الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثامن بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وصاعدا!
_ مفيش طيب ليه مبتتكلمش باللهجة دي دايما!
أجابها موضحا وعيناه تستقر على بوابة المدرسة 
_ قدام بابا لأ عشان بيتضايق وبيحس إن وجودي مع ماما ممكن يخليني اتخلى عن لهجتي والي هو بيعلمهولي واكون شبه القاهريين.. وبابا شايف إني كده مش هبقى الراجل الي هو عاوزه طبعا هي وجهة نظر مش صح لأن الراجل مش بلهجته بس ده تفكير بابا بقى فبريح دماغي ودايما قدامه بتكلم بالصعيدي... ابراهيم فريال.. تعالوا.
رفع صوته مناديا عليهما بعدما أبصرهما واقفان أمام بوابة المدرسة من الداخل فخرجا وذهبا لهما ليقول باهر بتنبيه
_ خدوا بالكم من خديجة ودايما تكون معاها يا فريال لاحسن يجرالها حاجة وهي لسة متعرفش المكان ولا الخلج.. وانت يا ابراهيم في الفسحة ابجى طل عليهم شوفهم زنيين ولا لأ.
ضجر ابراهيم وهو يستمع لوصايا أخيه ليهتف بنزق
_ به! هتتخطف اياك! دي مدرسة ماحناش داخلين عربخانة خبر ايه يا باهر متعجدهاش اكده!
احتدت ملامح باهر وهو يهتف
_ دي بت عمك وغريبه عيب عليك لما تهملها لحالها.
سخر مما يسمعه وهو يقول
_ حاضر.. ههمل حصصي ودروسي واجعد احرس الهانم.
وهنا لم تستطع خديجة الصمت وتحمل كلماته فانطلقت تنهره
_ أنت بتتكلم كده ليه انا اصلا مش عاوزه منك حاجة ومش محتاجاك بس متتكلمش عني بالطريقة دي.
وهم ابراهيم برد وقح على حديثها وطريقتها التي اثارت استفزازه لكن تدخل باهر مهدئا الوضع
_ اهدي يا خديجة متزعليش منه مخه طاجج ميعرفش بيجول ايه... وأنت اسمع الكلام من سكات احسن ماابوك يعرف ويتصرف هو معاك.
ابتسم باستفزاز وهو يقول
_ ابويا لو عرف مش هيجولي همل دروسك واجعد احرس بت عمك.
_ بس هيجولك متناطحش اخوك والي يجوله يتسمع من سكات.
تأفأف بضيق وهو يدرك صدق حديث باهر فوالده دائما ما يحذره من أن يرد لأخيه الأكبر كلمةو لابد أن يحدثه بأدب وألا يرفع صوته أمامه وأن يعتبره في مقامه تماما.. هذه هي وصايا منصور له تجاه باهر.
لذا بلع لسانه كما يقولون وهو يسبقهم بخطواته لداخل المدرسة ووجهه عبارة عن كتلة دماء من فرط غيظه.
الټفت باهر ل خديجة قائلا
_ متحطيهوش في بالك هو ابراهيم دايما كده من ناحية البنات عموما.. المهم مش هقدر ادخل معاك المدرسة عشان أنا اعدادي مش هيسمحولي بس فريال اهي معاك لو حصل اي حاجة... متقلقيش ها.
قال الأخيرة ورأت هي في عينه نظرة طمئنتها تلقائيا فوجدت نفسها تبتسم وهي تقول
متقلقش علي.
تحركت مع فريال تحت نظراته المهتمة بها لا يعلم سببا بالتحديد لكن تلك الفتاة شغلت حيزا من تفكيره منذ رآها أول مرة منذ ثلاث سنوات حين قرر والدها ببدأ زياراته السنوية لبلدته وأهله حينها وجد ذاته تعلق بها بشكل غير مفهوم رغم وجود من هي أكبر سنا سارة الشقيقة الراحلة لكنها لم تنجح في جذب اهتمامه كما فعلت الأخرى ولا يعلم ما جذبه لها ربما هدوئها ربما تلك البراءة المنبعثة من وجهها أو صفاء عيناها! لا يعلم حقا والادهى أنه يجهل ما يريده منها وبأي صفة يريدها في حياته غير كونها ابنة عمه... لكن للآن سيتخذها صديقة لحين أقوال أخرى.
لم يبرح من غرفته منذ الأمس لم يذهب لمدرسته اليوم ولم يجيب والدته حين دقت على بابه أكثر من مرة تطلب منه الخروج كي يتناول افطاره حتى لم يفعل شيء من الأساس منذ أمس غير انه يجلس أمام نافذته ونظره يتنقل بين الغرفة التي كانت تسكنها و حوض الزهور حيث معظم ذكرياتهما قلبه

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات