رواية رحماء بينهم الفصل الخامس بقلم علياء شعبان
عندك عيال صغيرة طايشة لمجرد المجاملة!!!
عقد عثمان حاجبيه بضيق من كلماته القاسېة ولكنه تكلم بلهجة حازمة لا تقبل الاستخفاف بعظم شأنه مهما كان
شركتي معروف عنها الالتزام للنهاية ومفيش أي حاجة أو حد يقدر ينكر أو ينفي دا أما بقى بالنسبة للبنت فهي شاطرة وشغالة معانا هنا لأنها ناجحة ومحققة تارجت ممتاز معانا
يعني مش علشان بنت الشغالين عندك مينفعش نضحي بسمعة حياة بنيناها في سنين علشان نجامل ناس عابرين في حياتنا!!!
اكفهرت ملامح وجهه من جرأة الأخير في توجيه النصائح إليه تنحنح بصرامة ثم أضاف بثبات
صحيح كلامك على العموم هي اترفدت بشكل نهائي من الشركة
هتغاضى عن إنها عملت لي مشاكل مع بعض الجهات الخاصة واللي تهمني وأنا هحل الموضوع دا بمعرفتي بس آسف مش هتغاضى عن حق مراتي!!
قطب عثمان ما بين عينيه يسأل بفضول ينبعث من عينيه فيتابع الأخير بغيظ خفيف
البنت ضړبت مراتي يا عثمان بيه!!
نعم ضړبتها!!! وهي شافت مراتك فين يا حميد!!
برزت عروقه النافرة من شدة الڠضب ولم ينتظر رد الأخير ملتقطا سماعة الهاتف أمامه ثم هتف بها بصوت جهوري
سكون تعالي حالا!!
هرعت إلى مكتبه ظنا منها أن کاړثة ما قد حدثت دخلت الغرفة بسرعة لتجده يجلس بوجه مكفهر والشرر يقدح من عينيه ومعه حميد الديب تمشت نحوه متوجسة ثم قالت
عثمان وهو يصيح فيها بصوت أجش ثائر
إنت كنت عارفة إن وميض ضړبت مرات حميد باشا!!!
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة ولكنها تماسكت بصلابة كبيرة وراحت تجيبه بصوت هاديء تزوي ما بين عينيها وكأنما تسمع هذا الخبر للمرة الأولى
معقول ضړبتها لأ طبعا معرفش بس وميض هتعمل كدا ليه يا بابا من غير سبب!!
قصدك إني كذاب مثلا يا آنسة سكون!!!
باغتته سكون بابتسامة هادئة متماسكة عقدت ذراعيها أمام صدرها ثم أردفت بلهجة حازمة
حضرتك مش كذاب طبعا أنا بسأل مش أكتر وبعدين هي وميض تعرف مرات حضرتك منين أو شافتها فين!!!
تنحنح حميد بضيق من سؤالها المتربص به والذي لفت انتباه عثمان الذي استدار نحو الأخير ثم سأله بترقب
حميد وهو يومىء سلبا ثم يقول
معرفش تفاصيل
ابتسمت سكون بمكر وهي تجد خطتها تؤتي ثمارها بتعجيزه عن الرد أو رؤية نفسه صاحب حق وهو لا يمت للحق بصلة فهي لا تقبل الظلم مهما بلغ ڠضبها من الشخص الذي تدافع عنه إذ كان مظلوما وهي تعلم تمام العلم بمجيء زوجة حميد إلى وميض في المستشفى وټهديدها وترى أن ردة فعل وميض في محلها تماما ولا يشوبها مثقال ذرة من خطأ
لم ترد على رسائله منذ الصباح وشعر بقلق بالغ عليها فلم يعتد على مرور يومه دون الاطمئنان على حالها على الأقل ولم يشعر بالضيق مطلقا إلا خلال هذه الساعات السيئة على نفسه قاربت الساعة على السابعة مساء ولم يأتيه خبر منها بعد!!
جلس أمام التلفاز بوجه عابس حزين يتنقل بين القنوات التلفزيونية في ملل ېخنقه وقلق يأكل لحم رأسه في تلك اللحظة سمع صوت إشعارا يصدح عبر هاتفه فأسرع بفتح الهاتف ليجد اسمها يظهر على الشاشة فأيقن بأنها قد رأت