رواية عشق الغرام الفصل الخامس عشر بقلم ندي ممدوح
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
يبقى لما نتوب نبقى كذلك في ناس كتير كانت حشة وتابت وعملت عملا صالحا وأصبحوا من الصالحين.
أدوا معا صلاة الفجر وأم بها ثم أوى إلى فراشه وغفى ورغم ذلك أستيقظ باكرا ليعد حقيبة سفره لكنه قبل أن يغادر الحجرة بادرته غرام قائلة
_زكريا أنت هترجع إمتى!
فرد عليها على عجل
_مش عارف.
فسألته حائرة
فأجابها وهو يدنو منها قائلا
_لما هرجع هقولك.
ثم لثم جبهتها بحنو لأول مرة وهو يقول موصيا
_خلي بالك من نفسك يا غرام ومن بابا.
ثم سكت لهنيهة وأردف بحزن دفين
_سامحيني على كل اللي عملته فيك أرجوك!
ورحل سريعا دون أن ينتظر منها ردا بينما أجهشت هي في البكاء لا تدر هل تستطيع السماح حقا!
_ساعات وستجدينني عندك أستقبلينني في المطار!.
وأنتظر الرد ثم غمغم بنبرة منفعلة
_كيف أستطعتي أن تخبي علي حملك كل هذه الشهور حتى جئت بطفلي!
وسكت يستمع إلى الطرف الآخر الذي تمتم صوته في رقة
_ظننتك لن ترحب به لكني قلت أن أخبرك وليحدث ما يحدث يجب أن تتزوجني يا زكريا ونربي طفلنا معا.
_أنني قادم لأجل هذا.
وصل زكريا إلى المطار وأنهى جميع أوراقه وجلس مترقبا في صالة الأنتظار حتى أعلن عن قرب إقلاع الطائرة فنهض واقفا وأستدار إلى باب المطر وبأعين بها الشوق جليا بدا أنه يودع أرضا لن يطأها مجددا وأناس لن يراهم مرة أخرى.
أتخذ زكريا مقعده في الطائرة وربط حزام الأمان ثم أسند رأسه إلى ظهر المقعد وأخذ يستغفر وبعدما أقلعت الطائرة واستوت في السماء فك الحزام وتنهد وهو يتطلع من النافذة بجواره إلى السحب البيضاء ثم راح يتفكر في الملائكة.
كيف هيئته وهيئة أجنحته شعر بالرهبة فتبسم وأحس أنه يشتاق إلى الله.
إلى لذة النظر إلى رؤيته!
يشتاق إلى النبي والصحابة!
وعلى ذكر الصحابة ألتقط كتيب كان معه وشرع يقرأ قصة البراء بن مالك فتى الأنصار..
من كان شعاره الله ثم الجنة.
وتأثر تأثرا عظيما عندما خلص البراء أخيه أنس من الخطاطيف المحمية پالنار وفقد كفيه.
_السادة الركاب..
وتسرب صوتها في الفراغ عندما هوت الطائرة من شاهق وصړخ زكريا مكبرا بصوت عال ثم لهج لسانه بالتشهد وانغمرت دموعه وهو يردد سيد الأستغفار الصړاخ والبكاء كاد يصم أذنيه لكنه شرع يكبر ويقول الشهادة وفجأة اڼفجرت الطائرة بحريق هائل حولها إلى إشلاء وغاب كل شيء عن الوجود إلا ذاك الدخان الذي عبأ السماء ثم راح يخفت شيئا فشيئا.
يتبع