رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثامن بقلم ناهد خالد
وصاعدا!
_ مفيش طيب ليه مبتتكلمش باللهجة دي دايما!
أجابها موضحا وعيناه تستقر على بوابة المدرسة
_ قدام بابا لأ عشان بيتضايق وبيحس إن وجودي مع ماما ممكن يخليني اتخلى عن لهجتي والي هو بيعلمهولي واكون شبه القاهريين.. وبابا شايف إني كده مش هبقى الراجل الي هو عاوزه طبعا هي وجهة نظر مش صح لأن الراجل مش بلهجته بس ده تفكير بابا بقى فبريح دماغي ودايما قدامه بتكلم بالصعيدي... ابراهيم فريال.. تعالوا.
_ خدوا بالكم من خديجة ودايما تكون معاها يا فريال لاحسن يجرالها حاجة وهي لسة متعرفش المكان ولا الخلج.. وانت يا ابراهيم في الفسحة ابجى طل عليهم شوفهم زنيين ولا لأ.
ضجر ابراهيم وهو يستمع لوصايا أخيه ليهتف بنزق
احتدت ملامح باهر وهو يهتف
_ دي بت عمك وغريبه عيب عليك لما تهملها لحالها.
سخر مما يسمعه وهو يقول
_ حاضر.. ههمل حصصي ودروسي واجعد احرس الهانم.
وهنا لم تستطع خديجة الصمت وتحمل كلماته فانطلقت تنهره
_ أنت بتتكلم كده ليه انا اصلا مش عاوزه منك حاجة ومش محتاجاك بس متتكلمش عني بالطريقة دي.
_ اهدي يا خديجة متزعليش منه مخه طاجج ميعرفش بيجول ايه... وأنت اسمع الكلام من سكات احسن ماابوك يعرف ويتصرف هو معاك.
ابتسم باستفزاز وهو يقول
_ ابويا لو عرف مش هيجولي همل دروسك واجعد احرس بت عمك.
_ بس هيجولك متناطحش اخوك والي يجوله يتسمع من سكات.
لذا بلع لسانه كما يقولون وهو يسبقهم بخطواته لداخل المدرسة ووجهه عبارة عن كتلة دماء من فرط غيظه.
الټفت باهر ل خديجة قائلا
قال الأخيرة ورأت هي في عينه نظرة طمئنتها تلقائيا فوجدت نفسها تبتسم وهي تقول
متقلقش علي.
تحركت مع فريال تحت نظراته المهتمة بها لا يعلم سببا بالتحديد لكن تلك الفتاة شغلت حيزا من تفكيره منذ رآها أول مرة منذ ثلاث سنوات حين قرر والدها ببدأ زياراته السنوية لبلدته وأهله حينها وجد ذاته تعلق بها بشكل غير مفهوم رغم وجود من هي أكبر سنا سارة الشقيقة الراحلة لكنها لم تنجح في جذب اهتمامه كما فعلت الأخرى ولا يعلم ما جذبه لها ربما هدوئها ربما تلك البراءة المنبعثة من وجهها أو صفاء عيناها! لا يعلم حقا والادهى أنه يجهل ما يريده منها وبأي صفة يريدها في حياته غير كونها ابنة عمه... لكن للآن سيتخذها صديقة لحين أقوال أخرى.