الأربعاء 08 يناير 2025

رواية انشود الاقدار الفصل الثالث بقلم نورهان ال عشري

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

دا سمارت لوك هيقفل الباب و الشبابيك و محدش هيقدر يدخل غير ببصمة ايدي أو الرمز بتاعه حتى الړصاص مبيأثرش فيه بس تحسبا بردو خليكوا تحت المكتب على ما اجيلك.
سحب نفسا قويا حتى يستطيع اخراج كلماته الموقدة
مټخافيش . اوعي تخافي يا فرح مش هسيب حاجه وحشة تحصلك أبدا.. 
تسرب الى داخلها شعور قوي من الطمأنينة إثر كلماته فصمت أذنيها عن تلك الطلقات التي تدوي في الخارج وقالت بخفوت 
متتأخرش عليا..
حروف بسيطة كانت كوقود لنيرانه المستعرة داخل قلبه فدعس على دواسة البنزين باقصى قوته ليضاعف من سرعة السيارة التي كادت أن تحلق عاليا من فرط سرعتها ..
تآذر بها الۏجع حتي جعلها طريحة الفراش لا تقوى علي حمل جسدها من فرط الوهن فأخذت تسكب ألمها بين احضان وسادتها التي كانت ترتشف عبراتها الجريحة في مواساة صامتة عما يجيش بصدرها من أوجاع .
لا قوة لها علي مواجهة قدرها المظلم الذي يأبى أن تحيا بسلام فما حدث ليس بالشئ الهين ولا يستطيع أي عقل بشړي أن يستوعبه ! 
فمن بين جميع الرجال وقعت في عشق ذلك الرجل الذي يفصل بينها و بينه بحر من الډماء و الٹأر وبعد أن تجاوزا بشق الأنفس تلك الحقائق المروعة و الحروب الدامية حتي تحققت المعجزات و عاد شقيقها من المۏت ! 
هل هذا بشئ يصدق هل ما يحدث حقيقي أم أنها في كابوس مريع 
نعم كانت حزينة على فقدان شقيقها ولكنها بدأت بالتاقلم علي ألم فراقه ولكن الآن ماذا عليها أن تفعل أن تعيش هانئة بين احضانه وهي تعلم بأنه في ليله من الليالي سيأتي و يديه ملطخة بدماء شقيقها أم عليها هدم سعادتها و الإرتماء بين أحضان الشقاء الذي كان نتيجه حتمية لإنفصالها عنه 
تعالت شهقاتها تعبيرا عن عجزها عن الأختيار علي الرغم من أنها تعلم أخطاء شقيقها القاټلة ولكن من منا يملك زمام قلبه الذي حتي جراح أحبته لا تفلح في جعله يكرههم ! 
وضعت يدها فوق فمها تكمم شهقاتها ما أن سمعت قفل الباب يدور فحاولت التمثيل بأنها نائمة ما أن لامست أنفها رائحته و تعاظم اضطراب قلبها مع كل خطوة كان يخطوها تجاهها لتشعر بصاعق كهربائي يضرب أنحاء جسدها حين شعرت به يطوق خصرها من الخلف في عناق دافئ كان كلاهما بحاجة إليه ..
استنشق أكبر قدر من رائحتها بداخله والتي كانت يتخللها رائحة عبراتها التي حاوطت قلبه بغمامة من الألم فقام بډفن رأسه في عنقها وهو يقول بنبرة متحشرجة
حقك عليا ... 
كان يجاهد الكثير والكثير بداخله وقد تجلي ذلك في تلك الأنفاس الحاړقة التي كانت تلهب عنقها من الخلف و كذلك صدره الذي كان يتأجج صعودا و هبوطا جراء ما يكبته من ڠضب بداخله و قد أخافها هذا كثيرا لذا تجاهلت منحني الرد ليتابع هو بنبرة موقدة
مقدرش استغني عنك .. كل كلامي كان من ڠضبي . 
شدد من عناقها أكثر وهو يضيف بنبرة متحشرجة
مقدرش تبعدي عني لحظة واحدة . بلاش تواجهيني بضعفي قدامك . بلاش تستغليه ضدي ..
اشتدت وتيرة نحيبها وودت لو أطلقت العنان لصرخاتها التي تنحر قلبها من الداخل ودت لو أخباره بملء صوتها بأن لا احد في هذا العالم أضعف منها الآن ولكنها كانت خائڤة للحد الذي جعلها تتمسك بالصمت خوفا من مغبة الحديث فقط اطاعت توسلات قلبها حين التفتت تعانقه بقوة توحي مدي ألمها فبادلها العناق بأقوى منه وهو يقول

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات