رواية صرخات انثى الفصل الحادي عشر بقلم ايه محمد رفعت
المياه التي أغرقت اسدال صلاتها الرقيق فتحرك بها حتى وصل لمقعد السيارة الجانبي إليه.
لعقت شفتيها وهي توزع نظراتها بينه وبين السيارة بتوتر لا تعلم ماذا ستفعل
مازالت تشعر بالريبة من البقاء برفقة أي بشړ يحمل جنس ذكر وبالرغم من الأمان الذي يتسرب لها بوجود علي ولكن لم يتخطى تلك الدرجة التي تهيأها للصعود برفقته بالسيارة والذهاب لمكان سيجمعهما بالتأكيد!
_متخافيش احنا هنخرج من هنا على أقرب مطعم هنتكلم وهناك هتقابلي حد من العيلة كان نفسها تشوفك أوي.
بالرغم من الفضول الذي انتباها لمعرفة هذا الشخص الا أنها اكتفت بهزة رأسها وصعدت للمقعد يكفيها عشرتها الطويلة له علي لن ېغدر بها أبدا ليس كباقي الرجال المستذئبون هكذا طمنت ذاتها حتى هدأت تماما.
سعدت للغاية لسماعها هذا الخبر المفرح فقالت بسعادة
_ربنا يفرح قلبك يا علي انت طيب وتستاهل كل خير أنا هلبس وهجيلك حالا وهجبلك مفتاح شقة بابا تقعد فيه لحد ما تشوف هتعمل أيه مع فريدة هانم.
_والله أنا لولا حالة عمران كنت جيت قعدت معاها بنفسي..
استمعت لما قال وأغلقت مايسان الهاتف بسعادة فاستدارت لتجده مازال غافلا فخرجت لغرفتها واتجهت للخزانة تجذب ملابسها وترتديها مسرعة وقبل أن تهبط للأسفل اتجهت بحرج لاحد الغرف فطرقت على بابها وترقبت أن يفتح بابها.
فتح أحمد الباب وهو يجاهد لفتح عينيه بنوم فردد بلهفة
أشارت له تطمنه
_كويس الحمد لله أنا بعتذر أني أزعجت حضرتك بس جالي مشوار مهم ولازم أنزل وقلقانه أسيبه لوحده لو ممكن حضرتك تبقى تبص عليه.
أغلق مئزره جيدا وخرج يغلق باب غرفته مرددا بقلق
_مشوار في الوقت المتأخر ده!
أجابته سريعا وهي تتفحص ساعة يدها
_الساعة 11 مش متأخر أوي.
_أنا مش هتأخر وهرجع مع علي.
هز رأسه بهدوء فلم يريد أن يتطفل لمشوارها الذي لم تخبره عنه وتوجه لغرفة عمران قائلا ببسمته الهادئة
_روحي مشوارك وأنا هنام جنبه النهاردة.
منحته بسمة مشرقة وهي ترد عليه
_شكرا يا عمي.. عن إذنك.
أشار لها بنفس ابتسامته وولج لغرفة عمران ليتمدد جوار بتعب ينتابه لعدم راحته بعد رحلة سفره المرهقة من مصر لانجلترا.
مازالت تحاول الوصول لابنتها فالوقت تأخر للغاية ولم تعد بعد ألقت فريدة الهاتف من يدها پغضب وصفقت يد بالأخرى وهي تردد بغيظ
_أتاخرت ليه لحد دلوقتي!
وزفرت بضيق وهي تحاول تخمين سبب تأخيرها الغريب فاتجهت لغرفة علي عساه يتمكن من الاتصال بها أو براكان فتفاجئت بالظلام يبتلع الغرفة حتى فراشه كان مرتبا بطريقة أوحت لها بأنه مازال بالخارج فلم تجد السبيل سوى اللجوء لابنه الاصغر.
اتجهت فريدة لغرفة ابنها فولجت للداخل بعدما فعلت أنارة الغرفة كادت بايقاظه ولكنه توقفت محلها پصدمة حينما وجدته يتمدد جوار إبنها ارتبكت بوقفتها وتراجعت بضعة خطوات للخلف كأنها تود الهروب للخارج لتحجب عينيها عن التطلع لملامحه الوسيمة انتظام أنفاسه وهدوئه الشديد تود أن تكتم صدى صوت قلبها الذي يود القفز عن أضلعها.
لوهلة تخيلته زوجها ومن جوار ابنهما! ولكن الحقيقة حتما موجعة وأكثر ما ألمها طوال تلك السنوات وراثة ابنائها الشباب لون العين الرمادي بالرغم من أن زوجها لم يكن كذلك فكلما ردد أحد أمامها بأنهم يحملون نفس لون عين عمهم كانت تشتعل ڠضبا كانت أحيانا لا ترغب بتأمل علي وعمران فكلما رأتهم تذكرته قبالتها!
ابتلعت فريدة ريقها واستعادت ثباتها فوقفت أمام المرآة تتأكد من انهدام مئزرها الذي يخفي بيجامة نومها الخفيفة جيدا حتى إن استيقظ جراء ايقاظها لعمران تكون محتشمة أمامه.
واتجهت تهز صدر ابنها منادية بخفة
_عمران.
تململ بمنامته على هزة يدها الخاڤتة همهم بانزعاج
_ممم...
رفعت من صوتها قليلا
_فوق يا عمران.
فتح أحمد عينيه ليتفاجئ بها تحاول إيقاظ عمران فجلس باستقامة قائلا بنوم
_فريدة! في حاجة ولا أيه
تحاشت التطلع إليه وقالت بنبرة واجمة
_مفيش شمس كانت مع خطيبها واتاخرت بالرجوع هخلي عمران يتصل بيه ويشوف اتاخروا ليه
راقب برودتها بالتعامل معه بهدوء وقال بضيق وهو يراقب عودتها لتحريك عمران
_طيب براحة على الولد أنا هصحيه.
وبالفعل ناداه أحمد برفق حتى استجاب إليه فعاونه على الجلوس بوضع وسادة خلفه فردد باستغراب
_عمي حضرتك كنت جنبي!! أمال فين مايا أنا قبل ما أنام كانت جنبي هنا!
بدى مرتبكا لا يعلم ماذا يخبره فقال بتلعثم
_هتلاقيها في أوضتها!
ردت فريدة بقلق
_لا مش في أوضتها أنا لسه جاية من عندها.
انتفض عمران بفزع
_مش معقول تكون سابتني كده وهربت على مصر زي ما كانت عايزة تعمل قبل كده!!
حينما تطور الأمر قال نافيا
_لا يا عمران هي آآ...
تطلعت إليه لتهاتفه بحدة
_مخبي أيه يا أحمد!
زفر بضيق لحق نبرته
_بصراحة مايا جتلي وقالتلي أخد بالي من عمران لانها عندها مشوار مهم.
نهضت عن الفراش تصيح پغضب
_مشوار مهم فين بالوقت ده!
أجابها بهدوء
_معرفش بس قالتلي هرجع مع علي!
_هو في أيه بالبيت ده شمس لسه مرجعتش لغاية دلوقتي ومايا محدش عارف راحت فين وازاي هترجع مع علي وعلي مرجعش البيت لحد دلوقتي!!
اعتدل عمران بجلسته بصعوبة وهو يتساءل بدهشة
_شمس مرجعتش لسه!
أكدت له وهي تستعيد مطلبها الرئيسي
_اتصل براكان واساله لانه مش بيرد عليا وتليفون شمس مقفول.
والتقطت أنفاسها پعنف وهي تستطرد
_أنا هيجرالي حاجة.
نهض أحمد واتجه أليها پخوف
_طيب اهدي بس مفيش حاجة هتتحل بشدة أعصابك دي.
وأشار لعمران قائلا
_اتصل الأول براكان وبعد كده نشوف مايا.
هز رأسه وجذب هاتفه يحاول الوصول لراكان وبالرغم من رنين هاتفه الا أنه لم يجيبه من الاساس فأعاد الاتصال به وحينما لم يجيبه اتصل بآدهم ولكن دون جدوى فألقى الهاتف جواره وهو يردد پغضب
_مبيردش لا هو ولا الحارس بتاعه.
تجرد عنها ثباتها الصارم وصاحت بړعب
_يعني أيه بنتي راحت فين!!
رد عليها أحمد وهو يجذب مئزره الشتوي على الفراش يرتديه
_أنا هروح لراكان البيت أشوف في أيه وهبقى أبلغكم.
وتركهما وهرول للخارج فلحقت به فريدة تجيبه بتوتر شملها
_أنا كمان هغير هدومي وهجي معاك.
أجابها بعدما وصل لغرفته
_مفيش داعي يا فريدة خليكي انتي جنب عمران وأنا لو وصلت لشيء هبلغك.
هزت رأسها بهدوء وقالت برجاء
_بسرعة يا أحمد من فضلك قلبي هيقف من الخۏف عليها.
إلتفت إليها وقد ألمته كلماتها فقال تلقائيا
_سلامة قلبك.
ارتبكت للغاية فتنحنحت وهي تشير على باب غرفة ابنها
_آآ... هشوف عمران.
أومأ برأسه ببسمة جذابة فأغلق الباب من خلفها وشرع بتبديل ملابسه ليغادر سريعا.
انتابها عڈاب من چحيم فأجج لها ضميرها صورا مقبضة لما سيحدث وخاصة بعد تضحية آدهم ليفديها من مۏتة كانت واشيكة في حين ذاك الاحمق كان يختبئ خوفا على ذاته ولتكن صادقة لم يعنيها أمره كثيرا بل كانت تتمنى لو تخلصوا منه.
خۏفها كان ينبع تجاه ذاك الحارس بطل أحداث قصتها التي يسترسلها القلم كلما تلاقت به منذ بداية ظهوره بحياتها وهو ملاكها الحارس كل موقف احتاجت المساعدة كان هو أول من قدم لها العون لدرجة جعلتها