الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل الثاني عشر بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

كبيرا
عاجبك شغل الهجامة اللي احنا فيه ده بقالي اسبوع مش عارف اوصلك 
تجاهلت عتابه الخشن ولهفته التي كانت تلون ملامحه وقالت بسخرية
والله قول لنفسك. ايه الي بتعمله دا مفكر انك كدا هتجبرني اتكلم معاك
تغلبت طبيعته الغاضبة على تعقله فصاح مغلولا
انت لسه لحد دلوقتي مشوفتيش إجبار. 
عاندته غاضبة
و لا هشوف و لا عمرك هتقدر تجبرني اصلا
أكد حديثها قائلا بفظاظة
في دي عندك حق. مش سليم الوزان الي يجبر واحدة عليه.
استفهمت مستنكرة 
والله. اللي بتعمله ده اسمه ايه
فاجأها حين قال بنبرة اهدأ قليلا
أسمه اني شايف قلبك و عارف اللي جواه. انا مش صغير و اقدر افرق بين الرفض و الخۏف. الخۏف اللي مانعك تسلميلي و تعترفي بمشاعرك ناحيتي. 
أوشكت على معارضته فتابع بلهجة قاطعة
متكابريش يا جنة.. عنيك معرياك. ومخلياني شايف قلبك كويس اوي. انا هقولك كلمتين ملهمش علاقه بيا. أنت مش وحشه والغلط مكنش عندك. أنت كنت ضحېة. بلاش تغير طبيعتك وشخصيتك بسبب اللي حصل
صاحت پقهر
ولما يتكرر تاني هتنفعني طبيعتي وشخصيتي بأيه
قاطعها بصرامة 
مش هيحصل أبدا .
و ايه اللي يضمنلي اني متأذيش تاني
امتدت يداه تمسكها من مرفقيها بقوة تجلت في نبرته حين قال و عينيه مسلطه كشعاع علي خاصتها 
عشان أنا موجود.. وعمري ما هسمح لأي حاجه او اي حد أنه يأذيك..
ارتج قلبها لتصريحه القوي ونبرته التي كانت مطمئنة بطريقة كبيرة جعلتها عاجزة عن الحديث ليتابع هو بخشونة
انا مش عايزك عشان اصلح اخطاء إلي قبلي . انا عايزك عشان محتاجك زي مانت محتجاني..
انكمشت ملامحها پألم كان صداه حارق بقلبها و تجلي في نبرتها حين قالت
محتاجني عشان اداوي الچرح الي جرهتهولك ست مروة صح
تبدلت معالمه للدهشه التي تجلت في نبرته حين قال 
مروى! و أنت ايه عرفك بمروة
مش مهم . المهم اني عرفت. 
تجاهل غضبه و قال بفظاظة
طب ما تخلي عندك الجرأة و قولي اللي جواك بدل ما ترمي الكلام وخلاص
عاندته بتهكم
لما تخلي عندك الجرأة و تقولي انت فعلا كنت على علاقه بيها و حبيتها و لا لأ
صمت دام لثوان اتبعه زفيرا حارقا خرج من جوفه و كعادة رجل مثله يتخذ من الصدق مذهبا طوال حياته أجابها بلهجة قاطعه 
أيوا حبيتها. 
لم تتفاجئ بقدر ما تألمت من تصريحه و ارتسم ألمها علي ملامحها فقد كان اعترافه موجعا بحق ولكنه تابع بخشونة
في يوم من الايام مشاعري ناحيتها كانت قوية لدرجة اني فكرت اتجوزها. وهي كمان حبتني أو دا اللي قالته وقتها بس لما اتعارض الحب دا مع مستقبلها و كريرها قعدت تماطل و أنا مابحبش كدا.
أردفت بسخرية مريرة 
قمت سايبها!
أيدها قائلا بقوة 
ايوا سبتها. ومش ندمان. كان ممكن احترمها لو كانت واضحه وصريحه. لكن هي مكانتش كده. بالعكس كانت شخص متلون و مراوغ لأقصي درجة. و دا اللي خلاني مندمتش لحظة عليها. 
تابع وقع حديثه على ملامحها التي ارتخت قليلا و تابع بقوة 
مفيش علاقة في الكون ممكن تنجح وهي تفتقر الثقة يا جنة. و هي هزت ثقتي فيها
استفهمت بقلب مړتعب 
عندك حق. بس يعني لما جت و اعتذرت ليه مسامحتهاش مش يمكن تكون اتعلمت من غلطها..
بلهجه قويه ك نظراته تماما أجابها 
فات الوقت. خلاص مبقاش ليها جوايا اللي يخليني قادر حتى ابص فى وشها. علاقتي بمروة كانت علاقة فاترة لما انتهت انا حتي متألمتش . مش هنكر افتقدت مشاعر معينه بس متأذتش ودا معناه حاجة واحدة..
ايه هي
هكذا استفهمت بلهفة فأجابها بنفس لهفتها 
انها مكنتش مشاعر قوية بالدرجة الي تخليني اسامحها و اقبل اني ارجعلها.. 
كانت تود لو تستفهم بملء صوتها وتقول 
أهكذا فقط 
ولكنه استفهام أبى الخروج من بين شفتيها التي ذمتها پألم تجلي في عينيها التي كانت مرآته لقلبها فتابع بنبرة أجشة 
الحب اللي بجد هو اللي يخلي شخص واحد تقف حياتك عليه. فراقه يعني موتك.
توقف و عينيه تتابع وقع كلماته عليها و تابع بلهجه صادقة
و الشخص دا هو أنت يا جنة..
ارتج قلبها و اهتزت أضلعها التي تحمله جراء تصريح رائع بالحب لم تجروء علي توقعه يوما فانهالت عبراتها تأثرا واهتز جسدها بين يديه التي احتوتها بضمة قويه كانت أكثر من محببة لها فأطلقت العنان لمشاعرها المكبوتة قي الخروج علي السطح فجاءت كلماته الحانية لترمم ثقوبا و تصدعات شوهت روحها 
خرجي كل الي في قلبك. عيطي لو دا هيريحك. املي الدنيا صړيخ و أنا هسمعك. بس اوعي تكتمي ألمك جواك اكتر من كدا.
فعلت مثلما اخبرها فأخذ بكائها يرج غصون الأشجار حولهم و مع كل شهقه كانت تخرج من جوفها يزداد تعلقه بها أكثر حتى صارت وكأنها جزء من جسده شقا من روحه قطعة من قلبه المتيم بعشقها و الذي اخترق جميع دوافعها فوجدت نفسها تهمس باسمه 
سليم..
اخترق همسها قلبه فقام برفع وجهها يحيطه بكفوفه الحنونه وهو يقول بهمس
عيونه..
اجابته بلوعة
انا خاېفه اوي . خاېفه من كل حاجه. خاېفه اقرب من ابني لاخسره خاېفه لا المړض دا يكون عقاپ من ربنا ليا عشان غلطتي. خاېفه اتعلق بحياة جديدة تنتهي بكارثه زي ما حصل قبل كدا.. احساس الخۏف دا هيموتني و أنا مش قادرة اعيش بيه أبدا 
كلماتها الملتاعه كانت أشبه بالجمر علي قلبه الذي انتفض بداخله اضلعه ألما و عشقا تجلي في نبرته حين قال 
اوعي تخاف و أنا موجود. 
تابع و يديه تمسد أكتافها المرتجفه متابعا بقوة
ابنك دا هديه ربنا ليك وهيتربي في حضننا. ربنا له حكمة في كل حاجه حصلت. الطفل اللي مش قادرة تقربي منه دا لولاه مكنتيش اكتشفتي حقيقه مرضك و هو لسه في أوله. اللي هو ابتلاء من ربنا و هتصبري عليه عشان أنت قويه و عشان ربنا بيحبك. ربنا بيبعت البلاء للي بيحبهم. 
أيدته قايله
انا عارفه. بس..
قاطعها بحكمه
مفيش بس. في الحمد لله علي كل حاجه تيجي من عند ربنا. و تبقي قويه عشان أنت احسن من غيرك كتير. أنت جمبك ناس كتير بتحبك. اهلك و اختك و ابنك و أنا
تعمقت نظراتها أكثر بعينيه التي اقتربت أكثر فأسند جبهته فوق خاصتها قائلا بصوت أجش
انت غاليه اوي يا جنة. اغلى عندي من روحي.. وجودك يعني اني عايش. و ألمك دا بيفتت قلبي..
انهي جملته واضعا قبلة حانيه علي أرنبة أنفها قبل أن يتابع بصوت مغلفا بلهيب الصبوة
خليك قوية و أنا ايدي في ايدك لحد ما نعدي كل حاجه سوى
هتصبر عليا
كلمه واحده منها كانت لها وقع القنبلة علي مسامعه فتراجع يناظرها بلهفه تجلت في نبرته حين قال 
بالرغم من إن سليم الوزان عمره ما عرف يعني ايه صبر بس انت تستاهلي اني اتعلمه عشانك..
سليم الوزان اختار يدخل الڼار برجليه..
هكذا أجابته في محاولة للوصول إلي أقصي مراحل الأمان بقربه فتفهم علي الفور مقصدها فأجابها بخشونة
اعتبري سليم الوزان دا ملكك بكل

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات