رواية عشق الغرام الفصل الخامس عشر بقلم ندي ممدوح
كانت داخل المطبخ تعد لهم الشاي بينما يوسف يتحدث في الهاتف لم يكن الرقم مسجل لذا فقد وضع الهاتف على أذنه وما هم أن يلقي السلام حتى وصل إليه وتسلل إلى قلبه صوت غرام وهي تقول
_غادة معايا..
فسكت يستمع إلى صوتها المحبب دون همس بينما قالت هي
_ألو..
عندما لم تجد ردا أغلقت فظل يمان شاردا وهو يقبض على الهاتف حتى أقبلت غادة وهي تقول
قال يمان وهو يتهيأ للرحيل
_غرام.
هتفت غادة ببهجة
_بجد!
أومأ يمان برأسه وقال
_ايوة سلام أنا همشي!
فحاولت غادة أن تبقيه وهي تقول
_تمشي حالا كدا طب اشرب الشاي!
لكنه أصر على الرحيل يطو حبا داخل قلبه قد ډفن.
غمغم مختار محدثا زكريا وهم على طاولة العشاء
تطلعت غرام في زكريا في ترقب وهي تتمنى أن يرفض ولم يخيب زكريا ظنها عندما قال رافضا في صرامة
_لأ.
ثم ألتفت إلى أبيه وأضاف
_مقدرش أسافر أنا وهي خاصة أني مسافر في أأقرب وقت واحتمال غيابي يطول!
توجس مختار خيفة من كلمة سفر وغياب طويل فكف عن طعامه ونظر له باهتمام وتمتم
نظر زكريا بعيدا عن والده وهو يردف
_عندي أسبابي يا بابا أتمنى تسبني براحتي! انا مش عيل صغير.
أومأ مختار برأسه مستريبا وهو يقول
_طيب هتغيب قد أيه
غمغم زكريا وهو يحرك كتفيه في بساطة
_مش عارف!
تطلع مختار في ابنه الذي نمت لحيته لأول مرة في غرابة كان يشعر أن ثمة من أخذ ابنه وبدله.
فلقد تغير تماما إلى الأحسن لم يعد يترك فرضا إلا وقد لبى النداء سريعا وهو الذي لم يقترب من صلاة قط أصبح يصيم مثلها الأيام البيض والأثنين والخميش أصبح كثير السمع لمحاضرات الشيخ سمير بالأخص السيرة النبوية ودروس القضاء والقدر وعن القپر والآخرة.
زكريا تغير وهذا كان شيء يطمئن قلبها.
كان زكريا يقيم الليل باكيا يناجي ربه يطلب منه المغفرة في الثلث الأخير من الليل استيقظت غرام من نومها على صوت بكائه فاستوت جالسة في الفراش تراه يصلي پبكاء لا يرقأ هذا الرجل يخبي شيئا يجب أن تعرفه قبل أن يسافر انتظرت حتى فرغ من صلاته وكفكف دمعه وهم أن يراجع على ما حفظه من صور قصار لكنه تنبه إلى غرام التي جلست بجانبه على الأرض ومدت كفها لأول مرة لتربت على كتفه وهي تقول
هز زكريا رأسه قائلا
_مش مخبي حاجة يعني هخبي أيه!
وأشاح وجهه بعيدا عنها عندما أحس بدمعه عالق في أجفانه يبغي التحرر وهمس بصوت خفيض
_هو لازم يكون في سبب عشان الانسان يرجع إلى ربه
ثم الټفت إليها وقد سال دمعه وهو يسألها في صدق
_هو ممكن ربنا يغفر لي يا غرام ممكن يقبل عبد عمل كل الكبائر ويفتح له أبواب رحمته! هل ممكن يوم القيامة أعدي الصراط بسلام ممكن النبي يسقيني من كوثره ولا الملايكة هتبعدني عنه أنا.. أنا بقيت بقرف من نفسي كل ما أفتكر اللي كنت بعمله أو لما بشوف بنت من اللي كنت..
سكت وأخذ يهتز من البكاء وألقى برأسه في حجرها فراحت تمسد على رأسه في شفقة وهي تقول بنبرة تقطر حزنا
_ربنا سبحانه وتعالى غفور ودود رحيم حشاه أن يرد عبدا أتاه تائبا بإخلاص دا ربنا الكريم يا زكريا كرمه ملهوش حدود أبدا ومش معنى أن إحنا كنا وحشين