رواية الصمت المعذب الفصل السابع والاخير بقلمي نورهان ناصر
وتعيش مبسوطه مع جوزها اللي هو أنا يالا ما علينا
نهض حسان فجأة وابتسم يكمل
أنا شايفك جي عليا أهو بتضحك مع صحابك أنا أكتر واحد شاف عذابك ولما قعدت مع نفسي وحسبتها لقيتها مش مستاهله كل ده أنت متستحقش أعمل فيك كدا أنت كنت ومازلت صاحبي وأخويا الحب مش بأيدينا ولا عمره كان بالڠصب والقوة سلام أشوف وشك بخير يا صاحبي ليا طلب صغير لو خلفتوا ولد سموه على اسمي وعلموه الرجولة والأخلاق وعلموه يعني إيه حب بجد هتوحشني يا أحمد كتير
ختم آخر حديثه وهو يغلق الكاميرا وضع أحمد الكاميرا من يده وجلس يبكي بأعلى صوته بحړقة شديدة وهو ينادي عليه .
_ هو سامحني سامحني بجد
_ ايوه سامحنا احنا الاتنين ده حسان صاحبي اللي أعرفه أكتر من نفسي خلاص يا ملك مفيش عڈاب تاني ارتاحي هو سامحنا خلاص مش هانقف قدام رب العالمين واحنا مذنبين في حقه ربنا يرحمه ويغفر له ويجمعنا بيه في جناته واثق ربنا هيعوضه في الحور العين بعروسة تحبه من قلبها
_ الحمد لله يا أحمد وربنا يكرم حسان ويجازيه خير أنا بجد مش مصدقه نفسي لحد دلوقت يعني أنا وأنت عذبنا بعض وهو أصلا غير رأيه طب الكاميرا دي افرض مكنتش وقعت في أيدينا أبدا وقتها كنا هانفضل نتعذب كدا ليه ملمحش ليك عليها .
شرد أحمد يقول وهو يتذكر تلك اللحظات العصيبة بعينين يملاهما الدموع
_ كان في آخر لحظاته بيقولي الوصية ماتع ..الوصية بس مفهمتش كلامه وقتها وذكر لي الكاميرا بتاعته اللي معلقها في رقبته فضل يشاور عليها وهو بيقول الشهادة بصعوبه دول ضړبوه كذا رصاصة الاڼجاس دول كان عايز بس يلحق يقول الشهادة بس أنا مكنتش في حاله أركز فيها الحمد لله على كل حال ودلوقت احنا مع بعض ومفيش حاجه هتفرقنا تاني.
_ أنا عذبتك لأني كنت جاهل يا ملك سألت شيخ وقالي إنها واجبه وكان لازم اتحرى أكتر من كدا واعرف الحلال إيه والحرام إيه آسف يا عمري لو كنت سألت الشخص الصح أو كنت عارف ديني كويس ما كنت نفذتها ولو على عمري حتى خصوصا إنها طلعت اصلا باطلة لأن صاحبها لغاها ورجع في كلامه وفي الحالة دي تبقى باطلة تبطل الوصية بكدا برجوع الموصي عن ما وصى به أو مۏت الموصى له قبل الموصي الحاجات دي عرفتها من شيخ العرب محمد رفعت .
همست ملك ببسمة
_ اللي حصل حصل بقى والوصية آه مش واجبه بس أنا وافقت برضايا واهي خطوة حلوه رغم المر اللي فيها بس جمعتني معاك تحت سقف واحد وده يخليني أحبها أوي رغم عمايلك وقتها كنت بترفعني سابع سما وتنزلني على جدور رقبتي بتحولاتك .
_ بعيد الشړ عن قلبك كان ڠصب عني ومتعرفيش كنت بحتاج قوة جبارة علشان أبعد بس عندك حق رغم عڈابها إلا أنها جمعتنا ومش هنفترق تاني أبدا إن شاء الله.
نظرت له ملك بملامح هادئة
_ان شاء الله يا حبيبي بقولك أنا أول حاجه هعملها إني أقدم على دورات تعليمية لازم أفهم ديني صح واثقف نفسي الواحد حاسس بالذنب والتقصير وهو مش عارف كتير عن دينه كدا يعني بنتعلم حاجات كتير ودينا اللي هو أهم من كل شيء نتجاهله كدا .
ابتسم أحمد لها ثم أردف
_ معاك حق أنا بحكم شغلي مش لاقي وقت كتير ...
قالت ملك بلطف
_ اللي هتعلمه هعلمهولك ولا يهمك هنتعاون مع بعض كمان أنت ذكي وفي حاجات هتفهمها بسرعه عني .
قبل أحمد رأسها وقال ضاحكا وهو يغمز لها بعينيه
_ امممم ذكي مش كنت غبي و ...
وضعت ملك رأسها على صدره تقول بمشاكسه
_ وما زلت .
أبعدها أحمد ينظر لها پصدمه
_ بقى كدا ماشي ماشي .
وبعد مرور بعض الوقت وقف أحمد أمام قبر حسان يقرأ له الفاتحه ثم دعى له وشكره من أعماق قلبه بينما ملك كانت تقف بعيدا عنه لتترك له المساحة الخاصة مع صاحبه انتهى أحمد وأتى إليها فقالت له
_ أنا كمان حابه أشكره.
أومأ أحمد بعينيه ذهبت ملك وشكرته وابتسمت بملء شفتيها بأنه قد سامحها واراحها من هذا العڈاب والذنب .
بعد مرور أسبوع على عقد قرآن أحمد وملك مرة أخرى حتى يكون العقد صحيحا هذه المرة.
كان يقف على أعصابه يجوب أرضية الفندق ذهابا وإيابا وبلغ منه التوتر مبلغا كبيرا وجواره تقف والدته التي عادت من السعودية ومعها أخواته كانت سعيدة من قلبها بأن ابنها أخيرا نال ما تمنى فتح الباب فجأة شعر أحمد بأن أنفاسه توقفت وما عاد بمقدوره التنفس وهو يرى نعمه تبتعد عن الباب ثم وقفت أمامه تهمس له أثناء غمزها بعينيها
_ مبارك لقد هرمنا من أجل هذه اللحظه نشفتوا دموعي منكم لله بس يالا هسامحكم علشان أخيرا اتجمعتوا .
تبدلت نبرة صوتها تقول بتهكم وهي تحذره
_ أعرف إنك خليت دمعه واحده نزلت من عيونها مش هقولك هعمل فيك إيه هاخدها كدا ومش هخليك تلمحها فاهم ولا لا .
ابتسم أحمد يقول بتوتر
_ متقلقيش مفيش دمعه واحده هتنزل بعد كدا ممكن اشوفها بقى .
سحبها هادي من ذراعها يقول ضاحكا
_ ابعدي عن الراجل يا نعمه ثانيه كمان وهايغمى عليه خلي الليلة تعدي على خير.
لم يستمع أحمد لأي حرف صدر منهما لأنه ببساطة دخل إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه كانت هناك تقف تعطيه ظهرها بطلتها الملائكية التي سلبت آخر ذرات تعقل بداخله يا الله كم تمنى تلك اللحظة وكانت دوما في أحلامه والآن بفضل الله ها هو يعيشها تذكر تلك الآية الجميلة ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا ۖ وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ۖ وقد أحسن بي إذ أخرجني من السچن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ۚ إن ربي لطيف لما يشاء ۚ إنه هو العليم الحكيم
نعم صحيح الله هو اللطيف العليم الحكيم يضع الشيء في موضعه المناسب في الوقت المناسب مهما تأخر ما تمنيناه فمع بعض اليقين والصبر سيغدو واقعا نحياه فالحمد لله على تقديرات الله .
من حولها الټفت رفيقاتها والمصورة التي أحضرها أحمد رغم أن ملك لم تكن منتقبة ولكنه