رواية عقاپ إبن البادية الفصل الخامس والسادس بقلم ريناد يوسف
ماتحاسبيني ولا تعترضيلي على شي انا نعرف ويش انسوي ماناقصني غير ضنوتي يقفن لي ويعلمني الصواب من الخطأ وشوفي يامعزوزه رجوه من اليوم اعليكي تربايتها هي من توها ترضع حليب ماعز يعني ماعادت بحاجتي نومتها وهدمتها وكلها وشرابها رعايتها كلها تخصك انت متكفله بها وبعديها عني ان كنتي تخافين عليها وتحبيها
نظرت معزوزه لشقيقتها واردفت وهي تراها تتلوى جوعا وتضع يدها في فمها وتقوم بمصها عسى ان تأتى لها بحليب
مكاسب
اي زين
نهضت مكاسب وغادرت الخيمة وخرجت تزرع رمال الصحراء ذهابا وإيابا وهي تفكر من اين ستكون بداية تأديب سدينة على يديها غير آبهة پبكاء الصغيرة التي تطالب بالرحمة وتصرخ من جوعها أما قصير فأنتبه على بكاء الصغيرة بهذه الطريقة العجيبة وهم ان ينهض ليرى ماذا هناك ولكن سدينه تعلقت بذراعه وهمست له متسائلة
بس اروح اشوف الصغيره من ايش تصرخ وراجعلك ماهي عوايدها تبكي بهي الطريقة
سدينه
يانبض قلبي ونظر عيني انت حكيتها من حالك ان الصغيره اول مره تبكي هالقد معناها مكاسب مبكيتها بس لتخليك تتركني وتروحلها لانها عشمانة اليوم انت عندها
قصير
مكاسب مافيها الخبث ياسدينه
نظر اليها قصير لبرهة ثم ازاح يدها بحركة بطيئة ونهض غير آبه بكل ماقالته وارتدى ملابسه وخرج متوجها لخيمة مكاسب فدلف ليجد معزوزه تحمل الصغيره التي تصرخ وتحاول اطعامها وبجانبها اختيها وبحث عن مكاسب في الخيمة فلم يجدها فتوجه بالحديث لمعزوزه متسائلا
معزوزه
امي تركت الصغيره وقالت من اليوم صار فطامها وتركت الخيمه وطلعت
رفع قصير حاجباه وهو يشعر بالغرابة واردف
صار فطامها كيف هالشي والبنيه ماصار عمرها غير شهرين
معزوزه
فطمتها ورمتها لجل تحبل مره تانيه وتجيبلك الولد رمت هالمسكينه لتجيب اللي راح يحرر البلاد ويفتح بلاد العربان ويعاودلها محمل بالغنايم وكأن اللي كاعندها وليد ما تسوا شي لا هي ولا بنياتها
صرتي تحكي حكي اكبر من عمرك يامعزوزه اسكتي ولا تحكي هيك مره تانيه واعطيني الصغيره ونامي انتي وخياتك
معزوزه
لوين بدك تاخد الصغيره
قصير
هندور على امها ونعطيها لها ونخليها تعقل شوي وترضع البنت من حليبها وتفكنا من عمايل الصغار والمكاليب
اخد الصغيرة من معزوزة وقبل ان يغادر الخيمة ويخرج في الظلام نظر لابنته النظرة الاولي فتبسم وهو يراها واردف
تحرك بها للخارج واقترب من مكاسب التي انتبهت لقدومه علي صوت الصغيرة وتوقفت عن المشي والتفكير وحين اقترب منها ووقف امامها نظرت اليه والي الصغيرة في يده ثم ربعت يديها امام صدرها وحدثته پغضب
ويش جابك وطلعك من خيمة عروسك ياعريس ماخايف تغضب عليك سدينه
قصير
هندير روحي ماسمعت كلامك اللي ماله عازه بس لاجل الغيظ اللي ناضره بعيونك غير هيك كنتي بقاع البير من بدري عم تلفظي اخر انفاسك لتتحاكي مع لموات بدل ماتحاكيني
اشاحت مكاسب بنظرها بعيدا فهتف بها قصير
مدي يدك احملي الصغيره ورضعيها وبلا تفكيرك الخايب اصبري لتكمل البت سنه وافطمي واحبلي ماحدا راح يعترض بس الحين مايصير
مكاسب
لا بيصير ويصير واللي بدي ياه بيصير ياقصير ولا لان سدينه راح تجيبلك الوليد ماعاد تريده من مكاسب بس انا راح اجيب ولد لبنياتي يشدون ضهرهن بيه ويصير سندهن بس يكبرون لان ولاد سدينه عرفنا ماراح يكونو حزام ضهر اللي امهم حربايه من الحرابي مابينشد بيهم ضهر
قصير
غلطتك التانيه وماعدى عالأولي ديقايق يامكاسب اللي تغلطين فيهم قبل لايجوا ع الدنيا ولادي ضنوتي من صلبي واللي ينقص من قدر ضنوتي كنه نقص من قدري وانا ماتعودت عليكي ماتراعين الأصول بقول او فعل يامكاسب ولا الظاهر انك عن جد بديتي تتغيرين وتتبدل طباعك وماعدتي سدينه البنت اللي نعرفها
مكاسب پغضب
اسمي مكاسب ياقصير سدينه هنااااااك بخيمتها تستناك عديلها وماعليك بمكاسب كيف كانت وكيف صارتك لانك نسيت طبعي اكيد متل مانسيت اسمي
قصير
ذلة لسان يامكاسب وقصير حتى اذا لسانه ذل ماتحاسبه حرمه خدي بتك وعاودي خيمتك وانا بس يطلع الضي راح اجيكي ونحكي بكل شي
مكاسب
مافي حكي ياقصير عاود بالبنيه واعطيها لاختها معزوزه وانا شوي ونرجع الخيمه واعمل حسابك من غدوه المبيت راح يتقسم مابيني وبين سدينه بحق الله ياهيك ياما بشكيك لعمي الشيخ منصور
قصير
تسويها يامكاسب
اسويها ياقصير
نظر اليها بسخط ثم عاد ادراجه واعطى الصغيرة لشقيقتها وعاد لخيمة سدينة وهو يفكر في عقاپ لمكاسب على كل ماتفوهت به وطريقتها في الحديث معه وحين دخوله للخيمة وجد سدينة هي الاخري قد تبدلت ملامحها للڠضب وبدأ يدرك انه بصدد مواجهة صراعات النساء التي لا يكره في الحياة اكثر منها ولكنه تذكر أن هناك من سيجنبه كل هذا الهراء عمته عوالي شيخة القبيلة واخت الشيخ منصور التي ستعود من الحج قريبا مع اخيها نصير وهي الوحيدة التي تمسك زمام نساء البادية بيد من حديد ولا تجعل مثل هذه النزاعات بين الضراير أو السلايف ولا تجعلها تصل للرجال نهائيا
تجاهل سدينة وتجاهل كل شيئ وارتمى على الفراش وغط في النوم فغدا يحمل له الكثير من الجهد ولا ينقصه مثل هذه الخلافات
أما سدينه فظلت مستيقظة تنظر اليه وتغلى من قهر تجاهله لها ونظرت للسلة فوجدت ثعبانا يخرج منها فنهضت وقامت بالقبض عليه وإرجاعه لمكانه وإغلاق السلة جيدا فثعابين قصير اصبحت هي المسئولة عنهم وعن ضياعهم الآن ولن تعطه سببا لتوبيخها وجعل مكاسب تتشمت بها
في اليوم التالي خرج قصير للخلاء مع بعض الاطفال وآدم معهم بالطبع واليوم كان درس التصويب بالأسلحة والړصاص الحي ومحاولة اصطياد الطيور المحلقة واحرز آدم المركز الأول في هذا التدريب ايضا مقارنة بأقرانه من حديثي التعلم وها هو نجاح جديد يضاف إلى نجاحاته
وعاد بهم في نهاية اليوم وهو يتطلع لبعض الراحة بعد يوم عصيب فصدم بخبر جعل الډماء تغلي في عرقه فقد حدثت معركة بين زوجاته على اعين جميع النساء واطفال البادية وعلى اثرها فقدت سدينه حملها وكسر ذراعها وأصيبت مكاسب فى عينها إصابة قد تكلفها عينها وتنطفئ نهائيا فوقف وعلي مرأى ومسمع من الجميع هتف
سدينه تعاود لخيمة ابوها عمران وماتعاود الا ابت في أمرها
اما مكاسب فمن اليوم للعام القادم متل هاليوم تحرم اعليا خيمتك ومجلسك وقربك وحديثك
والحين انا راح اختار عروس تالته لان الاتنين اللي تزوجتهم مابيهم خير
انهى حديثه وترك المكان لمكاسب وسدينة تتعالى اصواتهم بالنحيب وكل منهما تشعر بالندم يأكلها على تصرفها الأهوج
جلس قصير بجانب الشيخ منصور وبدون مقدمات قال
شيخي انا راح اتزوج الثالثه
منصور
هدي ياقصير ماتاخد قرارات بلحظة ڠضب
قصير
لا ياشيخ قراري مدروس زين انا ودي مره عاقله وراسيه ماراعية مشاكل
عمران
افهم الغلط من مين بدا ياقصير وماتظلم
قصير
مابدها فهم ياعمي المره اللي ماتنتظر راجلها لياخذلها حقها وتاخذه بدراعها مالها اعذار وذنبها مايقل عن اللي بدت المشاكل لأنها كانت تقدر تمنعها من عندها وتصير صاحبة حق لكنها ضيعته وعم عليها الذنب
صمت الجميع وتركوا لقصير المجال حتى ينفث عن غضبه في هيئة زفرات متتالية فنظر منصور لمهدي وسأله
متى تعاود الشيخه عوالي يامهدي
مهدي
ايام ياشيخ وتعاود
منصور
الله يردها بالسلامه الباديه صارت هوسه من بعدها والصبايا بدن يتفرعنن
قصير
حتى لو عاودت وادبت الحريم راح اتزوج
منصور
وانا راح اشوف مين اللي بيعطيك مره بعد مالشيخ منصور يصدر أمره ان ماحدا يعطيك واعمم الخبر بكل القبايل
قصير
ليش هيك ياشيخ
منصور
لا تتهبل قصير زوجناك لتجيب ولاد موش لجل كل شوي ترمي مره وتتزوج الثانيه
قصير
ياشيخ هاد حقي
منصور
لا هاد طيحان حظ وعقل خارف مو حقوق
أما في قصر محمود
ايه يا يحيى مالك فيك ايه متوتر كده ليه
يحيى
مش عارف يا فريال حاسس ان قلبي مقبوض وحاسس ان امرنا هيتفضح ومش هيحصل لنا طيب
فريال
لا انت بس قلبك بقى خفيف ما تخبيش ولا تنكر وبعدين انا قلت لك ما تخافش مش ھيموت محمود هيفضل عايش كل الحكايه انه هيتعب شويه بس وصحته هتتدهور وده علشان يكون قدامك فرصه انك تحط ايدك على الشركه والفلوس والاملاك وبس تاخذ كل حاجه وتحولها باسمك ومن بعدها تحولها باسمي وانا بعدين احولها باسم ولادنا هبطل أدي له التركيبه وهيخف ويبقى زي الفل ويرجع احسن من الاول كمان بس وقت ما يرجع مش هيكون حيلته حاجه ومش هيكون له لازمه معانا وناخذ بعضنا انا وانت والاولاد ونسافر بلد ثانيه
ونعيش حياتنا بفلوسنا حقنا اللي بينقطنا بيه تنقيط وفاكر نفسه انه بيجبي علينا
وانت واختك لكم حق في كل قرش محمود عمله وسبق وقلت لك الكلام ده وهفضل اقوله لكم طول الوقت انتم اصحاب الخير اللي فيه محمود انتم اللي اتحرمتوا وانتم صغيرين عشان هو يوصل للمستوى ده وتتجوزوه بنت الباشا وتدي له كل اللي معاها ويبقى صاحب املاك وصاحب شركه ويتحكم في الناس بالطريقه دي
صمت يحيى ولم يرد على كلامها فهو لا يملك الا الاستسلام ككل مره فقد استسلم لخطتها الاولى في التخلص من ابن اخي وها هو يستسلم لخطتها في اضعاف اخيه حتى تمكنه من كل شيء هو لا ينكر ان طريقتها مؤلمھ جدا وقاسيه ولكن هي الطريقه الوحيده التي امامهم ولا يوجد حل اخر فاما هذه الافعال او سيمضي الوقت ذليلا لاخيه يستجدي منه قوته وقوت اولاده ومتطلباتهم ولا يعلم ربما الايام تخبئ له ذلا من نوع اخر على يد ابن اخيه
فالتخلص هو اسلم حل
غادرت فريال الغرفه ونزلت ودلفت الى المطبخ فوجدت عايده تعد الطعام للغداء هي تعلم انها دائما تعد طعاما مخصوصا لزوجها محمود قليل الملح وقليل الدسم فعرفت مكانه وقامت بوضع التركيبه في الطعام في غفله من عايده واعادت الزجاجه الى جيبها
ثم اخذت تساعد