رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثامن بقلم ناهد خالد
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل الثامن.. تضاد
التضاد هو كل شيء وعكسه.. والشيء هنا كان بدايتها لحياة جديدة وعكسه كان نهاية حياته هو فمن حيث بدأت هي انتهى هو
الشخص يعتاد بصعوبة على غياب شيء كان يوما دائما بين يديه ويكن الأمر في بداية الغياب أشبه بانسحاب المخدر من عروق مدمن لسنوات ماذا إن كان هذا الشيء شخص! شخص لم يفارقك لحظة شخص كنت ضامنا وجوده الدائم شخص كظل شجرة في يوم حار كلفحة النيران وفجأة تتعرى من هذا الظل لتقف في لسعة الشمس الحاړقة هي كانت ظله.. كانت مؤنسه.. كانت.. اللعڼة لقد كانت كل شيء له كيف رحلت بهذه البساطة! والمحفز لسبها أنها كانت تعلم مكانتها لديه ولم تأبه بأي هذا! يا لها من قاسېة القلب! منذ رحلت ولم تشرق شمس يومه لم يرى ضي لطريقة المعتم منذ رحلت وهو كالأعمى الذي فقد بصره فجأة فأخذ يتخبط بين جنبات الطرق دون أن يهتدي لطريق مستقيم ولا يعلم أسيظل يتخبط حتى يفقد طاقته فيستسلم حتى تزهق روحه.. أم سيجدها قبل هذا! ويعود بصره!
انتبهت لصوت باهر الذي على بهذه الكلمات لتنظر له باستغراب لوجوده فهو ليس من سنهم ليذهب معهم ومدرسته سمعت من حديث والدها أمس أنها فترة مسائية وأنها ستذهب مع الصغيران ابراهيم و فريال ابراهيم.. الواقف بجوار باهر شقيقه الأكبر.. لا تعلم لملكنها لم تستثغه يوما.. تشعر بحاجز ما بينهما يجعلها تنفر من المعاملة معه أما فريال التي تماثلها في العمر فإلى حدا ما علاقتهما طيبة من خلال المرات القليلة التي تقابلا فيها..
للمرة الثانية أخرجها باهر من شرودها لتحرك رأسها بلا معنى وهي تقترب منهم قائلة بخفوت
_صباح الخير.
رأت ابراهيم يشيح برأسه للجهة الأخرى بنزق ولم يرد بينما تولا فريال و باهر الرد وقالت فريال بابتسامة هادئة
_ مبسوطة إنك هتبجي معانا في المدرسة.
أهدتها خديجة ابتسامة بالكاد ترى وتحركت معهم دون حديث آخر.
وفي خضم تفكيرها وتذكرها لموقف مراد معه كان يجاورها في السير باهر متأخران عن البقية وحين لاحظ شرودها وقلقها البادي كان يهمس لها
_