رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثامن بقلم ناهد خالد
ودموعها لم تجف تنظر لوجهه الشاحب وكفه الذي اتصل به محلول مغذي منذ ذهاب الطبيب الذي أخبرهم بكون الاغماء راجعا لامتناعه عن الطعام والشراب لعدة ساعات طويلة تخطت الثلاثين ساعة فلم يتحمل جسده الضعيف هذا فانخفض دمه وحدث هبوط في الدوره الدموية تجلس هكذا تنظر له بحسرة وعجز ليتها لم تترك الصغيرة تذهب لم تكن تعلم أن ولدها متعلق بها لهذا الشكل لم تتخيل أن تكون هذه حالته بسبب رحيلها!
انتبهت لجملة حسن الواقف بقرب الفراش من الجهة الأخرى لترفع نظرها له وهي تقول بضعف
_ أرجوك بلاش هو مش ناقص ولا حمل قسوتك عليه.
وهنا ابتسم ابتسامة لم تفهم معناها وهو يقول ببرود
_ مين قالك إني هقسى عليه! بالعكس انا بس لازم افوقه من الي هو فيه ده قبل ما يحصله حاجه ولا عاجبك وضعه كده!
_ مش عاجبني بس مش في ايدي حاجة اعملها ياريتني اقدر ارجعهاله.
لوى فمه متهكما وهو يسمع جملتها ليردف بسخرية مبطنة
_ لا ارتاحي أنت انا هحل الموضوع.
رفعت عينيها له مرة أخرى لا تأمن شره وتشعر بقلبها يدق بصخب ينبأها بالشړ القادم لكن ما باليد حيلة.. فهي لن تتحمل الوضع الذي به صغيرها وإن كان بيده حلا فليفعل وهي ستكون له بالمرصاد إن شعرت بشره يحوم حول ولدها.
_ تؤمري بحاجة تانية يا مدام
تسائلت بها تلك العاملة التي انتهت من رص اطباق الطعام فوق الطاولة الفخمة التي تحتل منتصف الغرفة لتنظر السيدة للطعام برضا قبل أن تقول بينما يدها تعدل من نظارتها الطبية
_ تمام يا سلوى روحي انت.
صوت خطوات تقترب منها ودون ان تلتفت كانت تدرك هوية صاحبها الذي صدح صوته يقول
لوت فمها ساخرة وهي تجيبه
_ بتسألني انا عنه المفروض أنت اكتر حد عارف اخباره.
جلس فوق مقعدة الذي يترأس الطاولة وهو يقول ببرود
_ وده عشان
احتدت نظراتها وتلونت حدقتيها بالكره وهي تردف
_ عشان مهو بقى تحت باطك وبقى بينكم اسرار معرفش عنها حاجة عشان مانجحت تعمل الي انت عاوزه يا حسن وللأسف مقدرتش ابعده عن شرك.
_ كام مرة سألتيه عن طبيعة الشغل الي بيشتغله معايا ويقولك انه بيشتغل تبع الشركة الي فتحتها من خمس سنين شركة استيراد معدات السيارات وتجميعها في مصانعنا ولا أنت فاكرة هو دخل كلية الهندسة ليه واقولك حاجة لو مش مصدقاه قوليله انت تعرف ان ابوك كان شغال مع الماڤيا شوفي هيقولك ايه!
ردد الاخيرة بخبث لتطالعه باستهزاء وهي تردف
ضحك ببرود وهو يقول
_ الله يسامحك سايبك تغلطي ومبكلمكيش اهو لاحسن ابنك مفكر اني ممكن اكلك ولا حاجه وكل شوية يحذرني اني اضايقك.
ابتسمت بهدوء وهو تعقب
_ متقدرش تعملي حاجه اصلا عشان ابني الي بتتكلم عليه ده مش هيسمحلك تقربلي.
صوت صرير عالي لسيارة اصطفت خارج الفيلا قطع حديثهما لتهز رأسها بيأس وهي تغمغم
_ مش هيبطل تهور.. أنا مش قولتلك كلمه على طريقة سواقته المتهورة دي
نظر لها بجانب عيناه وهو يشرع في الطعام مرددا
_ وانا مالي مش هو حبيب القلب الي بيدافع عن امه قوليله أنت بقى.
زفرت بضيق وهي تبعد عيناها عنه ناظره لمدخل الباب منتظرة دلوف فلذة كبدها.
بالخارج اطفئ محرك