رواية عقاپ إبن البادية الفصل الخامس والسادس بقلم ريناد يوسف
واعاد يومها قصير هذه الفعلة مرة واثنان وثلاث وعشرة
حتى اصبح آدم اول من يفك قيده ويخرج من المياه من بين كل الاطفال
فتبسم قصير وعاد به وهو معجب مجددا بمهارته وسرعته في التعلم فهو الطفل الاول الذي مر عليه يتعلم الدروس بهذه السرعه
بعد عده اسابيع كانت عايده تجلس مع محمود زوجها في غرفتهم وقد بدت مهمومه
فاقترب منها وجلس بجوارها وسالها
مالك يا عايده لسه برضو قلقانه على ادم حتى بعد ما طمنتك عليه
وبعد ما مرسال الشيخ منصور جاب لنا صوره وهو زي الفل عايش وبياكل ويشرب ويجري ويلعب مع الاطفال واتعلم السباحه والغطس وركوب الخيل والرمايه والنشان وبشهاده الشيخ منصور بقى اشطر وامهر من ولاد الباديه نفسهم
عايده
وهفضل خاېفه عليه طول الوقت يا محمود ده ابني وطول ما هو بعيد عن عيني قلبي مش مرتاح وغير الخۏف عليه الولد وحشني جدا ونفسي اشوفه بعيني مش اشوفه في الصور وبس
نفسي المسه نفسي احضنه
نفسي اطبطب عليه واطمنه واقول له انا ما سبتكش يا حبيبي
نفسي ابصله لحد ما أشبع منه نفسي أشوفه بيجري ويلعب قدامي نفسي أعمل له الاكل اللي بيحبه واكله بايدي نفسي أطمن عليه بالليل وهو نايم
انا عايزه ابني يا محمود انا مش قادره اعيش وهو بعيد عني ومتاكده إن هو كمان محتاجني ومفتقدني ووحشاه زي ما هو واحشني
ويتخيل كل ما قالته زوجته وهو يفعله مع ابنه وحيده يتلمسه يحتضنه يقبله يجلس بجواره يقص عليه القصص كما تعود وعوده يتحدث معه في كل شيء يخصه يعطيه من خبراته ويستمع الى حكاياته ومغامراته التي يعود محملا بها من مدرسته وكانه السندباد وقد كان في رحله اتى منها بكل ما هو جديد وعجيب وليس مجرد يوم عادي في مدرسته
نغزات توالت على قلبه فهو لم يعد يقوى على الفراق فتبا للمسافات وتبا للبعد وتبا للفراق بشتى انواعه
اما في البادية
في الصباح الباكر خرجت سدينة من الخيمة مسرعة واخذت تتقيأ خلفها وعلى صوتها خرجت مكاسب من خيمتها الملاصقة لها
واخذت تنظر إليها وهي ترى بشائر الحمل تعلن عن حدوثه فهي اكملت اكثر من شهر منذ زواجها من قصير وها هي بذرة الزواج تنبت داخلها وقريبا ستجني هي وقصير الثمار ومكاسب ستجني الخيبات
فعادت إلي خيمتها ووجدت رجوة تبكي
فحملتها ونظرت اليها ثم رمتها على الفراش پعنف جعلتها تصرخ على اثر إرتطامها بالأرض
وتوالت عليها بيدها ضړبا وكأنها تحاسبها على زواج ابيها بأخري فور قدومها
فافاقت معزوزة من نومها على صوت بكاء اختها الغير طبيعي وجحظت عيناها وهي ترى امها ټضرب قطعة اللحم الحمراء هذه التي لا حول لها ولا قوة
فاختطفتها منها وضمتها لصدرها تحميها وپغضب سألت امها
ويش تسوي إنتي ويش سوتلك هي الصغيره عليش تحاسبينها ما رق قليبك وانت توجعينها بيدك ليش كل هاد لييش
مكاسب
اتركيني اخلص اعليها وجها وجه البوم من ساعة اللي جات وجابت معاها الويل ابوها راح لغيري وراح يجيه الولد واللي يحصل القعده معو ساعه بالسنه مره يكون فاز
معزوزه
بوي كلنا نعرف انه بيتزوج بيتزوج لا تضحكي اعلا روحك وتحملي الصغيره ذنب ما فعلته خدي يمه بنيتك واعطيها حليبك وحنانك واستغفري ربك
وادعيه يحنن قلب بوي اعليكي وما تكفري بقضاه تدابير ربك هي لا تعترضي
نظرت مكاسب للطفلة ورقت لحالها وهي تستمع لشهقاتها
واخذت تلوم نفسها على تصرفها الأهوج هذا فهي بالفعل طفلة لا حول لها ولا قوة ماذنبها الذي ضړبت لأجله
حملتها وبدأت في إرضاعها لتكف عن البكاء وتهدأ شهقاتها الصغيرة التي تسببت لها بها
واغمضت عينيها وهي تتجرع شعورها بالۏجع من جميع الاتجاهات
وفور إشباعها للصغيرة تركتها وتركت الخيمة وخرجت لتجهيز طعام الافطار مع باقي نساء البادية فلا حزن ولا ألم يمنع المرء عن تأدية مهامه مهما كان يعاني هذة قوانينهم وهذا سعيهم الذي لا يتوقف منذ نعومة اظافرهم وحتى يفنى الحيل وتخون الصحة
جالسة امام الموقد فإقتربت منها سدينة وبنبرة تحمل في طياتها خبث النساء قالت لها
مكاسب يابنت العم اليوم مشتهية عصيدة من يدك انت احسن من تعمل عصيدة في كل البادية وبعد عصيدتك ماتنوكل عصيدة ودي اتريق بيها تسويلي
ردت عليها مكاسب دون ان تنظر اليها
انسويلك ياام الوليد ليش مانسويلك وبعدين انخاف تطلع بعين الصبي العصيدة
سدينه بغرابة
ويش هاد من وين عرفتي انا اليوم بس اللي تأكدت من الخبر وانتي تحكينها بثقه كنك تعرفي من يوم لاول اللي حبلت فيه
مكاسب
لاتنسين يابنت العم انا اكبر منك وجايبه ٤ بطون واعرف بأمور الحبل زين إمبارك وبالذكور انشاله وقولي لقصير مادام تم المراد عاود لاعقابك القديمة
فهمت سدينة ماترمى إليه مكاسب واردفت متغنجة
انا مااقدر اقول لزوجي روح وتركني هو اذا راحتلك نفسو بيجيكي لحاله
وبعدين اتركيه معي اشبع منو ويشبع مني
نهضت مكاسب ووقفت امامها معترضة وحدثتها پغضب
اني خبيثه ياسدينه
اي دامك تريدي تاخدي عريس من جوار عروسته وهما بأول ايامهم معناها انتي وحده خبيثه يامكاسب
زين وانا الحين بوريكي الخبث كيف يكون
ونادت بأعلي صوتها
قصييير ياااقصيرر تعال تعال شوف مكاسب بنت عمك ومرتك وام بنياتك ويش عم يصير فيها
خرج قصير من الخيمة على صوت مكاسب وانتبه لها الجميع واقتربت النساء على صوتها وبدأت مكاسب في النحيب بصوتها العالي فور ان رأت قصير الذي إقترب منها وسألها في حيرة
ويش فيك يامكاسب ليش ټعيطي من الصبح
مكاسب
تعال شوف مرتك سدينه ويش جايه تقولي وكيف تحاكيني وتكايد فيا جايه تقولي انها صارت حبله وغدوه بتجيب الوليد وبيه راح تصير ستي وتاج راسي وراس بنياتي وتاج راسك أنت بعد
جحظت عينا قصير ونظر لسدينه وسألها والشرار يتطاير من عينيه
صدق حكيتي هالحكي ياسدينه
لا ورب العرش ياقصير مانطقت بحرف من هالحكي
مكاسب
اذا تعرف مكاسب كذابه ياقصير معناها لا تصدق
نقل قصير نظراته بينهم ثم ثبت انظاره على سدينة وسألها
مكاسب من وين دريت انك حبله ياسدينه وماليكي غير دقايق دريتي بروحك حبله
سدينه
عرفت لحالها والله
مكاسب
اي صرت من ضرابين الودع واشم على ضهر ايدي
ياقصير مرتك غايتها تكيدني وتفهمني اني خلاص مالي حق فيك وكل الحق اصبح ليها هي
قصير
زين معناها من اليوم مجلسي ومبيتي فخيمة مكاسب لحتى تجيبي ياسدينه وودي اشوف كيف قصير يصير طوع يدك لاجل انك هتجيبي وليد مبين نسيتي ان قصير يقدر يجيب مره واتنين اعليكم ويخلف بدال الوليد عشره وراح اسويها وغلاة ابوكي عمران
بس بدها صبر
مكاسب روحي خدي قواعي من خيمة سدينه وعاوديهم لخيمتك من اليوم المبيت عندك
انهي حديثه وترك المكان لمكاسب التي تبسمت نصرا
ولسدينة التي تساقطت عبراتها ندما فبدلا من انها اتت ټحرق مكاسب بڼار الغيرة إحترقت هي
وتأكدت ان خصمها ليس بهذا الضعف الذي تصورته وان مكاسب تخفي خلف قناع المسكنة خبثا ومكرا لن تستطبع مجاراتها فيه ومن الافضل لها إجتنابها لكي لا تتفاقم الأمور اكثر من ذلك أو أن تجتهد في منافستها
وها هي تعود لخيمتها من معركتها الاولى وهي خاسرة خسارة فادحة
حل الليل وعاد قصير لخيمة مكاسب كما وعد وعادت الطيور المهاجرة لاعشاشها فأقتربت منه مكاسب تبث له شوقها إليه ولكنه أخبرها بأن تؤجل كل شيئ حتى يعود وذهب إلي خيمة سدينة كي يأخذ منها عقرب
فاليوم موعد الحوي لآدم وما أن دخل الخيمة حتى نظرت اليه سدينة بعتب ولم تتفوه بل بكت وهي تستجديه الرحمة بصوت نحيبها فتجاهلها وخرج يكمل مهمته
وهذة المرة لم يستيقظ آدم فقد كانت اللدغة اخف واسرع من لدغات الثعابين وتركه يشعر بالسم رويدا رويدا
وذهب ليعيد العقرب مكانها ولكنه وجد سدينة وقد لجأت للسلاح الذي لا يقاومه اي رجل فأرتدت اجمل مالديها وكفكفت دموعها وانتظرته وقد استدعت كامل انوثتها
فهي اليوم قد أهينت على يد مكاسب وستحاول استرداد بعضا من كرامتها المهدورة مهما كلفها الأمر
وما كان من قصير إلا التسليم لها فهي باتت تعرف مواطن ضعفه وتجيد اللعب عليها
أما مكاسب فحين تأخر قصير عنها خرجت تتقصى سبب غيابه فسمعت ماكانت تخشاه
اما سدينة فرأت خيال مكاسب خارج الخيمة وازدادت ضحكاتها وعبارات الدلال حتى ټحرق قلب مكاسب ولا تعلم بذلك انها تضرم الڼار في نفسها ولا تدري
يتتتبع
بقلم ريناد يوسف
رواية عقاپ ابن الباديه الفصل السادس بقلم ريناد يوسف
عادت مكاسب إلي خيمتها وقد اقسمت أن القادم سيكون دمارا على سدينة وحربا لن تنتهى إلا بإستسلامها التام وتركها لقصير وعدم العودة إلى الاساليب الملتوية فإن كانت هي سدينة إبنة عمران فالاخرى مكاسب إبنة مهدي ولو على كيد النساء فهذا عندها اسهل من شربة المي
نظرت إلى صغيرتها التي استيقظت تبكي من جوعها وهمت ان ترضعها ولكنها تراجعت وهي تنظر اليها وهمست لها ولنفسها
سامحيني يارجوه من اليوم مافي حليب من صدري صار لابد من فطامك حتى يجف الحليب ونحبل يمكن الله ينصفني ونجيب الوليد اللي يرجعلي قدري بقلب ابوكي ويرجعلي هيبتي اللي بدت تروح علي يد سدينه
انهت جملتها وغادرت الخيمة وذهبت عند المكان الذي فيه الماعز وبدات في حلب احداهن وعادت بالحليب للصغيرة وبدات في محاولة إطعامها منه فوجدت نفورا من الصغيرة وبكاء مرير وهي ترفض هذا الحليب ولا تستسيغ طعمه ومع ذلك لم يرق قلب مكاسب عليها واخذت تحاول مرارا وتكرارا
استيقظت معزوزه وشقيقاتها فيحاء ودره على صوت بكاء رجوه اختهم ولما رأت معزوزه ماتقوم به أمها اخذت الصغيرة منها وهي تهتف لها بلوم
والله مسكينه هالصغيره من توها بدت تعاني وتشيل شيلة اكبر منها بدتها بالضړب والهنوبة بالجوع والحرمان مظلومات بنات البوادي اذا كانو والديهم كيف قصير ومكاسب
مكاسب پغضب
صكري خاربك ولا انسكتك بطريقتي يامعزوزه افطني من اليوم