السبت 23 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل السادس بقلمي نورهان ناصر

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

مالك يا هادي عمال تجري رايح جاي كدا وبتدور على إيه 
أجابها هادي وهو يقف أمام المرآة ينهي تسريحة شعره بعد أن عثر على القميص الذي يبحث عنه وارتداه على عجل 
مستعجل يا نعمه اتاخرت على ملك وزمانها مستنياني 
جعدت نعمه جبينها تقول بقلق 
ليه في حاجه ملك كويسه 
تعجب هادي نبرة صوتها وملامحها المتوترة وظهر ذلك جليا على وجهه 
هي كويسه مالك قلقانه كدا 
صمت لثواني ثم حدقها بشك
نعمه أنت مخبيه إيه عني أنت وملك 
ها وهنخبي إيه بس أنا قلقت عليها لأنك بتقول رايحلها يعني من الصبح كدا وشكلك مش على بعضك 
نظر لها هادي بطرف عينه واجابها يرفع حاجبه
نعمه مرواحي ليها ليه أكتر من سبب ليه بقى الأسباب اللي تقلق اللي بتخطر على بالك 
صمتت نعمه ولم تجب تبحث عن شيء لقوله زفرت بحنق تستغفر الله بداخلها 
وبعدين بقى يا هادي محدش يعرف يتكلم معاك أنا أحوالها مكنتش عجباني لما زورتها وكانت قلقانه من من عدم الخلفه 
زفر هادي الهواء يقول وهو يجلس على طرف الفراش يرتدي حذاءه 
كل شيء باوانه ربنا يرزقهم يالا أنا رايحلها أحمد كلمني وهو سافر هروح اجيبها 
ختم حديثه وغادر من أمامها جلست نعمه على السرير تردد استغفارها وعقلها شارد مع ملك 
وصل هادي لشقة أخته بعد ساعة يطرق على الباب حتى فتحت له ملك بوجه مشرق وابتسامه صافية جعلت هادي يحدق بها پصدمه أخته تبتسم وهذه المرة لم يشعر بأنها مصطنعه ابدا دعته للدخول وهي تقول
وحشتني يا هادي تعالى ادخل 
دخل هادي وعانقها دون أي مقدمات يهتف ببسمة سعيدة وهو يرفعها عن الأرض
وأخيرا شوفت ابتسامتك ياه وحشتيني يا ملك 
بادلته ملك العناق تبتسم بعيون لامعه
الحمد لله يا هادي موجة وعدت 
انزلها هادي وأمسك بيديها يقول
تصدقي إني كنت دايما بتمناك لأحمد بس لساني متربط أقوله إيه تعالى اتجوز أختي المچنونة بيك 
توسعت عيني ملك پصدمه ليمسك هادي بوجنتها يردف بنبرة هادئة 
آه عارف ومن زمان وحتى أوقات كنت بشوفك في عينيه كل ما تيجي سيرتك بس استغربت سكوته يالا لما ربك أراد بقى اتجمعتوا تاني وحسان يشكر والله جمعك مع حبيب الطفولة من غير ما يعرف اصلا مين كان يتخيل إن حسان وأحمد أصحاب وفي نفس الشغل سوا يالا الله يرحمه ويغفر له 
ابتسمت ملك له بحزن واكتفت بالصمت جوابا أخذ هادي حقيبتها الصغيرة وقال ببسمة صغيرة
طيب يالا بينا نعمه هتتجنن عليك سبحان مغير الأحوال زمان مكنتوش بطيقوا بعض دلوقت الحب طافح بينكم وكل شويه تسألني عنك وتقولي أروح أشوف ملك وهي لسه راجعه من عندك 
ضمت ملك ذراعه بين يديها وهي تضحك بخفوت على حديثه وبعد مدة وصلوا إلى منزلهم اندفعت ملك تعانق والدتها الحبيبة وهي تبتسم من أعماق قلبها دمعت عيني والدتها وهي ټحتضنها بقوة تهمس 
أهلا ببنتي ونور عيني 
قبلت ملك يديها بحب 
حبيبتي يا ماما خلاص مش عايزه أشوف دموعك تاني أنا كويسه وسعيدة اطمني 
بجد يا ملك أنت مبسوطه مع أحمد 
لمعت عينيها لما أتت والدتها على ذكره وقالت بصدق 
الحمد لله يا أمي مبسوطه ادعي له يرجع بالسلامة 
خرجت نعمه من غرفة ابنتها تقول ببسمة 
وأنا مليش من الحب جانب أنا كمان 
اتجهت لها ملك وعانقتها بمحبة وبعد أن جلسوا تبادلوا أحاديث عادية وكل ثانية تنكزها نعمه في جانبها ليضحك هادي بقوة فقد لاحظها 
قومي يا ملك ھتموت وتعرف إيه سر الاشراق ده 
هتفت والدته ببساطة شديدة وهي تربت على حجرها 
واضحه للاعمى يا هادي ملك حامل صح 
تنفست ملك الهواء بصعوبة مردفة بخجل وهي تضع يدها على يد والدتها 
نقول إن شاء الله يا أمي لسه شويه 
نهضت نعمه بعد أن نفذ صبرها تسحب يدها وهي تقول 
خلصتوا تحقيقات مع البت جه دوري بقى قومي يا ملك معايا 
ضحك الجميع على حديثها دخلت ملك معها الغرفة تجلس على الفراش وهي تبتسم بسمة واسعه جلست نعمه بجوارها
طمنيني حصل إيه وشك بيلمع يا بت 
خلاص مش هايطلقني أبدا واعترف لي 
قاطعتها نعمه تردف بحاجب مرفوع
قديم ده ما إحنا عارفين إنه بيحبك 
نظرت لها ملك بتهكم ثم قالت باسمة 
وعارفين إنه ساكت بردو وعمره ما نطق فده إنجاز بالنسبه ليا وآه قال إنه هيدينا فرصة وكفاية العڈاب اللي عيشناه 
ابتسمت نعمه لها بفرحة حقيقية ثم سرعان ما غامت عيونها بالحزن لاحظت ملك ذلك ضيقت عينيها تسألها
في إيه يا نعمه أنت مش مبسوطه باللي قولته 
نهضت نعمه توليها ظهرها وهي ترى انعكاس صورتها من المرآة
لا مبسوطه طبعا وفرحتلك من قلبي بس 
قامت ملك ووقفت خلفها تضع يدها على كتفها 
بس إيه قولي يا نعمه 
استدرات لها نعمه تقول بعينين دامعتين 
خاېفه يا ملك ترجعي تحزني تاني أنت قولتيلي كام مرة ضعف فيها وبعدها ندم وسابك ومشي وده كان بيعذبك ويجرحك سامحيني بس خاېفه عليك 
جلست ملك على الفراش والتمعت الدموع في عينيها وبدأت تسقط على خديها أكملت نعمه پبكاء رغما عنها 
مش قصدي ازعلك والله أنا آسفه 
ابتسمت ملك بتكلف وهي تقول بشرود 
لا متتاسفيش أنا متفهمه يا نعمه وعايزه الصراحه جوايا نفس خۏفك ده خاېفه يكون كل ده حلم وافوق منه على كابوس فظيع حاسه باحمد ومحاولاته والصراع اللي جواه حسان مش بيفارق تفكيري ولا تفكيره بس هو ساكت وكان المرة دي جدي في كلامه هو قالي إنه هايفهمني كل حاجه لما يرجع إن شاء الله 
سقطت دموعها أكثر وشعرت بغصه حادة تمنعها الحديث ليخرج حديثها ضعيفا مخټنقا 
بس خاېفه مايقدرش خاېفه نرجع لنفس النقطة آه لو حسان يرجع دقيقه واحدة بس يقول فيها أنا مسامحكم وعيشوا حياتكم أنا مش عايز الوصية دي الغوها وخليكم مع بعض أنا على طول بزوره وبطلب منه يسامحنا وكل يوم بصلي وادعي ربنا إني أشوفه في الحلم حتى بس من غير ما يكون مضايق مني مش بشوف إلا نظراته اللي بتقتلني يارب خليه يسامحني 
ضمتها نعمه بين أحضانها تربت على ظهرها بحنان 
هايسامحكم إن شاء الله شوية صبر بس يا ملك وهتتعدل ربنا بيبدل حال بحال وإن شاء الله هايجبر بخاطركم 

كان يسير يضع يديه في جيب بنطاله يركل الحجارة بشرود شديد توقف بعد مدة ينظر حوله مستغربا أين وصلت به قدميه صحراء شاسعة وهناك على بعد منه مجموعة من الخيم وأناس يجلسون خارجها رآه أحدهم وتقدم منه يبتسم له ما إن تعرف على هويته ألقى السلام قائلا 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته 
بادله أحمد البسمة ورد السلام عاد الرجل يقول 
شكلك مضيع طريقك

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات