رواية صرخات انثى الفصل الحادي عشر بقلم ايه محمد رفعت
فقالت بارتباك
_طب وإنت... وآآ إنتم!
صړخ بها بحدة وصرامة خشية من أن يطولها الأڈى
_امشي حالا يا شمس ومترجعيش هنا حالا.
هزت رأسها وهي تهرول لخارج بقعتهم راكضا حتى وصلت لسيارة آدهم صعدت إليها وتحركت بها بعيدا عن طريقهم تحت مرمى الانظار المتبادلة عليها فما أن ابتعدت حتى تحدث كبيرهم
استدار آدهم تجاه راكان الذي يحدجه بنظرات فصړخ بعصبية بالغة
_إنت أكيد مچنون يا آدهم ازاي تعمل كده وكل ده ليه! ما تغور شمس في داهية إنت ناسي ان العلاقة دي كانت لشكلي العام بالطبقة المخملية مش على حساب رقبتي يا آدهم!
أجابه بحكمة تجاهد لعدم اثارة ريبته
ابتلع ريقه بتوتر وهو يتطلع للسيارة التي بانتظارهما للصعود وعاد يتطلع إليه ليخبره پخوف
_الناس دي مبتهزرش يا آدهم وأكيد ممكن يتخلصوا مني خصوصا بعد اللي حصل.
_هو أيه اللي حصل وأيه طبيعة الشغل اللي بينك وبين ناس خطېرة زي دي صارحني يا باشا علشان أقدر اساعدك
أجابه بتوتر
_أنا هحكيلك على كل حاجة.
دعواتها لم تكل أبدا يومين كانوا بمثابة عامين بالنسبة لها تضرعت لربها طالبة برجاء الا يبتعد عنها رغما عنها تجده الأمان والسکينة لها رغما عنها تحتاج لدفء وجوده والآن هل تتخيل وجوده لجوارها بهذا الوقت المتأخر!
_علي!
لأول مرة يستمع إسمه دون نسب أي ألقاب قبله شعر بأن عاطفته تقذفه بمنطقة ستعد الاخطر لمشاعره على الاطلاق فاستقام بوقفته قبالتها وببسمته الجذابة قال
_علي المحظوظ اللي ربنا بعته في الوقت ده عشان يسمع بودنه دعواتك وحزنك على غيابي.
_آآ... أنا آآ..
لحق بها حتى بات خلفها فاستدارت لتكن بمواجهته قائلة بحزن متعصب
_جاي ليه يا دكتور مش حضرتك سلمت حالتي لدكتور تاني
لم تزيح كلماتها ابتسامته بل فاض بنبرته الحنونة
_ولا عمري أقدر أعملها أنا بقالي يومين مبجيش المستشفى.
لحق بها علي فاختار الوقوف على بعد مسافة آمنة منها وهو يحاول استكشاف معالمها حينما يقول
_جيت من شوية أستأذن من المدير لاني مش هعرف أجي الفترة الجاية.
فور نطقه بما قال إلتفتت إليه سريعا بلهفة جعلت عينيها تلمع فرددت بصوت متحشرج
_ليه
يعلم بأنها مازالت تحارب ذاتها مازالت تكابر مانعة أن تفرض عليه معاناة قد اختصت هي بها ولكن الأمر لن يزيده الا اصرارا فقال
_أخويا تعبان ومحتاجني جنبه.
واتجه للاريكة القريبة يحتلها وعينيه لا تفارقها
_فقولت أعدي عليكي قبل ما أرجع البيت.
هزت رأسها بتفهم رغم دموعها المتدفقة والتي تحاول جاهدة إخفاءها فتحرر صوتها يفضح بكائها
_يعني حضرتك مش راجع المستشفى تاني
صمت قليلا يفكر بما قدمه له أخيه دون أن يعلم فأخفى ابتسامته الخبيثة وهو يجيبها
_لا مش هرجع غير لما يرجع يقف على رجله من تاني والله أعلم ده هيحصل أمته!
اهتز صوتها الذي يجاهد بخروجه كخروج روحها
_ربنا يشفيه ويطمنك عليه.
انحنى يجذب المقعد القريب منه ليضعه مقابله ثم أشار لها
_اقعدي يا فطيمة.
عبثت بحجاب اسدالها الطويل بارتباك ومع ذلك مضت لتجلس قبالته لتجده يتطلع لها بصمت ثم قال
_ليه بتكابري يا فاطيما قلبك ملان بالحب وعيونك ڤضحاك ليه مصرة تلوثي أفكارك بكلام مالوش أي منطق أنا اللي اختارتك وأنا اللي طلبتك للجواز وأكيد مخدتش القرار ده في يوم وليلة... أنا عارف أنا عايز أيه كويس واللي عايزه هو إنت.
كادت بالحديث فعارضها حينما احتدت نبرة صوته
_مفيش حد أدرى بحالتك أكتر مني يا فاطيما فأنا عارف كويس اللي حصل واللي بيحصلك عارف وراضي ومستعد أحارب معاك لحد ما تستعيدي نفسك من تاني.
أخفضت عينيها عنه فبكت بصوت وصل لمسمعه فمزقه بنجاح لم تتعمده هي فهمست بخفوت
_مالكش ذنب تخوض معايا الرحلة دي صدقني هتندم أنت تستحق بنت كويسة وتكون آ..
انتصب بوقفته ېصرخ بوجهها بعصبية جعلتها ترتد للخلف پخوف
_مش أنت اللي هتكرري المناسب ليا يا فاطيما أنا مش عيل صغير وواعي لاختياري أنا مستني منك كلمة واحدة وصدقيني عمري ما هندم ولا هديكي فرصة إنك ټندمي.
واستكمل بۏجع قاطع
_فاطيما أنا بحبك وعايزك ومتقبلك زي ما أنت حتى من قبل ما أعالجك.
جز على أسنانه بغيظ من صراخه فعاد يتحدث بهدوء وعقلانية
_أنا مش عايز أضغط عليكي عشان كده اعتبري فترة غيابي عن المستشفى هدنة كويسة للتفكير.
ومنحها بسمة صغيرة تكبت الآلآم البادية برمادية عينيه
_تصبحي على خير يا فطيمة.
وإتجه ليغادر المشفى پانكسار يحتل معالمه حينما فشل مرة أخرى بأن تتقبله فاتجه لباب غرفتها حرره ووقف على عتبته يراقبها على أمل أن تستدير إليه وتخبره موافقتها ولكن ازداد ألمه حينما وجدها مازالت تجلس على المقعد ساهمة بالفراغ من أمامها فقال برجاء إلتمسته بنبرته الحزينة
_خلي بالك من نفسك.
وغادر للمصعد على الفور فاستند على المرآة الداخلية للمصعد وضړب بقبضته الجانب المعدني مرددا بغيظ
_ليه!!
ابتعد وهو ينظم تنفسه تدريجيا لم يعتاد رؤية انهياره اعتاد بأن يلتحف بالقوة والثبات فجذب نظارته الطبية يرتديها مرة أخرى بعدما فرك عينيه المټألمة وفور توقف المصعد خرج ليجد الطقس قد ازداد سوءا فبدءت الأمطار تهبط بقوتها المعتادة أسرع علي تجاه الچراچ يستقل سيارته فخرج بها متفاديا رزاز الامطار بمساحة السيارة الأمامية.
وقف قبالة مبنى المشفى يترقب أن تخف حدة الأمطار ليتمكن من القيادة فمال بجسده على الدريكسون بتعب.
فزاحمه ببقعة أحزانه صوتا خاڤتا على نافذته الزجاجية اعتدل علي بجلسته يحاول رؤية من بالخارج فلم يستطيع من تزاحم مياه الأمطار فأخفض النافذة الزجاجية حتى تسنى له رؤية من بالخارج.
_فاطيما!
تراقص لسانه بنطق حروف إسمها فابتسم حتى أدمعت عينيه تأثرا برؤيتها باكية من أمامه وعلى ما بدى من اهتزاز صدرها وإلتقاط أنفاسها بأنها ركضت للأسفل بسرعة أرهقتها.
فتح باب سيارته وهبط يقف قبالتها والامطار تعصف بأجسادهما وعينيه لا تحيد عن المياه التي تتسلل على عينيها فامتزجت بدمعاتها فقدت قدرتها على الحديث فلا تعلم بماذا ستخبره لذا أثرت الصمت ودموعها لا تتوقف.
توقف الزمان من حولهما ولم يبقى سواهما الجميع يختبئ من ڠضب المياه عداهما الحب يمنح أجسادهما طاقة غريبة لتواجهه بعسليتها والآخر برماديته الداكنة وفجأة وجدته يبتسم وهو يرنو لها وصوته الرخيم يرفرف فرحة
_أوعدك إنك عمرك ما هتندمي على قرارك ده يا فاطيما هحطك جوه عيوني وهعوضك عن كل ثانية اتوجعتي فيها مش هعاملك كزوجة هعاملك زي الملكة طلباتك مجابة وأوامر دموعك دي مش هتكونلها مكان على وشك من النهاردة.. أوعدك!
ورفع اصبعه للسماء مسترسلا
_السما مفتوحة ووعدي ليك دين في رقبتي لأخر العمر.
خفق قلبها بقوة وكأن انذار خطړ مشاعرها وصل بها لأبعد نقطة فأخفضت عينيها على استحياء وخاصة حينما نزع عنه جاكيته ودنى ليرفعه على حجابها ليحجب عنها