الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الواحد والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

عمي وفريدة هانم بيكتبوا الكتاب تحت.
رفعت يدها المرتعشة تضم مرفقه فمنحها ابتسامة واسعة وخطى بها للأسفل وهو يهمس بحب حينما وجدها تتطلع للاعداد الغفيرة بالأسفل بنظرة قلق 
_متخافيش طول ما أنا جانبك يا فطيمة إنت سبتي خۏفك وارتباكك فوق في الأوضة مفيش حوليكي غير الآمان وضمة كف إيدي اللي مش هتسيبك من أول الحفلة لأخرها.
منحته نظرة ممتنة فأطبق أصابع يده الاخرى فوق يدها الممسكة بمرفق يده اليمنى مؤكدا 
_أنا جانبك ومش هتخلى عنك أبدا! 

لم تترك مايسان فريدة أبدا كانت الاخيرة تضمها بتوتر وكأنها تستمد امانها من ابنتها الكبرى تآلقت فريدة بفستان من الشيفون المحاط بدنتل من اللون الأبيض وشعرها كان ملموم بدبوس شكل على هيئة الطاووس يضم خصلاتها للخلف ها هي تجلس قبالته وتراقبه وهو يوقع على عقد الزواج بفرحة تتقافز من عينيه وحينما قدم لها الاوراق كانت مرتبكة وكأنها مرتها الأولى فبحثت عينيها عن أبناءها بتلقائية لتجد علي يهبط الدرج ومن خلفه شمس التي تخطته وهرولت لتكون جوار والدتها تخبرها ببسمة واسعة 
_مبروك يا مامي مبروك يا أنكل.
فرق أحمد ذراعيه لها فاتجهت لمقعده تنزوي بأحضانه بحب لم تشعر به مع أبيها التي لم تتذكره قط ابتسمت فريدة وهي تراقبهما وتحمست حينما انحنى لها علي يقبل كف يدها المتمسك بالقلم بارتباك وهمس لها 
_وقعي يا حبيبتي ده حقك وحبك اللي اتحرمتي منه طول السنين دي كلها.
أدمعت عينيها تأثرا من كلماته وكأنه كان يشعر بارتباكها وخۏفها فأتى يزيل عنها العوائق ابنها البار الذي يزيح عنها كل عائق يحبطها احتضنت فريدة أحمد بنظرة طويلة قبل أن تنحني للاوراق لتضع إسمها قبالة اسمه وحينها شعرت بأن رحلة فراقهما القاسې قد انتهت ولكن عڈابها هي هل سينتهي أيضا!
راقبت مايسان الدرج بلهفة كانت تود الذهاب لرؤيته منذ بداية الحفل عساه بحاجة لمساعدتها ولم يتمكن من الهبوط بمفرده ولكنها تخجل من لقائه بعدما حدث بالصباح ختمت ارتباكها المطول وشجعها وصول جمال ويوسف فوجدتها حجة تصعد لتخبره بوصول أصدقائه.
حملت طرف فستانها الأخضر بين يدها وأدلت بحجابها الأبيض للخلف ثم اتجهت للدرج تخطو درجاته صعودا فتخشبت قدميها على أول درجاته حينما وجدته بطريقه للهبوط وفور أن رآها بذلك الفستان الساحر حتى منحها ابتسامة ساحرة.
أخفضت عينيها تدريجيا لساقه التي تنساق للأسفل بتناغم وقوة فبرقت بعدم استيعاب خطى ليصبح قبالتها ببذلته الرماديه الشبيهة للون عينيه كان آنيقا مثلما إعتاد أن يكون ولكن دهشتها تلك المرة ليست لجاذبيته بل رؤيته يتحرك بقدميه هكذا.
أطلق صفيرا منخفض وهو يتفحصها 
_أيه الجمال ده كله يا ترى الساحرة الشريرة عارفة إن سندريلا هربت من الحكاية وخرجت لعمران الغرباوي المسكين
تجاهلت ما يقول وأفلتت سؤالها المنصدم 
_عمران إنت واقف إزاي 
اتسعت ابتسامته وغمز لها 
_زي ما أنا قادر أخطفك حالا وأهرب . بس للأسف ورايا وعد ولازم أوفي بيه.
وتركها منصدمة ثم كاد أن يتخطاها بهبوطه للأسفل فصعد لها مجددا يهمس جوار أذنها بالتحديد 
_لما هنتجمع بليل هحكيلك كل حاجة يا بيبي!
وتركها فارغة الفاه وهبط يستقبل أصدقائه بترحاب واسع فكان جمال أول من تحدث 
_ما أنت بتمشي على رجلك أهو وحلو أمال أيه الحوارات دي!!
ضحك وهو يعدل من جاكيته ببرود 
_مزاجي جابني كده حرام أتدلع عليكم يعني ولا أيه يا دكتور.
رمقه يوسف بنظرة ساخرة ثم استدار لزوجته يخبرها 
_صدقتي إنه وقح يا ليلى.
ضحكت وهي تشير له بتأكيد فصاح عمران بضيق 
_طيب ليه تسوء سمعتي يا دكتور بالذمة ده كلام!
تعالت الضحكات بينهم فقال جمال بنزق 
_لينا حوار في الدور التمثيلي ده بس دلوقتي قولي مين فيكم العريس إنت ولا دكتور علي ده أنت متشيك ولا كأن الليلة دي عشانك أنت!
رد عليه بعنجهية 
_دي الحقيقة فعلا يا حبيبي مفيش فرق بيني أنا وأخويا كفايا إني هغنيله بنفسي!
منحه يوسف نظرة تحمل الشك وأضاف هامسا لجمال 
_شكل كده عيادتي هتكون مستقرك إنت والحيوان ده الفترة الجاية يلا يمكن ربنا يكرم ابنك بعروسة مصرية بنت ناس راقية صحيح أبوها وقح بس اللي يهمك اسم العيلة.
تركت صبا وليلى وقفتهم الشبابية واقتربتا من شمس ومايسان وفطيمة فشكلوا حلقة دائرية تغتنم الضحكات بينما اقترب علي منهم ليرحب بهم بحرارة وفجأة وجد أحد العاملين يشير لعمران بأن كل شيء على ما يرام ووضع على رأسه سماعة تلتف لتصل جزئها على فمه بالتحديد ليتمكن من الحركة بمنتهى الحرية دون أن يمسك المايك بيده..
سحب مقعد خشبي من اللون الأسود سحبه متعمدا أن يجعل قدميه الخلفية تحتك بقاعدة المنصة مصدرة صوت جعل الجميع ينتبه له فوضعه بالمنتصف وجلس عليه يفرق قدميه بثقة وانطلق يردد بلهجة انجليزية مفهومة لاغلب الحاضرين 
_اليوم مميزا لوالدتي ولأخي ولي بشكل خاصأعتاد دوما على استغلال أخي الأكبر الدكتور عليلذا علي أنا هنا الآن أستغلك للمرة التي أفشل بمعرفة عددهالذا إن كنت لا تتذكر وعدي المسبق لك بأنني سأغني لك بيوم زفافك ها أنا أوفي بوعدي وأستغلك بنفس الوقت لإنني لا أرى بتلك اللحظة سوى زوجتي والآن فلنبدأ الحفل!
جحظت عينيها صدمة تفوق صدمة الجميع وأكثر ما يتردد لها هل عاد عمران للغناء مجددا ألم تكن تلك لفترة قصيرة قضاها بالجامعة وانتهى الأمر! ماذا سيغني لها الآن ولماذا تشعر بأن الخجل يكاد يقتنصها
ضحك علي وهمس لجمال ويوسف المنصدمان 
_ضيفوا على إنه وقح إنه مستغل وانتهازي بس للأسف صوته حلو!
وتابع بمزح 
_أنا زمان كسرتله الجيتار ومنعته من الغنى النهاردة بيستغلني عشان يكسب قلب مايا دماغه سم! 

انطلقت الموسيقى تغدو الحفل بأكمله ومازال يجلس محله على المقعد ثابتا كأنه على وشك خوض حربا طاحنة وليس يستعد للغناء قدمه فقط كان يتطرق أرضية المنصة باستمتاع لسماع النغمة التي تتحرر بانتظار أن يبدأ بانسجام أغنيته صوت حذائه وتناسق ضرباته كانت تزيد من وتيرة الأعين فانطلق صوته يردد وعينيه تتابع عينيها بتسلية
حاسس في بقلبي لهفة
عم تدفعني إني روح
اوميلا بإيدي وإعزمها
ع الرقصة وبسري بوح
رح قوي قلبي وما خاف
منو خسارة الاعتراف
ملاك منزل ع الأرض
بيستاهل كرمالو تبوح!
واستكمل ما يقول ببسمة واسعة قاصدا بها ما حدث بالصباح حينما رآها ترقص برفقة شقيقته
شو عملت فيي من لما
لفت ع خصرا هالشال
ترقص قدامي وتتغمى
وتتلفت يمين شمال!
وتهز بشعرا الحرير
ماتحمل قلبي الصغير
اي والله دوخني كتير
خصرا الميال
وتلقف الجيتار الذي منحه إياه أحد العاملين يطرق عليه وهو يصيح
أحلى صبية بشوفها
بعشق خجلها وخۏفها
عطيني ضلوعك اغمرا
وحط النقط عحروفها
هزي براسك وافقي
وتركي عليي يلي بقي
سموني ب الحب الشقي
والدنيا عندي ظروفها
براكين بقلبي خليتي
ېخرب بيتك شو سويتي
من السهرة دغري ع بيتي
جهزيلي حالك!!!
وتلك المرة أحاطتها رماديته تتعمد نطق الكلمات كأنه يقصد بها ويتعمد كل كلمة لها
عليكي عيون مدري كيف
صوتك حنانو مخيف
وغمز لها وهو يكمل 
صفي نيتك قصدي شريف
لاتشغلي بالك!!!
ترك مقعده ونهض يختطف يدها بين يده ويده الاخرى تتمسك بالجيتار دون استخدمه تلك المرة يواجهها وهو قريب منها
أحلى صبية بشوفها
بعشق خجلها وخۏفها
عطيني ضلوعك اغمرا
وحط النقط عحروفها
هزي براسك وافقي
وتركي عليي يلي بقي
سموني ب الحب الشقي
والدنيا عندي ظروفها
بحلم كفي عمري حدا
شو بحكي عن حمرة خدا
ولما بإيدا الغرة تردا
عيونا بينباسو
كل الحلا جاية منين
حفظتلا شاماتا وين
تقبرني رموش العينين
طوال بينقاسو!!
أحلى صبية بشوفها
بعشق خجلها وخۏفها
عطيني ضلوعك اغمرا
وحط

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات