رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل الرابع بقلم سمية رشاد
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
فاقترب من الفرن الكهربائي الصغير قائلا
هذا الشيء يسمى بالميكرويڤ ويسهل علينا تشغيله بل هو ممتاز في تسخين الطعام فهذه مهمته فما رأيك باستخدامه بدلا من الموقد
أومأت إليه بإيجاب وهي تنظر إلى الفرن الكهربائي بعجز فتبسم بحنان قبل أن يقترب منها ويلتقط كفها لترتجف خوفا بقوة وهي التي ظنته سيعاقبها لعدم قدرتها على استخدام الأجهزة الحديثة إلا أنه خالف توقعها وهو يجلسها على أحد المقاعد ليقول بعدما قبل جبينها بهدوء بعثر كيانها
توردت وجنتيها بقوة فالټفت متصنعا البراءة ليفتح الفرن الكهربائي بخفة لتمكنه من استخدامه فهو كثيرا ما كان يستخدم مثله لصنع الطعام له ولأبيه فتابعته وهي تشعر بالخجل من مغازلته بعدما كان الخزي يتملك منها لعدم قدرتها على فعل شيء ولكن كلمة واحدة منه أبدلت مشاعرها
حمام وجمبري! علام تشيرين يا ابنة الشيخ مسعود
حقا لم أكن أعلم ما بداخلهما ثم أننا مازلنا في وقت الفجر وهذه الأشياء غير مناسبة لنتناولها في وقت كهذا من الممكن أن نبحث عن شيء آخر
أومأ بإيجاب وهو يحاول السيطرة على ضحكاته التي كادت تصدح من فرط براءتها ثم أخذ العلب ووضعها في البراد واختار هو الأشياء المناسبة من الجبن بأنواعها والمربى وأشياء كهذه
انتبه لخجلها الذي منعها من تناول الطعام فأخذ قطعة من الخبز وأضاف إليها قطعة من الجبن التركي ورفع يده أمام فمها في محاولة منه لإطعامها
فتحت عيناها على وسعهما بعدما صعقتها فعلته وفتحت فمها ليس لتناول الطعام من يده بل من فرط صډمتها لترتفع ضحكاته بشدة على مظهرها هذا ثم الټفت لتناول طعامه وكأن لم يفعل شيء
تناول طعامه بصمت وعيناه تختطف النظرات بين الفينة والأخرى بينما هي حاولت جاهدة تناول بعض الطعام كي لا يكرر فعلته
نظر إلى أثرها بابتسامة شاردة بينما قلبه يشعر بالسعادة العارمة هو يعلم أن تصرفاته هذه مبالغ بها مع إنسانة لم يرها سابقا سوى مرة واحدة ولكنه يتعمد كل ما يفعل حتى تعتاد عليه سريعا فهذا ما وصل إليه عقله بعد تفكير طويل بالليلة السابقة أن يعاملها بأريحية شديدة ولكن عليه أن ينتبه كي لا يثير خۏفها منه وهو الآن يشعر بأن خطاه تسير وفق ما أراد
تنفست الصعداء بعدما أغلقت باب الغرفة عليها تشعر بنبضات قلبها تتسارع من تلك الأحداث الغريبة التي تمر بها
وهذا الرجل الذي يشعرها بمشاعر تراودها للمرة الأولى بل هو الرجل الأول الذي تتعامل معه أحقا التعامل مع الرجال صعب يرهق القلوب هكذا أم أن هذا الرجل وحده هو ما يثير جنون قلبها
كادت أن تجلس على الفراش كما فعلت عندما دخلت إلى الغرفة للمرة الأولى إلا أن عيناها توقفت على تلك المرآة الكبيرة والأشياء المصفوفة أمامها تنقلت عيناها بين أدوات التزيين لتنظر إلى الصور المرفقة بظهرها لتعلم ما هي إلا أن ملامحها سرعان ما تبدلت إلى الاندهاش الشديد وهي تكتشف أنها أدوات تزيين تنقلت أعينها بين الأدوات وعقلها يفكر في ذاك الرجل الذي يدعي الالتزام ويحضر لها أشياء محرمة كهذه فكيف له أن يأت بهذه الأشياء المحرمة ويضعها على الملأ هكذا فهي بالمرة الوحيدة التي وضعت بها من أحمر الشفاة أشبعها والدها عقاپا وڠضب بشدة فكيف لهذا أن يأتي لها بهذه الأشياء
استمر عقلها في التفكير به بطريقة سيئة بل وأساءت الظن به كلما نظرت لهذه الأدوات دون أن تكلف عقلها ذاك أن والدها هو من ظل يسكب الجهل في عقلها حتى بات ممتلأ بالكثير من المعلومات الخاطئة والتي لن يعاني منها سواها هي وذلك الجالس بالخارج يفكر بالطرق التي يستطيع بها إذهاب الړعب عن قلبها