الأربعاء 08 يناير 2025

رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل الرابع بقلم سمية رشاد

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

تقبل وضع رأسي بجوارك اذهب إليها وإن أردت شيئا فأنا بهذه الغرفة 
أنهى كلماته مشيرا إلى غرفة أخرى فنهضت سريعا متجهة إلى غرفتها بينما هو نظر إلى أثرها بعقل شارد وقلب تتصارع نبضاته پعنف ليذهب عقله إلى كلمات شقيقها الذي أوصاه بها حينما انفرد به عندما ذهب لأخذها رنت كلمات شقيقها في أذنه ليرددها هو بطء وكأنه يستوعبها
أوصيك بشقيقتي خيرا يا شيخ رغم ثقتي بك ولكن أريد أن أخبرك عنها شيئا أشياء كثيرة حرمها أبي في بيتنا عليها كالخروج من البيت ووضع الزينة أمام محارمها بل كان يفرض عليها عقاپا قاسېا كلما فعلت شيء حرمه هو ولم يحرمه الله فارفق بشقيقتي وتخلى بالصبر وكن لها عونا وانتشلها من قيعان الظلام التي ألقاها فيها والدي
تركه محمد مستأذنا بعدما سمع لنداء والده الحاد لينظر عثمان إلى أثره پصدمة محاولا تشرب كلماته التي قڈفها الآخر على مسامعه وذهب كأن لم يفعل شيء 
فاق من شروده ثم نهض متجها إلى غرفته وهو يقنع عقله أن الطريق إلى قلبها مازال طويلا ليتوقف قليلا قبل إغلاقه لباب غرفته ناظرا إلى باب غرفتها وابتسامة رائعة تزين شفتيه 
بفجر اليوم التالي 
نهض عثمان من فراشه وهو الذي لم يذق النوم لكثرة التفكير بها وكيف يزيل عن عقلها ذاك الغبار الذي نثره والدها عليه
ارتدى عباءته البيضاء التي كان يرتديها بالأمس فحتما لن يطرق الباب عليها بوقت كهذا لأخذ أي ثياب من الخزانة التي قد رصتها بها الخالة عايدة فإن كانت كلماته طمئنتها قليلا كما بدى على وجهها إلا أن طرقته لن تفعل سوى زرع الرهبة على أرض قلبها التي هي بالفعل أينعت فوقها بعض من ثمارها فلن يزيدها هو بفعلته 
أغلق الباب خلفه بخفوت ولكن تلك الجالسة على الفراش لم يفوتها خروجه فهي الأخرى قد جافاها النوم على الرغم من الفراش الوثير الذي لم تكن تعلم أن هناك من هو مثله بالبلدة إلا أن تغيير المكان جعلها لم تعتد النوم به بعد وخاصة مع تفكيرها الذي يؤرق مضجعها وخاصة بذاك الذي وضع كلماته على تلك الحروق التي كانت تؤلم روحها فأطابتها سريعا بل ولم يدع لها أثرا وكأنها لم تكن 
شعرت بالجوع يقرص معدتها بسبب عدم تناولها للطعام منذ عدة أيام لشدة خۏفها من هذا اليوم ولكن زجرت معدتها بقوة إلا أن زجرها لم يدم قليلا فلم تمض عدة دقائق إلا وكانت واقفة بمطبخ البيت الواسع الحديث وتتجول بأنحائه تبحث عن شيء تأكله 
وقعت عيناها على البراد الأسود الكبير ثلاجة ذو المقبضين إلا أنها لم تتوصل أبدا أنه براد فهذا بعيد كل البعد عن الأبيض القديم الذي كان ببيتهم فالتفتت بنظرها إلى المنضدة المصفوف حولها الأربعة مقاعد الصغيرة وسرعان ما لمعت عيناها وهي تقع على طبق الفاكهة الكبير لتهرول إليه وتحمل ثمرة من التفاح الأحمر الكبير وأخرى من الموز ولم تنس أن تأخذ كأسا من الماء ثم تسرع مغادرة قبل أن يلتقطها بالجرم المشهود 
ابتسمت بنجاح حينما وصلت إلى باب الغرفة دون أن يأتي من الخارج إلا أن ابتسامتها لم تدم وهي ترى ذاك الجالس على المقعد المقابل لغرفتها وابتسامته ترتسم باتساع كبير!!
شهقت پخوف حقيقي وهي التي لم تكن تتوقع أبدا أن يكون أتى بهذه السرعة بل اعتقدت أنه يمضي ساعات بالخارج بعد الصلاة كما كان يفعل أبيها وشقيقها 
وزعت نظراتها الحائرة بينه وبين الفاكهة في يدها ولا تعلم

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات