السبت 23 نوفمبر 2024

رواية عقاپ إبن البادية الفصل الخامس والسادس بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

في اتمام الطعام علي غير عادتها  
وبعد الانتهاء خرجت فريال من المطبخ وكانها لم تفعل شيئا وجلست بجانب مديحه التي كانت منغمسه في قراءه الصحيفه غير آبهه لما يحدث من حولها غير مباليه للجهود التي تبذلها فريال  
هي فقط تريد ان تحصل على المال ببساطه لا تشارك او تتعب حتى بالسؤال ولذلك قررت فريال ان تحرمها هي الاخرى من كل شيء فهي لن تجازف وتتعب وتخطط وتنفذ  
وياتي من يأخذ الغنيمه بكل سهوله دون ادنى جهد  
حان وقت الغداء وخرجت عايده بالطعام وضعته على الطاوله  
وبدا الجميع في تناول الطعام محمود يأكل من طعامه والجميع يراقبون  
ويحيى يصارع شعورين قاتللان شعور بالخۏف ممزوج بالشفقه وشعور بالحماس لان هذه لا تعد مجرد وجبه ياكلها اخيه  
بل هي اول خطوه في طريق سعادته  
انتهى الجميع من تناول الطعام وقامت عايده بلم السفره وأعدت الشاي للجميع  
ثم تركتهم وصعدت الى غرفتها لتستريح قليلا  
وايضا لتختلس لحظات من السعاده في غفله من زوجها  
فهي لديها سر صغير أقسمت على الا تتشاركه مع اي احد في العالم  
حتى زوجها  
فرفعت الفراش وأخرجت صوره لابنها ادم قد سرقتها من محمود دون ان ينتبه  
قبل ان يضرم الڼار في بقيه الصور واحتفظت بها لنفسها  
تنظر اليها بين الحين والاخر فيطمئن قلبها حين ترى طفلها وهو جالس مع بقيه الاطفال بابتسامته وملامحه التي اشتاقت اليها حد الجنون  
واثناء اندماجها ومناجاتها لصغيرها في الصورة ومناداته بكل عبارات الدلال التي كانت تمطر آدم بها في الحقيقة  
سمعت صوت خطوات محمود يقترب من الغرفه فقامت بتخبئه الصوره سريعا واستوت على الفراش وكانها نائمه فاقترب منها محمود وجلس بجانبها واخذ يمسد على شعرها بحنو وهو يهمس لها 
بحبك يا أجمل واحن واحسن واطيب ست في الدنيا كلها  
بحبك يا رزقي اللي ربنا رزقني بيه وعوضني عن كل حاجه وحشه شفتها طول عمري  
فتبسمت عايده واقتربت منه وقامت باحتضان خصره  
وهذا اقل رد على كلماته الجميله التي تعينها على كل ما تعيشه من فقدان وحرمان و ۏجع واشتياق ولولا مساندته لها لاڼهارت منذ مدة طويلة 

