الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الواحد والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

أخبرتها شمس بأنها ستشاركها وعادت لها بحجاب تعقده حول خصر مايسان بمرح 
_يلا بينا.
رمقتها بنظرة متوعدة وخاصة حينما رفعت من صوت الموسيقى وبدأت شمس تتمايل أمامها لتشجعها قائلة باستفزاز 
_فاطيما عايزة تشوف الرقص المصري وبعد فقرتنا هنقيم احنا الرقص المغربي المهم بلاش نوطي رأسنا قدام المغاربة! صح يا فاطيما
همس ذاك المتلصص بالأعلى 
_كده انت أختي مش محتاج أعمل DNA!
تعالت ضحكات فاطمة وأكدت لها 
_صح أنا مسبقش ليا إني شوفت الرقص المصري وعايزة أقيم بصراحة لإن شمس بحركتها البهلونية دي مضحكة!!
همس من الأعلى وهو يتابع بعينيه الشبيهة بالمنظار الدقيق 
_هنقيم مع بعض يا مرات أخويا يا غالية!
ابتسمت مايسان واستجابت ليد شمس التي تحركها بدلال ومع انسجام لحن الأغنية الشعبية تمايلت ببراعة جعلت فاطمة تصفق بيدها ببسمة متحمسة بينما شمس تحاول جاهدة تقليد حركات مايا ولكنها كانت تفشل فشلا ذريعا.
ابتلع عمران ريقه بصعوبة بالغة فمرر يده حول رقبته هامسا بخفوت 
_دي بوسي ملاك الرحمة!! الظاهر إني محتاج قلب صناعي فوق قلبي عشان يكون في متسع يحب ويدوب في الجمال ده!!!
واسترسل ورماديته لا تترك تلك التي تتحرك برشاقة وخفة 
_أتوب إزاي والفتنة دي ملاحقاني يارب!!
تمايلت ولسانها يردد انسجاما مع كلمات الاغنية فاتجهت لتجذب فطيمة عن الأريكة وحينذاك تراجع عمران عن الدرابزين وهو يغض بصره عنهن بالنهاية يراقب زوجتن وشقيقته التي تجعله يضحك ساخرا على ما تحاول فعله فتسلل لمسمعه صوت زوجة أخيه المعترضة 
_مش هعرف المنكير هيبوظ وشمس هتنزعل.
فعادت تجلس وهي تراقب ما يحدث وعاد هو يعتلي محله ليتأملها بنظرة عاشقة وهمس بفتور 
_وبعدهالك معايا يا بنت عثمان أنا قلبي خلاص حن وداب أعمل أيه بس عشان تميلي!!
واستطرد بسخط وابتسامته الخبيثة تنفرد 
_وماله ده حتى الليلة ليلتك يا عروسة!!
انتفضت عروقه حينما تسلل له صوت سيارة أخيه وبالطبع لاقترابهن من صوت السماعة لن يلاحظ أحدا قدوم عمه وأخيه لذا أسرع بالتدخل لن يرضيه ان يرأها أحدا دون حجابها وبذاك الموقف الذي سيجعل الډماء تنبغث من ورديه فطل بوجهة ملحوظة وهو يصيح بهن
_بعد إذن رئيسة شارع الهرم نلم الليلة عشان الرجالة وصلت بره والله كان نفسي أشاركم بالنقطة الخضرا الدولار بس لا مواخذة مش قادر أنزل تحت!
جحظت الأعين المسلطة عليه فركضت شمس تجاه المطبخ بينما حلت مايسان الحجاب من حول خصرها وغطت به وجهها عن عينيه فردد ساخرا وهو يتابع شمس التي كادت بالتعثر أكثر من مرةمدعيا انزعاجه الشديد في حين أنه كان يشاركهما الرقص بالأعلى 
_صبرك عليا يا أوزعة ده اللي بيعلمهولك في الجامعة يا بت ده انا حيلي اتهد عليكي بالمصاريف وكله بالأخضر.
ورفع صوته مجددا 
_كنت محتار أجبلك أيه في عيد ميلادك وخيالي البريء رايح إني أغيرلك عربيتك شكلي كده هجبلك بدلة رقص تطفشي بيها جوزك وترجعيلنا هنا تاني يا فقر!
كمن لها بما فيه النصيب وتبقت زوجته التي مازالت تختبئ خلف حجابها وتجلس جوار فاطمة التي احمر وجهها من فرط الضحك حتى كادت بالسقوط عن الاريكة فاتجهت نظراته تستحوذها مستكملا وابل سخريته.
_وانتي يا بوسي يا ملاك الرحمة بدل ما تخلي في قلبك شوية رحمة وتطلعي تبصي على جوزك المسكين المعاق تساعديه ينزل وتاخدي بيده بتنحرفي تحت! يا اختي انحرفي فوق مرة يمكن ربنا يسهلها ونجيب راقصات صغيرين أهو كانوا هيعملوا نمرة في فرح علي ويوجبوا مع عمهم!
فشلت فاطمة بالسيطرة على ضحكاتها فتسللت خلف شمس تجاه المطبخ لتحرر ضحكاتها كما تشاء مددت مايسان يدها تتحسس الاريكة فوجدتها فارغة رفعت الحجاب عن عينيها فوجدت فاطمة تهرول للداخل كادت أن تلحق بها فاوقفها صوته الصارم 
_استني هنا عندك اطلعي ساعديني أنزل مسمعتنيش!
على شفى أن تبكي الآن من فرط حرجها فاعدلت من حجابها وصعدت للاعلى بارتباك ساحق مد له يده بمكر فساندته وهي تتلاشى التطلع لعينيه فهمس لها بغمزة خبيثة 
_ما احنا طلعنا جامدين أهو أمال بتيجي عند جوزك الغلبان وتعملي قطة مغمضة ليه
رددت على استحياء
_والله ما أنا دي شمس اللي آآ... 
وابتلعت باقي كلماتها وهي تكاد ټدفن وجهها أرضا من الخجل فقال بمكر 
_مصدقك ما انا حاضر الحفلة من أولها!
ومال إليها يهمس بمرح
_والله لولا إني مش هقدر أستحمل حد يشوفك كده كنت فضلت واقف أتفرج باحترام بس هعمل أيه بغير والغيرة قاټلة عاشق وعشقك خلاني زي الغريق اللي بيتعلق بأي حاجة تديله أمل إنه ممكن في يوم يبقى سباح محترف ويواكب الموج حتى لوكان عالي وشرس!
احمر وجهها خجلا فسحبت يدها عنه واتجهت لغرفتها غير عابئة بندائه وادعائه بالتعب وعدم مقدرته على الهبوط فما أن تخفت عنه حتى استقام بوقفته الغير مريحة يراقب باب غرفتها وهو يهمس بخبث 
_إنت بتكلم نفسك!!
الټفت يراقب مصدر الصوت الرجولي فوجد أحمد يضيق بعينيه تجاهه بنظرة تشكك في قواه العقلية حافظ على ثبات قامته وأجلى حلقه 
_لأ ده أنا كان معايا مكالمة غرام وكان لازم أقوي الوصال بين قلبين بريئين.
تهدلت شفتيه السفلية بسخط 
_أممم.. وماله يا حبيبي قوي الوصال براحتك بس متخدش على المكالمات لإنها مبتأكلش عيش حاف.
وتركه واتجه لغرفته بينما يتابعه عمران بنظرات مغتاظة فرفع من صوته ليصل لأحمد الواشك على غلق الباب 
_وماله يا أبو حميد كلها كام ساعة وهنشوف ده أنا قايم بدري النهاردة علشان أجهز ال عشان أغنيتي اللي هغنيهالكم بليل وعدي لعلي لو فاكر.
جحظت عين أحمد وتوقف عن غلق بابه ثم عاد يهرول له 
_أغنية أيه دي
ابتسم الاخير وأردف بسخرية 
_بفكر أغنيلكم أغنية حمادة هلال بتاعت دي عيلة واطية وڼصابة تقوم فريدة هانم يجيلها ذبحة صدرية وسط معازيم الطبقة الآرستقراطية وتضيع مخططاتك ليلتك المنحرفة اللي بتتخطط ليها من يوم ما البنت وفقت عليك أصل محسوبك قاري العيون أوي وعيونك ڤضحاك يا عمنا!
كز على أسنانه بغيظ وأشار بحدة 
_شوف إنت رايح فين يا عمران ربنا يهديلك حالك وحالنا أنا خلاص يا ابني مش غاوي أجادلك تاني وأجيب لنفسي ۏجع الراس.
وتركه وغادر مجددا بينما اتجه الاخير للاسفل ببسمة مستمتعة. 

الساعات مضت وشرع الحفل على الابتداء وأخيرا انتهت شمس من وضع لمساتها الاخيرة على وجه فاطمة التي ارتدت القفطان الأبيض الفخم أما علي فارتدى بذلة سوداء كلاسيكية ومشط شعره الطويل للخلف بعدما ضمن وضع كمية من المثبت ليجعله خلفه لا يتهاوى على عينيه وأكمل ارتداء ساعته الآنيقة ثم نثر البرفيوم على كتفيه ورقبته وإتجه يطرق باب فاطمة حينما استلم رسالة من شمس على الواتساب تخبره بأنها انتهت من زينتها.
فتح شمس الباب فمنحها علي بسمة هادئة ثم مرر يده بين خصلات شعرها برفق كأنه يحيي طفلته المدللة فور رؤيتها ففتحت الباب على مصرعيه لتطل زوجته من أمامه بتلك الطالة الخاطفة التي سلبت عقله وجعلت وتيرة أنفاسه تتصاعد دون رأفة عليه أتجه إليها حتى بات قبالتها يردد باعجاب شديد 
_بسم الله ما شاء الله.
وتابع بمرح وببسمة جذابة للغاية  
_هو ربنا راضي عني لدرجة إنه يبعتلي واحدة من الحور العين في الدنيا!! 
سمحت لنفسها أن ټخطف نظرة سريعة إليه فسلب اهتمامها وجعلها لا تقوى عن خفض عينيها عنه اقترب علي منها وضم يده لصدره قائلا 
_اتاخرنا على الضيوف

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات