السبت 28 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل السادس عشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس عشر اختيار
لكلا منا حق الاختيار وعليه تحمل النتائج
صباح اليوم التالي...
تململت في نومها أثر أشعة الشمس المتسللة من نافذة الغرفة لتفتح عيناها بتكاسل بعد نومها المتأخر أمس فقد خلدا للنوم بعدما تخطت الساعة الثانية ونصف صباحا بعد ساعتين قضوهما في الحديقة لا يفعل شيء سوى أنه يجلس على فخذيها يغني لها تارة ويتغزل بها تارة أخرى وأحيانا يتذكر أحد مواقف طفولتهما ليأخذها الحنين للماضي! وللحق أمس اجتازت مسافة كبيرة بينهما على الأقل بداخلها حتى وإن لم تظهر هذا شعرت أنه ليس بهذا السوء بل ويمكنهما أن يحيوا حياة سعيدة! ومع انتظامها على الأدوية لثلاثة عشر يوما سابقين فهي تشعر بتحسن لم ترى سارة فيهما سوى خمس مرات على عكس أنها كانت تراها يوميا تقريبا وفي الخمس مرات لم تتحدث معها فعلت مثلما اخبرها الطبيب.. تستمع لها ولا تنفعل أو تجيبها وتشغل نفسها في أي شيء آخر والذي كان على الأغلب أنها تنهض ملتقطة هاتفة تتحدث مع أي شخص فريال رنا مراد أو حتى تهبط للأسفل وتجلس مع ليلى تتحدث معها في أي حديث.

أخذت نفسها بعمق وراحة لأول مرة في حياتها تشعر بها أول مرة تعرف معنى السلام النفسي حتى وإن كان ليس كاملا لكنه بدأ يتسلل لها! ويا للتطور!
انقلبت لتنام على جانبها الأخرى فأصبح وجهها مقابلا لجانب وجهه ينام بعمق واضعا كفه فوق بطنه والأخر يغطي به جبهته ظلت تنظر له لدقائق بنظرات غير مفهومة حتى منها هي وأخذت تتساءل كيف لم تلاحظ وسامته من قبل هي كانت تعلم أن له جاذبية ويمتلك بعض الوسامة لكن لم تكن تراها كالآن حتى شعرت برغبة ملحة في إزعاجه فمدت كفها بتردد طفيف حتى استطاعت لمس وجنته اليسرى بأناملها النحيفة ولأنه اعتاد أن ينام مغمضا عين ومفتحا الأخرى وقد يستقيظ لنسمة هواء اصتدمت بوجهه فبالطبع استيقظ على لمستها وحرك جفنيه بانزعاج فتوقفت للحظة قبل أن تقترب منه أكثر وقد دفعها الحماس وأخذت تحرك إصبعها فوق حاجبه بخربشة خفيفة وكأنها ذبابة أو أحد الحشرات الطائرة المزعجة ولم تعرف بمكر النائم والذي ما إن تكررت الحركة حتى علم مصدرها فكبح ضحكته بصعوبة وبغتة رفع كفه ليضرب اصبعها وكأنه يضرب الحشرة المزعجة فصړخت بۏجع وخضة في آن ليفتح عيناه بخضة مصطنعة وردد بتساؤل وهو يراها تقبع فوقه حرفيا بنصف جسدها العلوي وقد سعد لخطوتها تلك التي توشي بعدم خۏفها منه وعدم رجفتها للاقتراب كالعادة!
_ ايه ده خديجة! هي كانت ايدك
مسدت إصبعها بۏجع خفيف وهي تردف بملامح منزعجة بعدما ابتعدت قليلا
_ أنت شايف ايه
رفع منكبيه يلاعبها
_ أنا مش شايف أنا كنت نايم هو ايه اللي جاب ايدك على وشي
ودون خجل او تردد فهي حقا مغتاظة منه الآن
_ حبيت ارخم عليك.. فكرتك هتنزعج بقى وتصحى تبتسم لما تشوفني والكلام ده.
ضم شفتيه معتذرا بأسف مصطنع
_ مخدتش بالي انها ايدك فكرتها جاموسة.. قصدي ناموسة.
نظرت له بعيناها بشك تضيقهما وكأنها تجبره على الاعتراف بالحقيقة ورأت العبث يتراقص هناك بين غيوم رماديته فهتفت بحذر
_ أنت حسيت بايدي صح!
ابتعد قليلا پذعر مصطنع وقال
_ على حسب..
الټفت تلتقط الوسادة وما إن عادت له حتى وجدته قد قفز من فوق الفراش واقفا على مسافة آمنة لتنهض هي الأخرى وبيدها الوسادة تقول بغيظ
_ قصدك على ايدي انها ايد جاموسة صح
_ عيب يا خديجة متقوليش على نفسك كده.
ركضت تجاهه ليركض هو أمامها وهي تصرخ به
_ والله

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات