة وحينما هدأت بالفعل اتجهت لغرفة علي بخطوات مترددة حتى انتهى بها الحال قبالة فراشه!
كان يغفو باسترخاء تام يده مضمومة أسفل رأسه ويده الأخرى تحاوط تلك الوسادة القابعة بأحضانه لا تعلم لماذا شعرت بأنها ولأول مرة تحسد رؤيته بتلك الراحة التي تفتقدها منذ سنوات وبذات اللحظة ينتابها شعور غريب بالغيرة لضمھ تلك الوسادة بهذة الطريقة التي جعلتها تتمنى أن تكون هي من تغفو ترى هل ستراودها تلك الكوابيس إن حظيت بالبقاء داخل ذراعيه!
اعتلاها الخجل لما يقتحم عقلها وتنحنحت في محاولة لايقاظه حتى يتجه للبقاء جوارها اعتادته يغفو على المقعد المجاور لفراشها منذ أن بدأ بمعالجتها كانت تستيقظ كل يوم بالمشفى تجده جوارها أحيانا كانت تختلس النظر إليه وتحمد الله على وجوده جوارها فكل مرة أحاطها كابوس مزعج يتبدد انزعاجها فور ان تستيقظ وتراه لجوارها.
مدت يدها باستعداد لايقاظه ولكنها توقفت حينما تذكرت أخر مرة قامت بطلبها بأن يظل لجوارها باليوم التالي كان لا يقوى على تحريك عنقه من شدة الألم الذي واجهه لغفوته على مقعد غير مريح بالمرة.
ارتبكت ولم تعلم ماذا ستفعل فهداها عقلها على البقاء هي لجواره على المقعد القريب من الفراش تلك المرة وبالفعل جذبت المقعد لتضعه على محاذاة الفراش وتمددت عليه تحتضن جسدها بوضع الجنين وتلك الهالة الآمنة التي منحتها لها صوت أنفاسه الهادئة جعلتها تغفو سريعا لجواره!
لا يحتاج الا لثلاثون دقيقة ليتأكد بأنها سقطت بنومها ففتح رماديته واستدار بنظراته الحنونة إليها مبتسما بعشق يجرف عواطفه فاستقام بجلسته يمتع عينيه المسكينة بالتطلع لها عن قرب.. ما أعظم انتصاراته اليوم حبيبته تتسلل لغرفته وتبقى أمامه تتأمله ومن ثم تختار النوم لجواره!
ربما قد يكون شيئا عاديا لأي رجلا ولكنه كطبيب متخصص يشمل حالة فطيمة يعلم أنه حقق إنجاز عليه الاعتراف به لذاته!
أبعد علي الوسادة عن صدره وتسلل إليها بهدوء فمال لمقعدها يبعد تلك الخصلة المتمردة على عينيها خلف أذنها ليمكن من رؤية باقي وجهها المحتمي عنه ارتبك من تلك الفكرة التي تلح عليه بتلك اللحظة فخشى أن تستيقظ إن منح جبينها قبلة عابرة تستنشق رائحتها فأكتفى بحملها لفراشه والبقاء على مقعدها الغير مريح بدلا منها.
استند بقدمه على الفراش وأراح جسده على المقعد هامسا بسخرية وابتسامته لا تفارقه 
_بقيت تخصص نوم كراسي أكتر ما بزوال المهنة نفسها! 
وتابع ووجهه يميل لجهة نومها 
_كله يهون علشان خاطر عيونك يا فطيمة!
حاول كثيرا أن يستحضر سلطان نومه ولكنه لم يتمكن من فعل شيء الا أن يطبع ملامحها داخله وكأنه يحفظ وجها يراه لمرته الاولى.
أشرقت شمس اليوم التالي والمحدد لحفل الزفاف فراقب علي ساعته بحماس وود لو حظى بحمام دافئ واستعد قبل أن يرن عليه أحمد للذهاب برفقته للمحامي مثلما اتفقا بالأمس ولكنه خشى التحرك قيد أنامله حتى لا يفزعها فتظن بأنه قد فعل ما لا يحمد بحالتها لذا ظل محله يراقبها حتى تستيقظ فتراه بعينيها لم يتعدى على خصوصياتها أبدا وبالفعل ما هي الا دقائق وبدأت تفرك عينيها بانزعاج وتلك اللحظة ذاتها التي إدعى بها نومه للمرة الثانية.
جلست فطيمة على الفراش تتطلع جوارها بفزع ومازالت تحاول تذكر ما حدث بالأمس ليجعلها طريحة الفراش انتبهت لعلي الذي يغفو على المقعد مكانها فأتاها الجواب على سؤالها الحائر تلاشى ڠضبها تدريجيا وسكنتها ابتسامة رقيقة فنهضت عن الفراش تحمل الغطاء المحاط بجسدها لتضعه على علي ويدها رغما عنها تصعد لشعره الفحمي تحركه بخفة جعلته يستجيب لها فتبعثر أطرافه الطويلة على وجهه وأعظم ما يصل له صوت ضحكاتها الخاڤتة على طول شعره الذي يخفيه بتمشيطه للخلف فيجعله يحيط أخر رقبته.
غادرت لغرفتها خشية من أن يستيقظ فيجدها بالقرب منه لا تعلم بأنه من يقوم بخداعها وفور أن أغلقت باب غرفتها حتى اعتدل بجلسته يعيد شعره للخلف بابتسامة واسعة وردد بحب 
_كنت ناوي أقصر شعري النهاردة بس الظاهر هحبه وهو طويل عشانك!!
مزق لحظاته الرومانسية التي يقضيها بمفرده صوت هاتفه رفعه وهو يجيب بابتسامة جذابة
_صباح الخير يا عريس.
وصل صوت ضحكاته الصاخبة لمسمعه 
_صباح الخير يا دكتور علي ها جاهز عشان نتحرك على المحامي نشوفه جهز الاوراق ولا ناقصه حاجة
نهض يسرع لخزانته ينزع ملابسه ورأسه تسند الهاتف لكتفه بينما يديه تساعده على ارتداء بنطاله 
_خمس دقايق وهكون جاهز بإذن الله.. ثم إني مش هفوت فرصة أشوفك وإنت وشك منور وسعيد ده انا اتبهدلت معاك عشان لحظة زي دي يا صاحب عمري
ضحك أحمد وقال 
_متبقاش بكاش يا عريس ما فرحتنا سوا. 
_إنت كنت مصدق إن

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات