السبت 28 ديسمبر 2024

رواية لخبطيطا الفصل الخامس بقلم عبد الرحمن الرداد

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

صعب لكن تخيل كدا الماضي والحاضر والمستقبل في دايرة وانت ماشي في الدايرة دي هتعدي الاول على الماضي وبعدين الحاضر وبعدين المستقبل وبعدين هترجع تاني للماضي معنى كدا إنك بمجرد ما توصل لنهاية المستقبل بتوصل للماضي تاني لكن ده بيتم على كوكبنا إحنا فقط مش كوكبكم لأن الكوكب بتاعكم ليه حسابات تانية محدش فاهمها وبكدا أقدر أقولك اني مسافر عبر الزمن ها تحب تعرف مستقبلك أيه يا فاشل!
رمقه پغضب واقترب منه خطوة وهو يقول
أولا أنا مش فاشل ثانيا أنت قولت النظرية بتاعتك دي مش بتتم على أرضي وده معناه إنك مش عارف مستقبلي
ضحك بصوت مرتفع قبل أن يجيبه
فعلا صحيح أنا مستحيل أعرف مستقبل أي حد على الكوكب ده لكن أعرف مستقبلك أنت بس بالتحديد متسألنيش ازاي لأني اعرفك من زمان اينعم مش أنت اللي بتبدأ الدايرة بس أنت اهم جزء فيها ها تحب تعرف مستقبلك اللي كله فشل أنت حتى هتكتب رواية تسميها لخبطيطا وتحكي كل اللي بيحصل بالتفصيل من البداية للنهاية والنهاية دي هتكتشف فيها الحقيقة الرواية هتفشل زي غيرها ومحدش هيصدق اللي بتكتبه لأنه خيال بالنسبة ليهم والخيال عمره ما يتحقق هتكتب رواية اسمها مالديتو وبردو هتفشل لأنها ...
وقبل أن يكمل سرده للمستقبل صاح فيه پغضب شديد قائلا
متكملش مش عايز أعرف حاجة أنا فعلا كنت ناوي اكتب عن اللي بيحصل ده وكنت محتار في الاسم واسم لخبطيطا ده مش مفهوم وغريب الصراحة وعلشان ده ميحصلش لو فعلا مستقبلي فأنا مش هكتب الرواية دي نهائي
ابتسم وقال بثقة كبيرة
هتكتب الرواية وهتنشرها وهتفتكر وقت ما تنزل الفصل اللي فيه حوارنا ده هيبقى الفصل الخامس بالتحديد
رمقه بنظرة غير راضية وتحدث پغضب شديد
الدايرة مش هتكمل غير بيا وأنا مش هكملها عايز تقتلني اقټلني بس معتقدش إنك هتعمل كدا علشان أنا مهم جدا علشان خطت دي تنجح مش هكتب رواية ولا هعمل أي حاجة أقولك على حاجة! أنا هعتزل الكتابة نهائي وهكمل حياتي عادي
ابتسم رماد ونظر إلى المكان من حوله قبل أن يقول
ده بيبقى الرد في كل الازمنة هتكمل الدايرة ومش ڠصب عنك هتكملها بنفسك وأنت مش واخد بالك هوضحلك بمثال يعني مثلا واحد عرف انه ھيموت في المستقبل عن طريق حاډثة عربية فقال إنه في اليوم ده مش هيخرج من البيت
خالص وعلشان كدا وهو شايل مياة مغلية في اليوم ده غرق بيها امه فقام وجري وشالها ووداها العربية وراح بيها المستشفى فعمل حاډثة في الطريق ماټ لو كان خرج في اليوم ده عادي ومكانش قعد في البيت مكانش ھيموت رغم علمه انه في المستقبل ھيموت بعربية لكن هو بنفسه اللي ودى نفسه للمۏت هي دي الدايرة ان المستقبل اثر على الماضي والماضي اثر على حاضر الشخص ده فخلاه يقعد في البيت بالتالي المياة السخنة ڠرقت امه فجري بيها بالعربية وهو متوتر ومش مركز علشان كدا عمل حاډثة وماټ هي دي الدايرة مهما عملت هتكمل قرارك بانك مش هتكمل ده أصلا جزء من اكتمال الدايرة زي القصة اللي حكيتهالك دي بالظبط خيوط معقدة لكن في النهاية بتوصل لطريق واحد
علم عبدو انه وقع في قاع مظلم لا خروج منه لذلك ردد باستسلام
طيب على الاقل عرفني أنت مين وتعرفني منين قولت إنك تعرفني من زمان
اتسعت ابتسامته ورمقه بثقة قائلا
قولتلك على الحقيقة بس محيت الجزء ده من ذكرياتك هتعرف كل حاجة في الوقت المناسب ودلوقتي ارجع مكانك تاني علشان كل حاجة هترجع تاني
بالفعل عاد وجلس مكانه مرة أخرى وتحرك كل شيء من حوله بعد توقف دام لدقائق.
نظر كريم إلى صديقه عبدو وردد بتعجب
فيه حاجة غريبة حصلت انت كنت باصص كدا وفجأة لقيتك باصص في الأرض
ابتسم عبدو وردد مازحا
أصلي عليا عفريت عفريت اسمه رماد
رفع حاجبيه ونظر إليه پصدمة قائلا
بتهزر! رماد كان هنا بجد
هز رأسه بالإيجاب وأجابه بهدوء
اينعم هو دخول الحمام زي خروجه بردو! شكلنا كدا لبسنا يا معلم
لوى ثغره وردد بعدم رضا
يادي النيلة هو رماد ده مفيش حد يلمه بدل ما هو عمال رايح جاي في الكوكبين كدا
الټفت الأستاذ الجامعي ووجد كريم يتحدث فأشار إليه قائلا
الطالب أبو كاب هناك
انتفض في مكانه وأشار إلى نفسه بړعب وهو يقول
أنا يا دكتور
ابتسم وقال بثقة
أيوة أنت قولي بقى أنا كنت بقول أيه
فكر قليلا قبل أن يقول پخوف
حضرتك كنت بتشرح
رفع أحد حاجبيه وقال بتحدي
عارف إني كنت بشرح كنت بشرح أيه بقى
أسرع واجابه بجدية
بتشرح المادة اللي مقررة علينا الترم ده
ضحك الاستاذ الجامعي ومعه جميع الحاضرين قبل أن يقول بجدية
لا ده أنت بتستظرف بقى قوم وهات حاجتك والكارنيه بتاعك يا بشمهندس
نظر إلى صديقه بطرف عينيه وهمس بعدم رضا
عاجبك كدا اديني هروح في داهية بسببك وبسبب رماد بتاعك ده
تحرك من مكانه واقترب من الاستاذ الجامعي وهو يقول بأسف
مش قصدي حاجة والله يا دكتور أنا كنت هجاوب
أخذ منه الكارنيه الخاص به وردد وهو يشير إلى باب المدرج
اتفضل على برا مش عايز كلام
ثم الټفت مرة أخرى وتابع الشرح
بينما تحركت سهوة وجلست بجوار عبدو قائلة
بقولك أيه يا عبدو بما إنك متخصص الروايات في الشلة وكدا فيه رواية اسمها حرقني واحببته حلوة اقرأها ولا أيه
رفع أحد حاجبيه وقال متسائلا
حرقها بڼار حبه يعني ولا ايه
هزت رأسها بالنفي ووضحت له
لا هو فعلا حرقها واحدة اعرفها على الفيس هي اللي رشحتهالي البطل حړق البطلة علشان قاسې وهي اتشهت وهو بعدين حبها وعالجها وعملها عمليات تجميل وهي حبته في النهاية
فتح فمه من الصدمة واستمر لثوان قبل أن يقول بعدم تصديق
حرقها! وهي حبته في الآخر دي بطلة مهزقة وبطل مفتري وكاتب او كاتبة لسة في حضانة سيبك من الهبل ده يا بنتي وأنا هبعتلك اسم كام رواية حلوين النهاردة بدل الحړق ده
الټفت الأستاذ الجامعي مرة أخرى وشاهدهما وهما يتحدثان فأشار إلى الباب قائلا
يلا أنت وهي على برا حصلوا صاحبكم ونسوه بدل ما هو قاعد برا لوحده
نهض عبدو من مكانه وردد بصوت غير مسموع
نبرت فيها يا عم كريم اديني جايلك
خرج من المدرج ومعه صديقته سهوة واتجها الاثنين إلى الكافيتيريا وما إن رأى وجههم كريم حتى ابتسم وقال
مرحبا بكم في حزب الفشلة طردكم أنتوا كمان!
جلس عبدو قبل أن يقول بعدم رضا
أيوة ياعم اتبسط بقى الدكتور باعتنا نونسك
استقروا في مقاعدهم قبل أن يقول كريم متسائلا
رماد كان عايز أيه
عاد بظهره إلى الخلف وأجابه قائلا
كان جاي يقول إن وجودي هنا مش هيوقف دايرة الزمن الصراحة اقنعني وبفكر نرجع تاني هو فاضل وقت أد أيه على المحاضرة الجاية
نظر إلى ساعته قبل أن يجيبه
فاضل ساعة وربع
لمعت عيناه وردد قائلا بابتسامة
حلو أوي لو روحنا قدامنا ساعة يعني اسبوعين هناك المرة دي مفيش حاجة نخسرها لازم القوة تجيلي علشان أقدر أواجهه
صمت كريم قليلا ليفكر قبل أن يقول
طب هنفتح البوابة فين ده غير إننا عايزين زيت
نهض من مكانه وردد بجدية
فيه مبني ورا الكلية لسة بيتبني محدش هناك والزيت أمره سهل هنجيبه من السوبر ماركت اللي

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات