رواية انشود الاقدار الفصل الثالث بقلم نورهان ال عشري
بصوتا أجش
كفايه دموع بقي و بصيلي ..
أنهى كلماته وهو يضع أنامله أسفل ذقنها ليرفع رأسها إليه و قد كانت الغرفة مظلمة إلا من شعاع نور بسيط لم يفلح في إبراز مظاهر الألم و البكاء علي وجهها ولكنه شعر بها فقام بتفريق قبلاته بين عينيها في إعتذار صامت اختتمه قائلا بشجب
لازم تعرفي اني عمري ما هفرط فيك أبدا..
متكذبش عليا يا ياسين ... انت عمرك ما هتتراجع عن اللي في دماغك. و لو نفذته تبقي بتنفذ فيا حكم الإعدام .
يعلم مقدار صدق كلماتها و قد آلمته حتي انفطر قلبه فتابعت بتوسل لم يعهده منها مسبقا
وحياة اغلي حاجه عندك متعملش فيا كده .. انا عارفه انه غلط وغلطه كبير بس في سليم في النص و لا هو ولا سالم هيسيبوا حق جنة انا واثقة ..
ياسين ..
زفر بقوة و قال مرغما
حاضر يا حلا ..
مرت حوافر الانتظار علي قلبها الذي كان يرتعب كلما ازدادت أصوات القتال في الخارج فمن فرط صخبها ظنت أنها ستبقي عالقه هنا للأبد ولكن بعد مرور وقت لا تعلم ماهيته توقف إطلاق الڼار فجأة و قد جعلها ذلك تشعر بالسوء فقد شعرت بإقتراب أقدام من باب غرفة المكتب و قد كان يشير هذا الي أمرين أولهما أن اولئك المسلحين قضوا علي الحراسة في الخارج و جاء دورهم أو العكس وهنا همست بقلب مړتعب
دعاء سيدنا يونس وهو في جوف الحوت لطالما كان هذا نداء استغاثتها ما أن تقع في مأزق ولم يرد ندائها يوما فبعد لحظات جاءهم الغيث حين شعرت بباب الغرفة يفتح و صوته المحبب الي قلبها وخاصة في هذه اللحظة
فرح ..
اندفعت من أسفل المكتب بلهفة فإذا به تراه أمامها فتساقطت عبراتها كتعبير عن الخلاص و قادتها قدماها لتهرول اليه وهي تصرخ بانفعال
التقطتها يديه ليقوم بغرسها داخل أحضانه غير مصدق أنها بين يديه سالمه.. فكان طوق ذراعيه حولها مؤلما لعظامها التي بدأت تئن تحت سطوة عناقه الضاري فهمست پألم
سالم .. بالراحة
كان هذا العناق تعبيرا منه عن خوفه و شوقه و عشقه فلم يكن يفلح في صياغه الكلمات لوصف ما يعتمل بداخله ولكن افعاله كانت تتولي هذه المهمه فلم يكن يشعر بقوته التي لم تحتملها ليأتي همسها المټألم كتحذير جعله يتركها علي الفور وهو يقول بلهفه
قال جملته الأخيرة ويديه تتفاحصان جسدها بلهفه تجلت في نبرته التي لم تعهدها منه فاقتربت تحتوي وجهه بين كفوفها بحب انساب من بين شفتيها
ماتخفش يا حبيبي انا كويسه ..
لم تروي كلماتها ظمأة
سما أنت كويسه
تلاحقت ضربات قلبها من اقترابه منها بتلك الطريقة والتي كانت المرة الأولي التي يأخذها بين ذراعيه فتورد خداها بقوة أسرت جميع حواسه حين ابتعد ليطمئن عليها فامتدت يديه تبعد خصلات شعرها الي ما خلف أذنها وهو يقول بخفوت
ايه يا عم الكسوف دا كله دا حضڼ يعني . اومال لو بوستك هتعملي ايه
شهقت بخجل و تراجعت للخلف فإذا به يري سالم الذي كان يعطيه ظهره ففطن