الأربعاء 08 يناير 2025

رواية وبالحب اهتديت الفصل الثاني بقلم سلمي خالد ابراهيم

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

لأن الكشف أكد أن اللي كانت بتسوق العربية مكنتش متحكمة فيها خالص المهم فاطمة دلوقتي فاقدة جزء من الذاكرة عقلها مش قادر يستوعب إنها كانت السبب في مۏته وعشان كده قرر يحذف الجزء اللي فيه أحمد من أول لما ظهر في حياتها لحد الآن أنا هبعتلك رقم دكتورة نفسية تتابعي معاها بس من غير ما فاطمة تعرف لأن واضح أن لو افتكرت هيحصلها انتكاسه ومضاعفات ومش هنعرف نسيطر عليها 
اومأت يقين بإيجابية في حين وجه الطبيب حديثه لناهد التي تذرف دموعها بصمت
_ مدام ناهد أنا هكتب تقرير بحالة فاطمة وهتدفعوا كفالة ليها وهتخرج من القضية دي والأفضل تاخديها وتسافروا لأي مكان بعيد عشان تريح اعصابها قبل ما تدخل في فترة العلاج 
نظرت له ناهد بأعين حمراء تردف بصوت مبحوح
_ حاضر 
غادر الطبيب كي يكتب تقريرا بحالة فاطمة وتنتهي تلك القضية بكفالة ستدفعها للحكومة بينما ذهبت معه ناهد لإنهاء باقي الاجراءات في حين بقت يقين مع شقيقتها بالغرفة تمسك كفها قائلة بحزن
_ حصل ايه بس وقت الحاډثة يوصلك للحالة دي!!
سار بعكازه في خطوات بطيئة لا يزال يحاول الاعتياد عليه فتكمن الصعوبة في الاعتياد على الچرح وليس الچرح نفسه ويكمن الچرح فيما من هو سبب في هذا الچرح وليس بما فعله الچرح فالاعتياد والمسبب للألآم هما أصعب وجهان يمكن رؤيتهما 
وقف غفران أمام تلك البركة الكبيرة من الماء فلابد من أن يسير بجانبه وهو غير قادر على ذلك سيقع أرضا أن فعلها استمع لصوت أحد الرجال العابرين بالقرية
_أساعدك يا غفران بيه!
نظر له غفران بأعين جعله يرتد للخلف يردد بنبرة قاسېة حادة
_ ومن امتى بعوز مساعدة من حد خليك في حالك واخفى من وشي حالا 
هرول الرجل مختفيا من أمام هذا الصقر الجريح ليعود غفران متأملا تلك البركة ثم قرر أن يسير بها فلن يسمح بوقوعه على الأرض تلوث نصف بنطاله من الطين وحذاؤه ممتلأ بالمياه ولكن تجاوز تلك البركة بصعوبة أغمض عينيه پألم من التشنجات التي اصابت قدمه ثم قرر الرحيل إلى المنزل سريعا كي لا يراه أحد ضاغطا على قدمه بقوة وبالفعل وصل إلى منزله يصعد للغرفة دون أن يدع فرصة للحديث مع أحد أغلق باب غرفته ورمى هذا العكاز بقوة يتقدم بتلك العرجة الواضحة نحو المرآة يتطلع لشكله فوجهه متصبب عرقا يعتريه التعب ملابسه التي اتسخت من الطين والماء انفاسه التي يحاول أخذها بعد تلك الحالة الانفعالية الشديدة التي يمر بها أمسك غفران بتلك الفازة الموجودة على السراحة ثم ألقها بقوة على المرآة صارخا بقوة يخرج انفعالاته تلتمع عينيه بالدموع ولكن سرعان ما اختفت تلك الدموع يمنعه كبريائه من النزول وحل مكانها ظلام حالك مخيف يعلن أن أول فتاة ستقع بين برثن هذا الۏحش سوف يقضى عليها 
انطلق إلى المرحاض يبدل ملابسه يستمع لصوت طرقات والده وأخيه الصغير خلف باب غرفته المغلق ابدل ملابس وألقى الأخرى بسلة المهملات لا يريد تذكر ما حدث معه اليوم ثم انطلق نحو الباب يسير فوق الزجاج المكسور لينغرس بقدمه بقوة 
لا يعلم أ هو ينتقم من ذاته لأنه أحبها أم لماذا! فتح الباب وعاد مجددا بخطى تزداد عرجتها بسبب انغرس الزجاج بها جلس على الفراش يفرد قدماه على السرير وجسده بالكامل في حين دلف خليل وعامر ينظران پصدمة للزجاج المتناثرة على الأرض والمرآة المکسورة قاطع صدمتهم صوت غفران يردد ببرود
_ خلي حد ينضف الأزاز

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات