الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية عشق الغرام الفصل الخامس عشر بقلم ندي ممدوح

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

يبقى لما نتوب نبقى كذلك في ناس كتير كانت حشة وتابت وعملت عملا صالحا وأصبحوا من الصالحين. 
أدوا معا صلاة الفجر وأم بها ثم أوى إلى فراشه وغفى ورغم ذلك أستيقظ باكرا ليعد حقيبة سفره لكنه قبل أن يغادر الحجرة بادرته غرام قائلة 
_زكريا أنت هترجع إمتى! 
فرد عليها على عجل 
_مش عارف. 
فسألته حائرة 
_طب أنت مسافر ليه 
فأجابها وهو يدنو منها قائلا 
_لما هرجع هقولك. 
ثم لثم جبهتها بحنو لأول مرة وهو يقول موصيا 
_خلي بالك من نفسك يا غرام ومن بابا. 
ثم سكت لهنيهة وأردف بحزن دفين 
_سامحيني على كل اللي عملته فيك أرجوك! 
ورحل سريعا دون أن ينتظر منها ردا بينما أجهشت هي في البكاء لا تدر هل تستطيع السماح حقا! 
ودع زكريا أبيه وجلس في سيارة أجرة لكي تقله إلى المطار وهو يتحدث في الهاتف قائلا 
_ساعات وستجدينني عندك أستقبلينني في المطار!. 
وأنتظر الرد ثم غمغم بنبرة منفعلة 
_كيف أستطعتي أن تخبي علي حملك كل هذه الشهور حتى جئت بطفلي! 
وسكت يستمع إلى الطرف الآخر الذي تمتم صوته في رقة 
_ظننتك لن ترحب به لكني قلت أن أخبرك وليحدث ما يحدث يجب أن تتزوجني يا زكريا ونربي طفلنا معا. 
ردد زكريا وهو يصر على أسنانه 
_أنني قادم لأجل هذا. 
وصل زكريا إلى المطار وأنهى جميع أوراقه وجلس مترقبا في صالة الأنتظار حتى أعلن عن قرب إقلاع الطائرة فنهض واقفا وأستدار إلى باب المطر وبأعين بها الشوق جليا بدا أنه يودع أرضا لن يطأها مجددا وأناس لن يراهم مرة أخرى. 
أتخذ زكريا مقعده في الطائرة وربط حزام الأمان ثم أسند رأسه إلى ظهر المقعد وأخذ يستغفر وبعدما أقلعت الطائرة واستوت في السماء فك الحزام وتنهد وهو يتطلع من النافذة بجواره إلى السحب البيضاء ثم راح يتفكر في الملائكة. 
تر كيف هو الملك جبريل! 
كيف هيئته وهيئة أجنحته شعر بالرهبة فتبسم وأحس أنه يشتاق إلى الله. 
إلى لذة النظر إلى رؤيته! 
يشتاق إلى النبي والصحابة! 
وعلى ذكر الصحابة ألتقط كتيب كان معه وشرع يقرأ قصة البراء بن مالك فتى الأنصار.. 
من كان شعاره الله ثم الجنة. 
وتأثر تأثرا عظيما عندما خلص البراء أخيه أنس من الخطاطيف المحمية پالنار وفقد كفيه. 
لم يلبث أن فرغ من قراءة القصة بقلب متلهف لرؤية البراء ثم أرتجت الطائرة إرتجاجة عظيمة رجت الأجساد وعلت على إثرها الصرخات والشهقات وبكاء الصغار والنساء هدأت الأرتجاجة وخفت الصړاخ وعم الهدوء فظهر صوت المذيعة وهي تتحدث في المكبر قائلة 
_السادة الركاب.. 
وتسرب صوتها في الفراغ عندما هوت الطائرة من شاهق وصړخ زكريا مكبرا بصوت عال ثم لهج لسانه بالتشهد وانغمرت دموعه وهو يردد سيد الأستغفار الصړاخ والبكاء كاد يصم أذنيه لكنه شرع يكبر ويقول الشهادة وفجأة اڼفجرت الطائرة بحريق هائل حولها إلى إشلاء وغاب كل شيء عن الوجود إلا ذاك الدخان الذي عبأ السماء ثم راح يخفت شيئا فشيئا.
يتبع

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات