الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الحادي عشر بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

تتمناه أن يكون خطيبها عوضا عن ذاك الجبان لذا أعادت اتجاه السيارة لتلحق بهم بحذر وها هي الآن تقف على بعد قريب من المكان الذي دلف إليه راكان وآدهم وهؤلاء الرجال ولا تعلم ما الذي ينبغي عليها فعله بالتحديد فجذبت هاتفها لتبلغ الشرطة بالأمر ولكنها تفاجئت بهاتفها نفذ شحنه وأصبح دون جدوى! 

قيدوه على المقعد البعيد عن مرمى اجتماعهم بينما جلس راكان على أحد المقاعد المقابلة لذاك الذي يرتشف من النبيذ الأحمر بتلذذ وكأنه لا يعنيه ارتكاب مثل تلك المحرمات فنفث دخانه غليونه باستمتاع يجوبه بنظراته تجاه ذاك الذي على وشك البكاء من فرط الخۏف فقال بسخرية 
_إن كانت تخشاني لتلك الدرجة لما قمت بتجاهل طلبي بلقائك بوقاحة! 
ابتلع راكان ريقه بصعوبة وهو يجاهد لخروج كلماته 
_سامحني سيدي خشيت أن تعاقبني على ما حدث بمصر. 
وأخذ يبرر لنفسه سريعا 
_أنا لا ذنب لي بما حدث هناك ظابط مصري يعبث خلفنا وينصب شباكه لنا. 
منحه نظرة قاټلة قبل أن يهدر بانفعال 
_هل نسيت ما وكلتك به أنت مسؤول عن توصيل تلك البضاعة من الميناء وبدالا من القيام بعملك تجلس وتخبرني ترهات ستجعلني أقتلك بيدي بأي لحظة. 
_لا سيدي أرجوك لا تفعلها أعدك بأنها لن تتكرر مجددا. 
تابعه بنظرة انتشاء فنفث دخانه بوجهه وهو يشير له ببرودة 
_حسنا سأمهلك فرصة أخيرة وإن فشلت سأنحر عنقك بنفسي! 
هز رأسه بعشوائية وكأنه لا يصدق بأنه وجد فرصة صريحة للبقاء على قيد الحياة فنهض ماريو عن مقعده تاركه مازال ينحني إليه ثم خطى لأخر القاعة ليقف قبالة آدهم المقيد على المقعد فابتسم بتسلية وهو يشير باستهانة 
_هل هذا الذي وكلته بحمايتك! أراه عاجزا عن حماية نفسه حتى! 
ضحك آدهم بصوته الرجولي مما جعل ابتسامة ماريو تتلاشى باستغراب وخاصة حينما قال 
_أنا الآن أحترم النقاش المتبادل بين رئيسي وبينك لذا أجلس هنا بهدوء وإن منحني الآذن حينها لن يروق لك الأمر! 
احتدت نظراته تجاهه وخاصة حينما قال باستهزاء 
_لست من النوعية التي تنحني لأحد بحياتها قط. 
تحرر صوته المتعصب مناديا 
_راكان. 
هرع إليه مرددت ورأسه ينحني في طاعة 
_سيدي. 
قال ساخرا ومازالت عينيه تراقب ذاك الشرس
_امنحه الآذن لنرى ما لديه وهو مقيدا هكذا! 
سحب نظرة محذرة تجاه آدهم الذي لم يراه من الاساس فمازال يناطح ذاك الواقف قبالته تاركا زر جاكيته يسجل بكاميرته الخفية وجهه جيدا للسلطات.
طال الصمت فصړخ ماريو بتعصب 
_هيا أمره بذلك الآن. 
تحرر صوته المرتجف قائلا لآدهم 
_ لك ذلك. 
أخرج رجاله وأحاطوا آدهم الواقف بثقة يتابع من أمامه بينما ردد كبير حرس ماريو بتوتر 
_احترس سيدي هذا الرجل خطېرا للغاية أسقط أربعة من رجالنا وكاد باستكمال فعلته وكأنه لم يفعل شيئا! 
ابتسم آدهم وردد باستهزاء 
_ايوه زي ما سمعت من أختك كده احترس عشان محزمش وسطك بطرحة! 
ضيق حاجبيه بعدم فهم 
_ماذا قال للتو 
ازداد توتر راكان وصاح به 
_آدهم مكانا اهدى! 
تجاهله للمرة الثانية وقام بترجمة ما قال 
_أخبرتك بأن تنتبه لنصيحة رجلك الشهم وتحترس ڠضبيوأنا أعدك الا أتركك وحيدا بقپرك الذي سأصنعه لك سأضع رجالك معك ليكونوا ونسا لك وحينها ستتذكر شهامة المصريين وكرمهم! 
ابتسم ماريو وهو يتابعه بإعجاب انقلب إليه بعدما كان متعصبا فدنى منه وهو يقف بنظرة ذات مغزى 
_اسمع يا فتى سأعقد معك صفقة لن تكرر مطلقا إن ت رجالي ستصبح الرجل الأقرب لي سأحيطك بالمال وكل ما تريد. 
جحظت أعين رجاله پصدمة مما يستمعون إليه حتى راكان نفسه.
اقترب آدهم المسافة المتبقية بينهما ليردد بنظرة تحدي 
_لست فتى أنا رجلا سيحرص أن يلقنك أنت ورجالك دروسا عن رجولة وشهامة العرب. 
واسترسل ببسمة ماكرة 
_أما عن عرضك السخي فأنا أقبل نصفه الأول لم أكن عبدا لصبيك حتى أصبح عبدا لك. 
وفور انتهائه من حديثه اشتبك معهم على الفور تاركا راكان يفتح فاهه صدمة بينما يراقبه ماريو ببسمة تسلية فدنى الاخير منه يهمس له 
_سيدي أرجوك أوقفه رجالك! 
قال بعدم مبالاة وهو يشعل غليونه 
_لا أريد رجالا ضعفاء أمثالهم. 
واستدار بوجهه إليه يخبره ببسمته 
_عليا الاعتراف إنك قمت باختيار الرجل الصحيح لحمايتك أيها الوغد! 

كانت تحيط الناس من حولها بنظرة مرتبكة بالرغم من أن المكان لم يكن بالمزدحم فحاولت اخفاء توترها بتناول الشاي الساخن الموضوع من أمامها تهربا من نظرات علي المبتسم إليها وفجأة تسلل لمسمعها صوت أنثوي يردد بحماس 
_علي. 
كانت فتاة على ما بدى لها بأوائل العشرين من عمرها ترتدي فستانا بسيطا من اللون الأسود فضفاض على حجابا من اللون الأزرق وجهها بشوش بقدر جعلها تبتسم وهي تراقبها.
اتجهت نظرات مايسان لها فتساءلت باهتمام 
_دي فاطمة صح 
أجابها علي ببسمة حب لمن تقف قبالتهما 
_ناديها فطيمة.
قدمت يدها في دعوة ترحاب لها 
_كان نفسي أتعرف عليكي من زمان يا فاطيما أنا مايسان. 
هزت رأسها وهي لا تجيد اجابتها من شدة ارتباكها فأشار لها علي
_مايسان تبقى بنت خالتي ومرات أخويا الصغير يا فطيمة. 
تحرر صوتها أخيرا 
_أهلا بيك. 
سحبت المقعد المجاور لها وجلست جوارها تخبرها بلطف 
_ما شاء الله قمر أنا قولت كده بردو إن مش أي بنت توقع دكتور علي. 
تعالت ضحكاته الرجولية لتصل كلماته لها 
_أيوه ادخلي علينا بحواراتك ده اللي بأخده منك. 
واستطرد بجدية 
_قوليلي يا مايا ماما سألتك راحه فين 
ردت عليه ببسمة فخر 
_محدش شافني وأنا جاية غير أنكل أحمد. 
عبثت معالمه ضيقامتسائلا 
_وعمران! 
أكدت له باشارة رأسها فقال بتذمر 
_مكنش ينفع تنزلي بالوقت ده من غير ما تستأذنيه يا مايا! 
راقبت فطيمة حوارهما باهتمام فاجابته مايسان 
_كان نايم يا علي وإنت عارف إنه مكنش بيعرف ينام بالمستشفى فمحبتش أقلقه لكن لما هرجع ان شاء الله هقوله . 
أماء برأسه وسألها بجدية 
_جبتي المفتاح 
أخرجته من حقيبة يدها قائلة 
_عيب يا دوك ودي حاجة تتنسي!
وقف علي يشير لهم وهو يضع مبلغا من المال على الطاولة 
_طيب يلا نتحرك لإن الوقت أتاخر. 
أمسكت مايسان يد فطيمة وخطت جوارها تتهامسان بصوت منخفض بينما صعد علي بمقعد القيادة يترقب صعودهم بالخلف ليتحرك بهم للمبنى بينما يهاتف مدير المشفى لأمر فطيمة حتى لا تحول المشفى للهلاك ظنا من إنها هربت منها فأخبره بأنه سيتزوج بها وسيقوم بعلاجها بنفسه فلم يواجه صعوبات بذلك لتكفله أمرها كاملا بأمر من مراد زيدان شخصيا. 

راقب رجاله الملقون أرضا ببسمة شيطانية مخيفة ورفع حدقتيه له يحاول استمالته للمرة الأخيرة 
_متأكدا من رفضك للعمل معي. 
\_هتيجي معايا ولا هتخليك مع فرقع لوز ده. 
رفع راكان عينيه لسيده فسأله بتوتر 
_سأغادر يا سيدي هل من أمرا أخر 
تركهما واتجه لمكتبه فجلس باسترخاء قائلا 
_دعه يغادر بمفرده ولتبقى هنا أريدك بأمر هام لا أريد لأحد سماعه غيرك. 
حدجهما آدهم بسخرية لحقت نبرته 
_وكأنني أهتم!! 
وغادر وهو يستطرد لراكان 
_هبعتلك فؤاد ياخدك أو يمكن فرقع لوز اللي جنبك ده يوصلك لإن تقريبا رجالته بح! 
وغادر وابتسامة المكر تحيط به تعلم أن يسبق عدوه بخطوة فتوقع أن يطالبه ماريو بالمغادرة لينقاش أمر الشحنة القادمة مع راكان بمفردهما لذا كان

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات