رواية صرخات انثى الفصل الحادي عشر بقلم ايه محمد رفعت
الأسراع حينما تصنع انحناء جسده ليجذب جاكيته الملقي أرضا وقام بزرعة جهاز التصنت بمعدن الطاولة القريبة منه.
أطلق صفيرا مستمتعا وهو يرتدي جاكيته ويحرك كتفيه بانتشاء فخرج من المبنى يبحث بعينيه عن وسيلة مواصلات تعاونه على العودة لفيلا راكان حيث يقطن وإذ فجأة يعلو صوتا يناديه كان سهلا بالتعارف عليه
_آدهم.
_شمس إنت بتعملي أيه هنا أنا مش طلبت منك ترجعي البيت!
انهمرت دمعاتها المعاكسة للابتسامة الواسعة على شفتيها فسألته بلهفة وكأنها لم تستمع لاسئلته
راقبها بدهشة فتابعت بحيرة مما ستخبره به بتشتت
_أنا مقدرتش أمشي فمشيت وراكم وفضلت هنا مش عارفة أعمل أيه
ورفعت هاتفها إليه كأنها تشكو له
_حتى موبيلي فصل شحن معرفتش أكلم الشرطة ولا أعمل أي حاجة.
منحها ابتسامة تعمقت داخلها وقال بصوته الرخيم
_ممكن تهدي طيب.
وتابع وعينيه تشير على المبنى المجاور له
زوت حاجبها لتتمرد بعصبية شبيهة للجنون
_ما يولع الجبان القذر.. مستخبي شبه الستات وسايبهم يخطفوني وهو مش همه غير نفسه وبس.
راق له تعصبها وبالرغم من قراءته لمشاعرها بوضوح الا أنه ادعى الفضيلة
_طيب راجعه تاني ومعرضة نفسك للخطړ ليه وهو مش فارق معاكي!
ألقت شمس مفاتيح السيارة إليه وقالت پغضب وهي تبتعد عنه
_أنا غلطانه إني رجعت عشان خاېفة عليك خد مفاتيحك أهي أنا ماشية.
_طب استني طيب هوصلك الحتة هنا غريبة عنك.
اكملت طريقها دون أن تستدير إليه
_مالكش دعوة بيا ارجع للباشا بتاعك.
راقبها آدهم ببسمة جذابة فصعد لسيارته وقادها حتى بات يقودها بنفس مستوى خطاها فقال وهو يراقب الطريق بحذر
_شمس بطلي جنان وإركبي.
_خلينا نتكلم من فضلك.
رفضت الانصياع إليه فزفر بنفاذ صبر وقاد السيارة ليكسر الطريق من أمامها ففتح الباب المجاور لها مهددا إياها بصرامة
_هتركبي ولا أنزل أشيلك وأدخلك العربية بالعافية.
بللت شفتيها بلعابها وهي تتفحص الطريق المظلم من حولها پخوف وبالنهاية انصاعت إليه وولجت للسيارة تجلس جواره فابتسم وعاد للقيادة بصمت.
كظمت ڠضبها بصعوبة تود البقاء ساكنة أطول فترة ممكنة ومازال الأخير يراقبها ببسمة تسلية فقال
_اتكلمي باللي عايزة تقوليه بدل ما يجرالك حاجة من الغيظ اللي جواك ده!
اتجهت بجسدها إليه وقالت بتوتر
_آدهم أنا بقيت متأكدة إن راكان ده شمال وخصوصا بعد اللي حصل النهاردة.
ترك مراقبة الطريق وتطلع إليها
_أنا حذرتك قبل كده وقولتلك إبعدي عنه.
تجهمت معالمها وفاهت
_ماما مش مقتنعة غير إنه شخص مناسب ليا وأنا بحاول أقنعها بس أعتقد بعد اللي حصل النهاردة ده هتغير رأيها.
ترقب لوهلة قبل أن يخبرها
_مفيش داعي يا شمس متقوليش حاجة قريب جدا والدتك هتقتنع جدا لإن راكان هيكون انتهى خلاص.
زوت حاجبيها باستغراب
_تقصد أيه
وبدى عقلها يعمل سريعا فرددت
!
قهقه ضاحكا وأضاف مازحا
_لو إنت بتكرهيه أوي كده عيوني هخلص عليه.
شملها الحزن والألمفقالت باصرار وڠضب ثائر
_نزلني وقف العربية.
وزع نظراته بينها وبين الطريق
_أيه اللي حصل بس!
صړخت پعنف وكادت بفتح باب السيارة وهو ينطلق بسرعته القصوى
_بقولك وقف العربية والا هحدف نفسي.
أمسك راسخها وثبته جيدا ويده الاخرى تهدأ من سرعته قائلا
_طيب طيب اهدي هركن على جنب.
وبالفعل هدأت سرعة السيارة حتى وقفت تماما فاستدارت تجاهه تخبره قبل هبوطها
_أنا هتوقع أيه منك ما أنت بتشتغل معاه يعني أكيد إنت شبهه في كل شيء.
وهبطت لتجده يسرع خلفها فسد طريقها وهو يقول
_أنا مش شبهه ولا عمري هكون شبهه يا شمس.
ارتبكت من قربه منها فتراجعت للخلف وهي تردد بخفوت
_من فضلك سبني أمشي أنا مبقتش قادرة لكل ده الظاهر إني كنت غلط لما قبلت بالخطوبة دي وغلطت لتاني مرة لما حبيتك.
ابتسم ومازال يدنو منها ليوقفها عن الهرب للطريق فقال
_غلطي فعلا بس حبك ليا مكنش غلطة.
ابتلعت ريقها بارتباك فتراجعت بظهرها للخلف وهي تهز رأسها برفض
_لا غلطة وغلطة كبيرة كمان إنت مچرم زيك زيه يا آدهم.
وبتوتر قالت
_آآ.. أنا شوفتك وإنت بتضربهم پالنار إنت انسان مش طبيعي... آآ.. أنت مچرم.
قالت كلماتها الاخيرة وكادت بالركض فجذبها بقوة جعلتها تصطدم بالسيارة من خلفها لتنحول نظراتها إليه بهلع جعلته يعيد خصلاته المتمردة للخلف پغضب فسيطر بصعوبة على أعصابه وهو يراها تتأمله پخوف ويدها تحتضن حقيبتها فهمس لها
_شمس أنا ظابط مش مچرم.
برقت بعينيها بدهشة فتابع قائلا
_أنا هنا عشان أقبض على راكان الكلب واللي وراه وإني أكشف هويتي الحقيقية لحد دي ليها عقۏبة وبالرغم من كده ارتكبتها عشان مشوفش النظرة دي في عيونك.
وإتجه يفتح باب سيارته بهدوء رغم سخرية نبرته
_هتركبي ولا أطلعلك جواز سفري عشان تتأكدي!
تطلعت له پصدمة وتحركت بآلية تامة للمقعد مجددا فصعد جوارها يقود والڠضب لخېانة مهام عمله يجوب على معالمه من لم يستطيع كشفه أتت تلك الفتاة وفعلتها!!
شعرت شمس بأنه على وشك الانفجار بأي لحظة وبالرغم من ذلك لم تتراجع عن سؤاله
_هو راكان بيتأجر في أيه
منحها نظرة خاطفة قبل أن يعود لتأمل طريقه صامتا من جديد فعادت تسأله
زفر بنفاذ صبر فلكم المقبض وهو يصيح
_يا بنتي اتقي الله متعودتش أسرب أسرار الشغل دي كده خېانة!
منعت تلك الابتسامة من السطوع وقالت ببراءة مصطنعة
_متخفش سرك جوه بير مدفون ملهوش قرار أنا حتى مش هحكي لمامي على اللي حصل لحد ما تقبض عليه وتخلصني منه.
ابتسم رغما عنه ولزم صمته حتى منتصف الطريق خطڤ نظرة إليها فوجدها تكتف ساعديها أمام صدرها بحزن جعله يقول
_راكان بيهرب لمصر أدوية فاسدة.
جحظت عينيها صدمة فاستطرد پألم تشعر به بنبرته لأول مرة
_أنا موجود هنا بانجلترا مخصوص عشان أقبض عليه وعلى اللي وراه مع إن ده مش تخصصي بس زي ما تقولي كده له عندي تار ومش هيبرد غير وأنا شايفهم راكعين تحت رجليا.
انجرفت بجلستها تجاهه وازدردت ريقها بصعوبة بالغة وهي تقول
اڼفجر ضاحكا وهو ينفي تهمتها مردفا
_لا أنا مش مرتبط متقلقيش انتي أول واحدة قلبي ارتبط بيها.
احمر وجهها خجلا فحاولت أن تقلب مسار الحديث فقالت بحيرة
_طب تار أيه
سيطر الحزن على معالمه وبدى كأنه على وشك البكاء ولكنه تماسك وهو يحرر جملته
_أمي يا شمس.... ماټت بسبب جرعة الانسولين المغشوش اللي أخدته.
أدمعت عينيها تأثرا فبكت وهي تراقب تعصب يده على حركة مقود السيارة وأنفاسه التي تصل لمسمعها فقالت پحقد
_طيب ومستني أيه ما تقبض عليه.
ابتسم ساخرا
_مش بالبساطة دي راكان ما هو الا كلب بيتحرك باشارتهم اللي وراه هما اللي تاري وتار بلدي معاهم..
واسترسل بوعيد
_بس خلاص هانت وأمسك الاوراق اللي راكان مخبياها ووقتها هكشفهم كلهم.
رمشت بحيرة وتساءلت
_يعني طول الفترة دي كلها معرفتش تاخد الاوراق دي.
أجابها