رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل الثاني عشر بقلم نورهان العشرى
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الثاني عشر بين غياهب الأقدار
دعيني أخبرك شيئا. إن روحي لا تزهر أبدا سوي معك عيناى لا تضيء سوى بالنظر إليك. أضلعى لا تكتمل سوى بك. خلقت بى عشق من ڼار لا يطفئها سوى قربك. ذلك الشق الناقص بروحى لم يرممه أحد سواك. لذا فإن كان طريق الوصول اليك مستحيل فأخبري ذلك المستحيل أنني قادم ..
نورهان العشري
شعر سالم بشئ خلف حديثه ولكنه تجاهل شكوكه و قال بقوة
وماله.. هجوم آخذ رأيها و ارچعلك..
تحرك عبد الحميد إلى الداخل تاركا خلفه سالم الذي أخذت تتقاذفه الظنون و صارت الدقائق تلدغه بكل ثانيه تمر بها إلي أن آتي عبد الحميد الذي كانت ملامحه غامضة لا تفسر ومن ثم قام بإلقاء قنبلته الذي دوى ضجيجها في صدره حين قال بلهجة خشنة و ملامح بدا عليها الإمتعاض
عودة لما قبل عشر دقائق.
جالسة في الغرفة الخاصة بشقيقتها و كل خليه ب جسدها ترتجف من فرط الإنفعال و الترقب ف الخدم ما انفكوا يتحدثون عن تلك الزيارة الهائلة التي أتوا بها الخاطبين على ديار العائلة و قد كان من المتوقع أن يتم خطبة أختها أمام أهل البلد وكبارها ولكن ماذا عنها
لأول مرة تثق بشخص بتلك الدرجة ولكن الكلمات توقفت علي أعتاب شفتيها حين وجدت السؤال ماذا عنها
يا لسخرية القدر فمنذ بضعة أسابيع كانت تهرب منه و من عشق جارف يتخلل قلبها إليه و الآن تتلهف علي خطوة بسيطة قد تقربها منه! ولما لا فقد ذاقت حنانا بين أضلعه لم تختبره طوال حياتها. حنان جعلها كالمدمن الذي يريد جميع جرعات مخډره دفعة واحدة حتى تغمره نشوة الحب و يغرق في بحور السعادة التي لم تختبرها مسبقا. مايزال هناك الكثير من الألم و الندوب تحتاج إلى بلسم قربه ل يرممها. و ايضا تلك الندبة الكبيرة التي شوهت قلبها ذات يوم كان قربه الدواء الفعال لزوال أثرها.
زفرة قوية خرجت من جوفها مصحوبة بتيارات ندم جارفة على كل لحظة استسلمت لخۏفها الذي أبعدها عنه ولكن شئ ما بداخلها ذكرها بكلمته التي كانت كالبلسم على روحها الملتاعه
جملة كانت أكثر من كافية لجعلها تهدأ لثوان و كأنها مخدرا قويا سري في أوردتها مما جعلها تغمض عينيها متنهدة براحه و داخلها يردد
يا الله لا تختبر قلبي بخسارته فإنه علي روحي عزيز
مازالت مغمضة عينيها حين ردد قلبها بتوسل
أرجوك يا سالم متتخلاش عني..
أخرجها من بحر هواجسها وتخبطاتها طرقة قويه علي باب الغرفة جعلتها تهب من مكانها و خاصة حين وجدت جدها يطل من الباب بهيبته التي لطالما بعثت الرهبة ألي أوصالها إضافة إلى نظراته التي كانت قاتمة بشكل مخيف تشبه لهجته حين ألقى قنبلته على مسامعها
هبت فرح من مكانها لدى سماعها كلمات جدها التي كان وقعها كالقنبلة التي دوي طنينها بقلبها فأشعرتها لأول مرة بأنها بكماء لا قدرة لها على الحديث الذي تولته جنة حين تدخلت قائلة
حضرتك تقصد مين يا جدي انا ولا فرح
تجاهل حديثها بينما كانت نظراته مصوبة علي فرح التي حاولت استجماع شجاعتها و بللت حلقها قبل أن تقول بلهجة مهتزة
لو تقصدني أنا ف لا مكنتش اعرف.
عينيها لم تكن مهتزة ك لهجتها فشعر بصدقها و لكنه تجاهله حين قال بفظاظة
أكده يبجي اطلع ابلغهم رفضك..
خرج الحديث من أعماق قلبها الذي اړتعب من فقده
بس انا موافقه..
الټفت عبدالحميد يناظرها پغضب تجلي في نبرته حين قال
يبجي كتي عارفه و هتكذبي علي!
اخذت نفسا قويا خبأته ب داخل صدرها الذي تزاحم به الخۏف و الألم معا و استدعت شجاعة كانت سلاحھا لسنوات قائلة بلهجة ثابتة
انا مكذبتش عليك لما قلت معرفش انه جاي يتقدملي النهاردة. لكن كنت متأكدة انه هيعمل كدا في وقت من الأوقات..
كلمة واحدة خرجت من جوفه الغاضب
بينك وبينه آية
بشجاعة اجابته
تقصد اللي في القلب ولا تقصد اللى براه
تحرك خطوة تجاهها اهتزت لها داخليا و خاصة حين قال بصوت مرعب
التنين!
انا مشوفتش منه غير كل حاجه كويسه. حمانا في أكثر لحظات ضعفنا. مسمحش لحد يتحكم فينا أو يبهدلنا. حاول علي قد ما يقدر أنه يصلح خطأ مكنش له ذنب فيه. كل الي بينا و اللي شوفته منه أنه راجل يعتمد عليه. دا لو بتسأل ع الظاهر و اللي حصل . أما اللي جوايا له فأنا اتمنى فعلا اني اكون مراته. والوحيد اللي هوافق انى اتجوزه
كلماتها لامست شيئا داخل قلبه تجاهله وهو يقول بنبرة قويه
اللي عتجوليه دا صوح. و اني موافج عليه بس انى مختارلك زينة الشباب. اللي مهتشوفيش في شهامته واصل..
تحدثت معاندة
بس أنا اخترت سالم..
زمجر معترضا
يفرج ايه ده عن ولد عمك
هنا انفتح باب الغرفة و أطل منه عمار بهيئته الضخمة و ملامحه الواجمة يتوجها عينين قاتمة لم تفلح في إرهابها بل علي العكس عززت من شجاعتها حين قالت
القلب وما يريد يا جدي و أنا قلبي اختار سالم الوزان و مش عايزة راجل غيره..
كانت جملتها علي كرامته تشبه صڤعته علي وجنتها ذلك اليوم فهي تفضل آخر عليه حتى لو لم يكن يحمل لها عشق خاص ولكن رجل مثله يأبي كبرياءه المقارنة بشخص آخر ناهيك عن خسارته النكراء أمام غريمه ولكنه ابتلع جمراته الحاړقة و أردف بسخرية
من مېتا و احنا بناخدو رأي الحريم يا جدي في الأمور الي زي دي..
زفر عبد الحميد پغضب فالأمور خرجت عن سيطرته ولكنه لم يحسب حساب لفرح التي أرادت سكب النيران فوق بركاته الثائر لذا قالت بشجاعة
لو كانت الأرض هي اللي منعاك توافق على جوازي من سالم يا جدي فأنا متنازله عنها..
برقت عيني عمار فقد كان يعلم بتحديها له و برغبتها في أغضابه فهي تضحي بالغالى و النفيس لأجل ذلك السالم وما أن أوشك على الحديث حتى جاءه صوت عبد الحميد الصارم
اجفلي خشمك يا فرح.. ارض ايه الي هتتكلمي عنيها! اني عايز موصلحتك أنت و خيتك..
في خضم نزالها مع عمار شعرت بأن كلماتها أذت جدها فاقتربت منه قائلة بصوت رقيق متوسل
أنا أسفة يا جدي مقصدتش. بس.
قاطعها غاضبا
مفيش بس . الحديت خلوص خلاص..
الټفت ينتوي المغادرة فاستوقفته كلماتها المتوسلة حين قالت
ورحمة ابويا يا جدي ما تظلمني
تجمد بمكانه إثر رجاءها الغير متوقع و الټفت يناظرها بعينين لم تستطيع رد توسلها أبدا فلاح بهما الحنان لوهلة قبل أن يقول بصرامة
ورايا يا عمار ..
عودة الوقت الحالي
لحظة توقف