الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية معدن فضة الفصل السابع والثلاثون بقلم لولي سامي

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

الآخر فهو أراد أن يتلاعب على وتر الثقة بالنفس التي تتمتع هي به وبالمقابل أرادت أن تجاريه في خدعته لتوهمه أنه خدعها أو ربما أحبت وإرادت هذه الخدعة لذلك إجابته بكل بساطة بكلمة واحدة موافقة 
ومنذ وقت ارسال هذه الكلمة وكأنها أطلقت إشارة البدأ لمحادثات كثيرة ليلا ونهارا يسردون احداث يومهم ويتناقشون في ممارساتهم بل ويتبادلون الآراء في قرارات يومهم لتكتشف ماجدة شخصية جديدة لها لم تكن في مخليتها.
والحق يقال نضال لم يسأل عن قرارها حيال موضوع زواجهم ولكن كان يتحايل على الأمر وهي تعي ذلك بل ومستمتعة به. 
ظلت تعيد قراءة محادثاتهم من البداية والإبتسامة تملئ وجهها لتتخذ قرارها وتخبره به لتدون بنهاية المحادثات رسالة من كلمة واحدة مبهمة التفاصيل لتراهن على ذكاءه موافقة.
لتجده يبدأ الكتابة الان ولكن لم يرسل شيئا طال انتظارها لرسالته لتجده قد أغلق التطبيق لينتابها الاندهاش وتسلل لقلبها الضيق وشعرت بالاختناق قليلا لتحاول تهدأة روحها وإيجاد بعض المبررات له فأخذت تزرع ارض الغرفة ذهابا وإيابا وحدثت نفسها قائلة يمكن جاله تليفون مهم !
بس يرد ليه على التليفون في الوقت ده خلاص حبكت !
لتقف أمام المرآه وكأنها تحدث شخص ما لتنظر لانعكاس صورتها تقول يمكن تليفون مهم ولا يمكن حد جاله
ولا يمكن...... 
ثم نظرت لهاتفها قائلة ودموعها على وشك الانفلات منها يمكن انا اللي اتسرعت 
يووووه انا شاغلة نفسي بيه ليه  
انا غلطانة اني قولتله كان المفروض ......
صمتت حين استمعت لطرق على باب غرفتها لتزيل دموعها سريعا وتتوجه تفتح الباب لتجد والدها يقدم لها هاتفه لتعقد جبينها سائلة نعم يا بابا 
والدها بابتسامة عريضة ماددا يده بهاتفه لها تليفون ليكي وصاحبه محلفني هو اللي يبلغك.
أمسكت ماجدة الهاتف والاندهاش يرتسم على ملامحها ودون أن تنظر لشاشته وضعته على أذنها قائلة بصوت خاڤت وريبة الوووو
_ انا قولت بدل ما اقولك بلغي والدك اني جاي بكرة نقرأ الفاتحة واستني تكلميه وترجعي تبلغيني ليه اللفة ده كلها قولت أكلمه انا وابلغك انا برضه ايه رايك
فور صمته للحظات أزالت الهاتف من على أذنها غير مصدقة لما تستمع له لتنظر لشاشته وتتاكد أن نضال من يتحدث لتنظر لوالدها والسعادة تكاد تقفز من مقلتيها ثم وضعت الهاتف على أذنها وحركت رأسها إيجابا وهي تبتسم وكأنها فقدت النطق ليلاحظ والدها حالتها السعيدة التي افقدتها النطق فيأخذ الهاتف منها ويجيب على نضال قائلا هي موافقة يا ابني بتحرك رأسها موافقة بس مكسوفة شوية.
ماشي واحنا مستنينك.
يغلق توفيق الهاتف ويفرد ذراعيه لها لتزرع نفسها بداخل احضانة ودموع الفرحة تنساب منها ليربت توفيق على ظهرها هامسا لها مبروووك يا حبيبتي الف مبروك.
سعدت ماجدة كثيرا بمفاجأة نضال لها ثم توجهت لغرفة اختها تبلغها بكل ما تم ويبدأوا في الاستعداد لهذه المناسبة

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات