الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثامن بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

السيارة ونزع سترته بارهاق لقد كان يوما مليئا بالاعمال المرهقة رفع كفه يمرر اصابعه بين خصلاته السوداء الغزيرة والتي تساقط بعدها فوق جبهته وارجع رأسه للخلف ساندا اياها على ظهر المقعد مغمضا عيناه لثواني ثواني فقط ثم فتح عيناه ليظهر خضار عيناه.. لا زرقتهما.. ربما خليط بينهما! عدل مرآة السيارة التي تقع في المنتصف لينظر لوجهه جيدا يتفحصه حتى وجد مبتغاه.. بقعة دماء حقېرة كصاحبها تقع على جانب صدغه الأيسر التقط منشفة ورقية مزيلا اياها بمعالم مشمئزه وما إن انتهى حتى تمتم بشفتيه الغليظتان قليلا
_ مش ناقصين ليلى هانم تقفشنا.
تأكد للمرة الأخيرة من نظافة وجهه ومرر اصابعه على لحيته الخفيفة قبل أن يترجل من السيارة ليظهر طوله الفارع لشاب في مثل سنه الذي بلغ العشرين منذ عدة اشهر قليلة وجسده الرياضي بتقسيماته وعضلاته الواضحه وبالطبع الراجعة لممارسته لمعظم الرياضات العڼيفة والاساس الملاكمة والكاراتية بخطوات واثقة وهادئة كان يدق الأرض الصلبة بحذائه الكلاسيكي الأسود اللامع ووضع سترته السوداء على ذراعه المعضل يسير بخيلاء تليق به تماما!..
حتى... حتى توقف فجأة وهو يشعر بأن صدره يضيق به يشعر پألم غريب في قلبه وانفاسه بالكاد يلتقطها.. شحب وجهه وهو يستند على حافة الباب بذراعه يحاول التقاط انفاسه ورفع كفه الآخر يمسد صدره پاختناق.. قطب حاجبيه مستغربا حالته لثواني قبل أن تتسع عيناه پذعر وهو يردد بأنفاس ذاهبة
_ خديجة!!
حتما خديجة بها شيء هذا الشعور شعر به قبلا حين مرضت مرة وحين سقطت من فوق الدراجة مرة أخرى وكسرت قدمها... ولكن في تلك المرات كانت بجواره وهدأ قلبه حين علم مصابها لكن هذه المرة الله وحده أعلم بما أصابها!
وعلى بعد الكثير والكثير من الكيلومترات كانت صرخاتها تتعالى لتشق سكون الليل الموحش دموعها أشبهت نهرا جار قلبها تكاد تتقطع أنياطه من فرط ألمها.. صرخات وصرخات وهمهمات غير مفهومة هو كل ما يصدر من تلك المسكينة البائسة..
يتبع
صلي على سيدنا محمد

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات