رواية عشقت امراة خطړة الفصل الواحد والاربعون بقلم ياسمينا احمد
غير وانتى عامله كل اللى نفسك فيه
قبلت صبا بحديثه وذهبت إلى السيارة وظلت فى مكانها قرابة الساعة تتابع من بعيد ما يخرجه ويفعله لكي يعدله ويجعله آمن للعيش لها .
اخيرا جاء إليها ليحمل الحقائب فخرجت على الفور من السيارة لتبعه.
سالها وإبتسامته لازالت على وجهه
زهقتي
اجابة بالنفى
لاء انا بفكر فى اللى هنعملوا هنا
نظر لها واكد بعينها ورأسه
ما تقلقيش هنتبسط
دخلا الى المنزل وبالفعل جعله زيد نظيفا تماما .
فتح الثلاجه التى تشبه الصندوق ووضع بها المثلجات
واكياس الخبزوبعض الاغراض ثم اخرج باقي ما معه من تسالي وبعض السلع التموينية وايضا بعض المعلبات
لكنها تركت الباقى فى الحقيبه لعدم وجود مكانا لوضع الملابس به .
خرج معا وقدم لها اللقيمات السريعه التى اتى بها واطمئن لاشباعها ومن بعدها بدأ بالتجول معا يدا بيد.
زيد المكان دا بتاع جدو .
اجاب وهو يتمشي معها على الطريق الرملي الطويل
ايوا
عادت تسأل
بيعمل فيه إيه
اجابها وهو يرفع إصبعه مشيرا لمبنى مستطيل الشكل
بصي هناك كداهناك فى اسطبل خيل ومواشي كل اللى فيه بتاعنا بنبيع ونشتري ونربي دى كانت شغلة جدو الأول
وبعد كدا كبر عليها بس لما يحب يعلم حد الأدب يجيبوا هنا عشان كدا مش عايز يفرط فيها
هنا بقى فى سمك بنزرعه المكان كله بيحتاج اكتر من مساعد السكان اللى فى المنطقة دول اولى الناس بالشغل هنا فجدو مدى لكل واحد مهمه وآخر السنه بيجي يشوف الآخبار ويتأكد إن كل حاجه ماشيه صح .
استمعت جيدا لحديثه نظرت بإتجاهه وسألته من جديد
طيب جدو باعتك ليه
لم يبخل عليها بالإجابة وتحدث
عايزنى اطمن على صحة الخيل والمواشي واشوف الامور ماشية إزاى والعمال اللى هنا قايمين بدورهم ولا لأ
نظرت حول المكان وقالت بتعجب
هما فين العمال دول
اجاب وهو يبتسم
ما انا مشيتهم عشان نبقى لوحدينا
وانت بتفهم فى الحاجات دى
اجاب وهو يتحرك معها
يااا انا عشت هنا كتير
اندهشت من الاجابه وقالت متعجبه
لي عملت ايه
شرد قليلا فى ذكريات مؤلمھ لايريد ان يذكر منها شئ وقال متأثرا
كان برغبتى الكامله
واثناء حديثهم سمعا صوت نباح غليظ يصدح بالمكان الټفت حول نفسها بقلق لتري كلب كبير بلون بني يخالطه بعض الأسود يركض بإتجاهم بسرعه .
التصقت به وصاحت بهلع
الحق يا زيد كلب كلب بيجري علينا
ضمھا الى جانبه دون ان يتحرك او حتى يتأثر فقط ابتسامه مشرقه وسعيدة ظهرت على وجهه لکمته فى كتفه وهى تسحق الكلمات اسفل أسنانها
هتف وهو يتأهب لاستقباله بيده الطليقه
ما تقلقيش دا القنصل .
رغم العبارة القصيره التى يطمئنها بها إلا أنها لم تطمئن وإختبأت خلفه وتشبثت بقميصه حتى كادت تمزقه تعال صړاخها فور اقترابه ومن بعدها اعتلت ظهره حتى لايبقي قدمها على الارض ضحك زيد
انت مش شايف شكله عامل ازاى
قفز الكلب هو الآخر نحو زيد ليحتضنه وبقي زيد عالقا بالنصف بين شوق وتلهف كلبه الوفي والتماس الامان من صبا والتى لم تستطيع الصمود وصړخت پجنون وهى تقول فى فزع
نزلنى نزلنى
قهقه عاليا من فرط فزعها ومسح على رأسه كلبه الذي انخفض نباحه تدرجيا عندما بادله زيد الترحيب وقف على قدماه اخيرا وحدثه وكأنه يتحدث مع شاب بالغ
وحشتنى يا قنصل .
اطاح برأسه لجانبه مشيرا لصبا
اي رأيك فى الجبانه اللى ورايا دى
نبح الكلب وكأنه يفهمه لكن