الأربعاء 08 يناير 2025

رواية رحماء بينهم الفصل الخامس بقلم علياء شعبان

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

وبالمناسبة السعيدة دي وإن القمر كبر سنة فكان لازم هديته تليق وتفرح كرشه بحبك يا صديقتي الومضاء الرائعة 
أسرعت باحتضان الرسالة في غمرة من سعادتها ثم نهضت من مكانها فورا وتحركت صوب دولابها أخرجت منه صندوقها العزيز الذي تخبئ داخله كل أشيائها الجميلة والقريبة على قلبها جذبته للخارج ثم جلست مقرفصة بالأرض وراحت تفتحه بحماس كل مرة تجلس فيها نفس الجلسة وتعبث بمحتوياته في حب نظرت داخله ببهجة ثم دفنت كفها داخله وأخرجت أول أشيائها حبا وقد كانت دمية مخيطة بالقماش أخبرتها والدتها بأنها صنعتها لها في صغرها كي تتخذ منها صديقة وقد كانت تكف عن البكاء كلما أمسكتها بين يديها نظرت إلى الدمية بحب وفير استحقه والديها كذلك والدها الذي استغنى عن قمصانه الجميلة من أجل تنفيذ دمية جميلة لها!!
قبلت الدمية ثم وضعتها جانبا وراحت تلتقط هذه الميدالية التي تذكرها باسمها القديم فقد كانت على شكل فص من ثمرة الأترج مكتوب عليها أول حرف من ذلك الاسم تلك الثمرة التي لم تكن لتعلم عنها شيئا لو لم تسمى على اسمها لم تكن تكره الاسم ولم تحبه أيضا أرادت أن تتخلص من تنمر صديقاتها على اسمها خلال مسيرة تعليمها فأصرت في النهاية على تغييره رغم حزن والدها الشديد منها ومقاطعتها لأسابيع مبررا أنه الذي اختاره لها 
ذكرتها الميدالية بذكريات كثيرة وقت أن طلبت منها والدتها أن تجمع كل أشيائها القديمة وتتخلص منهم مبررة أن هذه الأشياء تذكرها بذلك الاسم إلا أنها رفضت قطعيا هذا الاقتراح وقررت جمعهم في صندوق تفرغه من حين لآخر من أجل استعادة الذكريات وشعورها بدفء الماضي 
وميض إنت مش هتاكلي من التورتة!!!
دخلت سهير الغرفة فجأة فالتفتت الأخيرة لها ثم تابعت بابتسامة عريضة 
كنت قاعدة بتفرج على ألعابي وأنا صغيرة تعرفي إني بحب العروسة دي أوي!!! 
تجهم وجه سهير ولكنها جاهدت أن تبدو صفحة وجهها طبيعية تنحنحت بغيظ خفي ثم تقدمت منها وقالت بصوت ثابت 
هي حلوة بس إنت كبرتي على الكلام دا اقفلي بقى الصندوق دا وخلينا نقعد شوية مع بعض 
أومأت وميض بهدوء ثم تناولت قلادة صديقتها ووضعتها داخل الصندوق وأبقت الفستان بالخارج حملته مرة أخرى حتى وضعته في مكانه ثم أردفت بصوت مرتفع حماسي 
أديني شيلت الصندوق بس لازم أخرج حالا يا دوب أجهز علشان عندي مقابلة شغل 
اتسعت عينا سهير ثم تساءلت دهشة 
إنت لحقتي تسيبي الشغل لما تبدأي في غيره!!!
وميض بابتسامة ثابتة عنيدة 
أمال عايزاني أقعد أبكي على الأطلال يا ماما دي واحدة زميلتي من الجورنال قالت لي على اسم شركة كويسة أوي عايزة موظفين في كل الأقسام ولما بحثت على موقع الشركة عرفت بالصدفة إن التقديم النهاردة الساعة خمسة يعني يادوب ألحق ألبس وأنزل ادعي لي يا سوسو يا قمر 
انقضت عليها ثم قبلتها بمشاكسة ابتسمت سهير ابتسامة صغيرة ثم أردفت بصوت خاڤت 
ماشي يا وميض ربنا يوفقك يا بنتي في كل خطوة 
أهلا أهلا يا حميد اقعد يا راجل!!
أردف عثمان مرحبا بالأخير في حفاوة كبيرة سلم حميد عليه ثم جلس على الكرسي المقابل لذراعه الأيمن تنحنح حميد بخشونة وقد بدت علامات الضيق على وجهه بوضوح وتمكن عثمان دون حذق أو نباهة من معرفة سبب مجيئه إلى الشركة دون موعد حتى!!!
تنهد حميد ثم أردف بنفاد صبر 
أنا عارف عن شركتك الالتزام وعارف إنك رجل أعمال ذكي بس مكنتش أتخيل إنك بتشغل

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات