رواية معدن فضة الفصل السابع والثلاثون بقلم لولي سامي
الآخر فهو أراد أن يتلاعب على وتر الثقة بالنفس التي تتمتع هي به وبالمقابل أرادت أن تجاريه في خدعته لتوهمه أنه خدعها أو ربما أحبت وإرادت هذه الخدعة لذلك إجابته بكل بساطة بكلمة واحدة موافقة
ومنذ وقت ارسال هذه الكلمة وكأنها أطلقت إشارة البدأ لمحادثات كثيرة ليلا ونهارا يسردون احداث يومهم ويتناقشون في ممارساتهم بل ويتبادلون الآراء في قرارات يومهم لتكتشف ماجدة شخصية جديدة لها لم تكن في مخليتها.
ظلت تعيد قراءة محادثاتهم من البداية والإبتسامة تملئ وجهها لتتخذ قرارها وتخبره به لتدون بنهاية المحادثات رسالة من كلمة واحدة مبهمة التفاصيل لتراهن على ذكاءه موافقة.
لتجده يبدأ الكتابة الان ولكن لم يرسل شيئا طال انتظارها لرسالته لتجده قد أغلق التطبيق لينتابها الاندهاش وتسلل لقلبها الضيق وشعرت بالاختناق قليلا لتحاول تهدأة روحها وإيجاد بعض المبررات له فأخذت تزرع ارض الغرفة ذهابا وإيابا وحدثت نفسها قائلة يمكن جاله تليفون مهم !
لتقف أمام المرآه وكأنها تحدث شخص ما لتنظر لانعكاس صورتها تقول يمكن تليفون مهم ولا يمكن حد جاله
ولا يمكن......
ثم نظرت لهاتفها قائلة ودموعها على وشك الانفلات منها يمكن انا اللي اتسرعت
يووووه انا شاغلة نفسي بيه ليه
انا غلطانة اني قولتله كان المفروض ......
والدها بابتسامة عريضة ماددا يده بهاتفه لها تليفون ليكي وصاحبه محلفني هو اللي يبلغك.
أمسكت ماجدة الهاتف والاندهاش يرتسم على ملامحها ودون أن تنظر لشاشته وضعته على أذنها قائلة بصوت خاڤت وريبة الوووو
فور صمته للحظات أزالت الهاتف من على أذنها غير مصدقة لما تستمع له لتنظر لشاشته وتتاكد أن نضال من يتحدث لتنظر لوالدها والسعادة تكاد تقفز من مقلتيها ثم وضعت الهاتف على أذنها وحركت رأسها إيجابا وهي تبتسم وكأنها فقدت النطق ليلاحظ والدها حالتها السعيدة التي افقدتها النطق فيأخذ الهاتف منها ويجيب على نضال قائلا هي موافقة يا ابني بتحرك رأسها موافقة بس مكسوفة شوية.
يغلق توفيق الهاتف ويفرد ذراعيه لها لتزرع نفسها بداخل احضانة ودموع الفرحة تنساب منها ليربت توفيق على ظهرها هامسا لها مبروووك يا حبيبتي الف مبروك.
سعدت ماجدة كثيرا بمفاجأة نضال لها ثم توجهت لغرفة اختها تبلغها بكل ما تم ويبدأوا في الاستعداد لهذه المناسبة