مرت عدة ايام
عايده بنحيب 
يامحمود يلا بينا نسافر نروح اي مكان نشوف ايه اللي جرالك انت خسيت في كام يوم بطريقه بشعه والاسهال مش طبيعي مش معقول مفيش دكتور عارف ايه اللي عندك مش معقول مفيش حد عارف يشخص حالتك 
اجابها محمود وهو يتستد بجسده على الاريكة ووجهه يبدوا عليه الأعياء 
ياعايده هتعمل ايه دكاترة بره وانا عملت هنا كل الاشعات والتحاليل والفحوصات والكل اجمع على اني معنديش حاجه واغلبهم قال ممكن تكون حاله نفسيه 
عايده 
طيب تمام مادام السبب نفسى انا وانت عارفين كويس ايه اللي تاعب نفسيتك خلينا نجيبه وأوعدك مش هغفل عنه لحظه اكله انا اللي اعمله هكون معاه منين مايروح هحرسه في البيت وبره نجيبله بادي جارد يرافقه نجيب اتنين تلاته نجيب عشره احنا ھنموت من غير اببنا يامحمود انا كنت خاېفه عليه هو لكن الولد طلع اقوى مننا واتحمل وعاش واتأقلم واحنا اللي بنتعذب 
ابدا ياعايده والله أدم مايرجع هنا حتى لو مت وبعدين حراسة ايه اللي هنحرسهاله ماكان تحت عنينا اخوه وماټ بطريقه احتارو فيها الحكما ماټ بسم محدش قدر يحدد نوعه مفيش غير في النهايه بس اللي قدرنا نعرف انه نوع سم مركب واهم مكون فيه سم العنكبوت البرازيلي اللي اختلط بكذا حاجه تانيين خلوه فتاك بمجرد مادخل جسم الولد مۏته عايزانا نعيده من تاني ياعايده  
اقشعر جسد عايده واغمضت عينيها پألم وهي تتذكر كل ماحدث لابنها وهزت راسها رفضا واردفت 
لا مش هنعيد حاجه خليه بعيد خليه خلاص يامحمود طاوعني طيب ونسافر للدكتور اللي اكتشف نوع السم اللي في جسم مروان الله يرحمه 
محمود 
دا مش دكتور ياعايده دا مركز البحوث الامريكي  
عايده 
خلاص نسافر ونروح المركز ونشوف مش يمكن يامحمود  
تنهد محمود وهو يفكر في الاحتمال بجدية فهو بالفعل يشعر بالغرابة حيال مايحدث له وكيف تحول جسده من كامل القوة لقمة الضعف في بضعة ايام ولماذا بدأ يشعر بأن المۏت اصبح يحيطه ويشم رائحته من حوله بوضوح 
عاد يحيى من الخارج والقى التحية على محمود وعايده وسأل عن فريال والأولاد وأخبروه بانها اخذتهم وذهبت للنادي فجلس يمثل الاجهاد من إدارة الشركة وخرجت مديحة من غرفتها على صوته وجلست معهم فبدأ يحيى حديثه الذي حان وقته 
يامحمود انا بصراحه مش عارف امشي الشغل وانا كل شويه بلجألك ولازم اخد موافقتك وامضتك على حاجات انا ممكن اخلصها في دقايق بتخلص في ايام والتعطيل بيكلف الشركه كتير انا رأيي تعملي توكيل بالاداره مؤقت لغاية ماتخف وتقدر ترجع للشركه خليني امشي الدنيا  
نظر اليه محمود واخذ نفسا اخره على فترات واجابه بحزم وقوة لايتناسبا مع حالته الصحية 
مستحيل يايحيى التوكيل دا في احلامك انا لو جرتلي حاجه عايده من بعدي ومن بعدها ابني ومن بعدهم فلوسي للغلابه والمساكين انما انت لا يمكن هتاخد مني مليم احمر طول ماانا عايش لا بالرضى ولا بالحيله فاهم يايحيى  
انهى حديثه وتبسم وهو ينظر في عيني يحيى ليخبره بأنه يعلم كل مايجول بعقله ويعرف بكل مخططاته وبأنها لن تنجح معه واكمل وهو ينظر له بنفس النظرات 
انا هسافر بعد يومين امريكا عشان اخلص الطلبيه بتاعة شركة قطع الغيار هروح انا بنفسي لان وجودي ضروري عشان امضي العقود عايز ارجع الاقي كل حاجه تمام في الشركه ياكده يأما هستغنى عنك واجيب للشركه مدير غيرك يفهم في الإداره  
انهى حديثه وطلب من عايده مساعدته حتى يذهب لغرفته يستريح قليلا واثناء صعوده للدرج كانت عينا يحيى ومديحه يراقبانه دون ادنى ذرة شفقة على حاله خاصة بعد أن تأكدوا من عناده وبأنه سيحاول افساد مخططاتهم لاخر لحظة فقرر يحيى ان تزيد فريال عليه الجرعة اليوم فهو يستحق هذا بعد حديثه
يتتبع

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات