الأربعاء 08 يناير 2025

رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل الرابع بقلم سمية رشاد

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

ماذا عليها أن تفعل تبدلت نظراته المتسلية بمظهرها إلى أخرى حنون وهو يسألها برفق
لما لم تخبريني أنك تشعرين بالجوع فالبراد يكاد يطرد الطعام خارجه من كثرة امتلائه 
ارتبكت بخجل شديد وهي ټلعن معدتها التي أجبرتها على القيام فما الذي كان سيحدث إن لم تأكل فهذا المعتاد مع عقاپ أبيها المتكرر 
أشفق قلبه على ما تمر به تحت عينيه فقال مقترحا لعله يزيل واحدا من عشرات الحواجز التي تقف بين قلوبهما
ما رأيك بأن نقوم بتسخينه لنا سويا! فأنا الآخر أشعر بالجوع 
هزت رأسها سريعا مستجيبة بطاعة وكأنها إن رفضت اقتراحه سيقتلها في الحال فابتسم إليها ونهض واقفا وهو يعلم أن موافقتها ليست حبا لرفقته وإنما هي خشية من شيء لا يعلمه فتأملته بدهشة من وقوفه ليسير إلى المطبخ قائلا 
هيا اسبقيني إلى المطبخ
امتثلت لأمره فالتفتت عائدة مرة أخرى ليسير خلفها وعيناه لا تبتعد عن خصلات شعرها التي تتطاير بضيق كلما خطت بقدمها لا يعلم ماذا أحل به بشعر بذاته كالمراهقين الذين يتصيدون الفرص للنظر إلى الفتيات فعلى الرغم من أن خصلاتها لم تتصف بالنعومة الشديدة ولا السواد الحالك بل هي خصلات عادية ليست ناعمة بقوة وليست بالخشنة أيضا بل هي شيء بين هذا وذاك إلا أنها استحوذت على كامل إعجابه بلونها البني القاتم هذا الذي لم تغادره القتامة سوى بأطرافه التي يبدأ لونها بالتفتح حتى صار بهذا الجمال الذي أخذ عقله كان يعتقد أن الشعر الناعم فقط هو ما يثير إعجاب الآخرين إلا أن هذا الشعور الذي يراوده جعله يؤمن حقا بأن الله يضع لكل شخص ما يناسبه ويظهر جماله الخاص التفتت عيناه إلى عبائتها البيتية الملتصقة ببدنها بطريقة ملائمة له وكأنها صنعت لجسدها خصيصا ابتسم عقله بمرح وهو يتذكر الخالة عايدة التي وكلها بشراء جميع الملابس التي ستحتاجها ولم تقصر المرأة أبدا بل وكأنها كانت تصطحبها معها لتأتي الملابس على قياسها لهذه الدرجة ليتمتم بصوت لم يسمعه سواه
مرة واحدة رأتها وهي مريضة فعلمت بها قياسها بهذه الدرجة آة منك يا خالة 
وقفت أمام رخام المطبخ الأسود صامته ليفيق هو من غيبوبة الإعجاب التي سقط بداخلها ويشير إلى البراد قائلا
انظري إلى ما بداخل الثلاجة وأخري الأنواع التي تفضلينها فأنا أحب جميع ما به لأن الخالة صنعت الأصناف التي أحبها فاختار أنت ما يلائم ذوقك 
أومأت بإيجاب وعيناها تبحث عن البراد الذي هو بالفعل خلفها ليعقد حاجبيه باستعجاب قبل أن يصدح صوته سائلا 
على ماذا تبحثين
قالت بحيرة وبعض الارتباك يعتريها
البراد أين هو
انظري خلفك
التفتت إلى هذا الشيء الأسود الضخم ذو المقبضين لتنظر إليه بتساؤل فتقدم منها فاتحا إياه ثم أشار إلى محتوياته بكفه قائلا 
هيا خذي ما تريدين 
تقدمت منه بانبهار وهي تنظر إلى داخل البراد ذاك الشيء الذي كانت تعتقده خزانه منذ دلفت إلى المطبخ وزعت أنظارها داخل البراد الواسع لتنظر إلى الفواكه الخضروات الطازجة أكواب العصير قطع الشيكولاته التي خطفت عقلها حتى العلب البلاستيكية المصفوفة بعناية جعلت شفتاها تنفتحان على وسعهما
شعرت بالواقف بجوارها والذي كانت قد نسيت وجوده ليعود إليها الارتباك مرة أخرى لتخرج أول الأشياء التي قابلتها وتضعها على الطاولة بخطوات متعثرة 
تحرك هو الآخر بعدما أغلق أبواب البراد التي تركتها وجلس على أحد المقاعد خلف الطاولة مستمتعا بمراقبتها
فتح الغطاء الأول في محاولة منه لمساعدتها فوقفت هي أمام الموقد تجهل كيفية تشغيله 
شعر بتوترها

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات