الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل السادس عشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

بعدين ايش دخلك انتي 
ادمعت عيناها وهي تجيبه
_ دخلني.. للاسف دخلني أنت چوزي والمفروض لما تكون ماشي في سكة عوجة يا اهديك يا ابعد لكن اني اعيش معاك مستعمية مهينفعش في الحاچات دي.
اقترب بجسده ساندا على الطاولة فبات قريبا منها وربت على خدها بكفه بخشونة وهو يقول مستهزءا
_ لا هينفع وبعدك مش بكيفك يا....يابت عمتي ده انا اجطعلك رجبتك جبل ما تفكري تخطي خطوة بره الدار.
ابتسامة ساخرة زينت ثغرها وهي تقول
_ اللي يشوف اكده يجول إن من حبك فيا.
امتعضت ملامحه وهو يقول متهكما
_ حب ايه وكلام فارغ ايه ده انا طايجك بالعافية بجولك ايه انا مهحبش الحديت الكتير وجفلي بجى..
تسللت دموعها على وجنتيها وهي تسأله پقهر احتلى عيناها وقلبها قبلا
_ مادام مش طايجني اتجوزتني ليه
ببرود اجاب وهو يتناول لقمة من طعامه
_ طبيعي اتجوز واخلف.. ولا هعيش راهب اياك!
روتين... الأمر مجرد روتين طبيعي أن يتزوج وينجب من أي فتاة وليست هي على وجه الأخص ويا لقهرة قلبها وكسرته نهضت في صمت وغادرت الجلسة وقد شعرت بانهزام مرير.. فلطالما بررت له افعاله البربرية أنه يحبها ولكنه لا يستطيع التعبير يحبها لكنه يجهل التعامل مع أنثى.. يحبها وطبعه يغلبه وياليته يحبها...!!
________
وقتا رائعا قضوه في المطبخ وقد احدثوا ثورة به من مزاحهما وارتباكهما في تحضير الطعام ارتباكه كان يأتي من جهله بتلك الأمور وارتباكها من قربه الذي كان دوما ملتصق لها إما جوارها تماما إما خلفها وكلاهما يثيران اعصابها وبين ضحك وجدية تركيز ولا مبالاة احيانا انتهيا من اعداد المعكرونة بالبشاميل واللحم المفروم ليثني الجميع على مذاقها الجيد.
وبعد انتهائها من تنظيف المطبخ جلست في الحديقة على الأرجوحه تهتز بها ببطء وخصلاتها تهتز معها في تناغم وبيدها هاتفها تحدث جاسمين التي طلبتها فجأة ولأول مرة
_ انا ملقتش حد اتكلم معاه واخد رأيه مينفعش اتكلم مع ماما ولا باهر طبعا ولا حتى بابا فجيتي على بالي..
وراحت تقص لها تفاصيل الأمر..
وبكل الحزن والألم كانت تردد
_ يا حبيبي يا باهر الله يكون في عونه ده اكيد هيتأثر اوي بالخبر ده الموضوع مش سهل ابدا.
اتاها صوت جاسمين الباكي يقول
_ انا من وقت ماعرفت حاسة قلبي مقسوم نصين.. نص مشفق عليه وبيقولي اوعي تسبيه وافضلي جنبه وقوية ونص محتار وخاېف من تحمل قرار زي ده.. وانا بينهم تايهه ومش عارفة اعمل ايه انا مش هقوله حاجه بس اكيد صاحبه الدكتور هيقوله ده مكانش ناوي يديني النتيجة لولا الممرضة اللي طلعتها من غير ما تسأله..
تجعدت ملامحها تسألها باستغراب
_ محتارة بس أنت لو بتحبيه زي ما بتقولي مش هتحتاري!
غزى الألم نبرتها
_ انا بحبه فعلا بس في نفس الوقت من حقي اكون أم.
زفرت خديجة أنفاسها بۏجع تخشى أن تقرر جاسمين الانفصال وهذا حقها لكن ماذا عن باهر وشعوره! لكن هي اختارتها لترشدها لذا ستكون حيادية
_ يعني أنت شايفه ايه مش هتقدري تكملي هتسبيه عشان موضوع الخلفة في النهاية محدش هيقدر يلومك فالقرار قرراك.
تساقطت دموعها اكثر وضمت شفتيها بقوة تمنع بكائها وقالت بنبرة ألم عاصف
_ لو هو اللي كان مكاني كنت قولتله يتجوز وكنت فضلت معاه رغم ان كان الموضوع ده هيقتلني بس كان هيكون خيار تالت متاح.. لكن دلوقتي معنديش خيارات يا اكمل واتقبل اني انسى موضوع الولاد ده حتى لو بيتعالج عشان محطش أمل ميتحققش يا ابعد.. واقرر الانفصال ووقتها هتكون قصتنا خلصت... لو مكاني هتعملي ايه
هزت رأسها نافية بحزن وأردفت
_ مقدرش

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات